أكد وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي أن الوزارة تسعى جاهدة بكل قطاعاتها، للاهتمام بالمسرح في كل مكان، في المدارس والجامعات ومراكز الشباب وقصور الثقافة، فضلًا عن مسرحة المناهج، من أجل خلق حالة من الوعي المسرحي التنويري، لدى كل الشباب المصري، وبخاصة طلاب الجامعات ، وتلاميذ المدارس. وطالب النبوي جميع المسرحيين بتقديم فن مسرحي هادف وراقٍ ، ليكون أداة فاعلة للتنوير ، تقوي مناعة المجتمع المصري في مواجهة قوى البغي والتطرف والإرهاب، وبناء حضارة عصرية على ضفاف النيل، بسواعد وعقول الأجيال الجديدة من المصريين، تكون امتدادًا حقيقيًّا لحضارة الاجداد الراسخة عبر العصور. جاء ذلك في كلمة الوزير خلال افتتاحه الدورة الثانية لمؤتمر القاهرة الثقافي الفني، الذي ينظمه المركز القومي المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، تحت شعار "الرقابة والمسرح"، في الفترة من 24- 27 مايو الجاري، بمشاركة نخبة لامعة من مبدعي المسرح المصري، والعربي والعالمي. حضر الافتتاح لفيف من قيادات الثقافة وقطاعاتها، في مقدمتهم أمين الموتمر د.محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وسيد خاطر رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، ومقرر المؤتمر د.عاصم نجاتي رئيس المركز القومي المسرح، إلى جانب ضيوف الموتمر من المشاركين العرب، والأجانب، وكوكبة من المبدعين المصريين، من رواد الحركة المسرحية ، منهم الفنانتان سميحة أيوب سيدة المسرح العربي، وسميرة عبد العزيز ، والكاتبان لينين الرملي ، ومحفوظ عبد الرحمن. وقال الوزير: "إن المسرح المصري قوى ناعمة ، غاية في الأهمية ، وقد اتفق الجميع على أن المسرح هو أبو الفنون ، لملامسته الواقع ، ومشاكل المجتمع ، وكما قال الأقدمون: أعطني مسرحًا أعطيك شعبًا مثقفًا ، فالهم كبير ، والجهد المطلوب أكبر، وفي الوقت الذي نسعي فيه لغدٍ مشرق ، علينا أن نقدم لشعوبنا التنوير ، بكل الفنون ، وعلى رأسها المسرح ، الذي تتحرك الحياة على خشبته ، بكل روعة وإبداع". وأضاف النبوي - في كلمته: "عندما نأتي لشعار المؤتمر ، وهو الرقابة ، نجد أنها ، على مر العصور ، خلقت حالة خاصة من الإبداع ، لدى المسرحيين المصريين ، ميزتهم عن أقرانهم ، في محيطيهما الإقليمي ، والعربي ، لأنهم كانوا يفكرون كيف يتحايلون على الرقيب ، فقدموا لنا تراثًا فنيًّا زاخرًا بالإبداعات ، أثرت الحركة المسرحية ثراء غير مسبوق ، وأتمنى أن يخرج مؤتمرنا هذا بأفكار بناءة ، تسهم في النهوض ، والارتقاء بالمسرح المصري والعربي والعالمي ، على السواء". واختتم الوزير كلمته بتوجيه الشكر لكل من أسهم في إقامة المؤتمر ، مشيدًا بكل الجهود المبذولة . وفي كلمته، ثمّن د.عفيفي انطلاق الدورة الثانية، مؤكدًا أن هذا يعني نجاحًا مستمرًا للمؤتمر، بعد دورته الأولى "إفريقيا في قلب مصر" ، منذ عدة أشهر ، مما يمنح الحركة المسرحية زخمًا، وحراكًا، في مناقشة قضاياها الراهنة. وأشار إلى أن قضية الرقابة مُلحة للغاية، بخاصة في ظل الظروف الراهنة، التي تمر بها مصر بعد ثورتين، وبعد صدور الدستور الجديد ، الذي يستلزم معه إعادة النظر في أساليب ولوائح وأنظمة الرقابة ، ومراجعات تشريعية ، والعديد من الأمور ، التي تقوي من قدرة مصر الناعمة، وقال مختتمًا: "أعتقد أن المؤتمر سيخرج بتوصيات مهمة في فترة ، تحتاج مصر ، والعالم العربي ، فيها إلى الإبداع في مقاومة التعصب ، والإرهاب". وكان د.نجاتي قد استهل حفل الافتتاح ، بكلمة قال فيها: "إن الحرية صرخة يطلقها المبدع ، للتحرر من قيود الجمود ، وهي شعار رفعه الثوار للتخلص من الحكم الشمولي ، وأهم أدوات قمع الحرية ، هي الرقابة ، التي نتناولها في دورتنا الثانية لمؤتمرنا الناجح ، ومن خلال ضيوفنا من المبدعين ،في مجال المسرح ، من كل مكان ، نحاول ان نصل إلى نموذج الدولة المدنية الحديثة ، التي تقوم على حرية الرأي ، والاختلاف ، واحترام الآخر ، وكل الشكر لكل شباب المراكز ، وكل الهيئات ، والقطاعات الثقافية ، التي أسهمت بقوة في هذا التجمع الثقافي الفني الكبير ". ثم ألقى كلمة المؤتمر، الدكتور مارفن كارلسون أستاذ المسرح ودراسات الأدب المقارن بكلية الدراسات العليا بجامعة نيويورك بالولايات المتحدةالامريكية . وفي ختام المؤتمر ، قدم د.نجاتي المشاركين من المبدعين المصريين والعرب والأجانب ، ثم دعاهم لالتقاط صورة تذكارية مع الوزير ، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ، ومنهم د.هدى وصفي ، والناقد المسرحي محمود كحيلة ، ود.أحمد مجاهد، والفنان الإماراتي إسماعيل العبد الله أمين عام الهيئة العربية للمسرح، والألماني توماس إنجل أمين جماعة حقوق الفنانين بالهيئة الدولية للمسرح (آى. تي. آى – ألمانيا)، والكاتبة المسرحية الصينية جانيس بوون، والباحثة المسرحية اللبنانية جولنار واكيم، والكاتبة الفنانة الأمريكية جيسيكا ليتواك عضو منظمة مسرح بلا حدود ، وأحد مؤسسي شبكة توفير الأمان للفنانين بالولايات المتحدةالأمريكية. كما يشارك الدكتور الأسعد الجموسي مدير أيام قرطاج المسرحية بتونس ، والمخرجة المسرحية اللبنانية لينا الأبيض ، والسفير الفنان السوداني على المهدي سفير اليونسكو للسلام ، وأمين عام الهيئة الدولية للمسرح ، والمسرحي والشاعر الكويتي عبد العزيز السريع ، ومارفن كارلستون أستاذ المسرح والأدب المقارن ودراسات الشرق الأوسط بكلية الدراسات العليا - جامعة نيويورك، والمؤلفة والمخرجة التونسية مريام بوسالمي ، واللبنانية نضال الأشقر ، والسوداني فضل الله أحمد عبد الله ، والأردني غنَام غنَام. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :