حصلت "بوابة الأهرام" على مستندات تثبت أن وزارة التربية والتعليم عاقبت موظفًا، بعد اتهامه بأنه يتاجر في المخدرات ويشاع عنه أنه سيئ السمعة، ويقدم أموالًا للسيطرة على العاملين بالإدارة التي يعمل بها، بأنها نقلته إلى وظيفة "معلم أول".. تلك كانت العقوبة من الوزارة للموظف. بدأت القصة بتلقي الوزارة شكوى تفيد بأن "عبد الوهاب عبد الملاك محمد" مسئول أمن إدارة دار السلام التعليمية، يمتلك مقهى بمنطقة بئر أم سلطان، ويقوم ببيع المواد المخدرة ويشاع عنه أنه سيئ السمعة ويقدم أموالًا للسيطرة على العاملين بالإدارة، وتم رفع مذكرة للوزير وانتهت الموافقة على نقله إلى وظيفة "غير حساسة". لكن الوظيفة غير الحساسة ل"تاجر المخدرات" في نظر وزارة التعليم ومديرة مديرية التعليم في القاهرة، فاطمة خضر، كانت بنقله إلى "معلم أول" بإدارة المعادي التعليمية. والمفاجأة: أن الشكوى التي استندت إليها الوزارة لنقل "عبد الوهاب" واتهمته بأنه تاجر مخدرات، قام بها معلمون وإداريون للتنكيل به، والأدهى من ذلك أنهم قاموا بختم الشكوى بخاتم مدرسة "عامر بن ياسر"، وتوقيع "نهاد عادل" مدير المدرسة، لكن "نهاد عادل" أقر بخط يده بأن الشكوى "مزورة" وما ورد بها "كاذب جملة وتفصيلا" وأن التوقيع والبصمة "مزوران"، وأن التوقيع المنسوب له ضد "عبد التواب" غير صحيح، مما يعني أن الشكوى التي اتهمت مسئول أمن الإدارة بأنه "تاجر مخدرات" وبسببها عاقبته عقوبة "مثيرة للجدل" بنقله لوظيفة معلم، كانت "كيدية ومزورة". وفي مستند آخر، أقر مدير المدرسة "المذكورة في الشكوى المقدمة للوزارة"، بوجود بعض الشكاوى الكيدية والمكاتبات تختم بالختم البيضاوي لمدرسة عمار بن ياسر، مضافا إلى الختم أكلاشيه باسمي رغم أنني لم أقم بعمل الختم أو الأكلاشيه، متهما "عماد. م. ط" و"أحمد. م" بأنهما يقومان بأخذ الختم البيضاوي خلسة ويختمان به على بعض الشكاوي في بعض الزملاء ويتم وضع أكلاشيه باسمي لا أعلم عنه شيء، وأنا غير مسئول عن ذلك. وملخص الواقعة، أن أمن الوزارة تلقى شكاوى بتوقيعات "مزورة" للإطاحة ب"عبد الوهاب" مسئول أمن الإدارة، وهناك أكثر من شخص لدى "بوابة الأهرام" أسمائهم ووظائفهم، وجميعهم أقروا بأنهم مستعدون للشهادة بأن "عماد. م. ط" و"م. أ" بأمن الوزارة، كتب الشكوى على إحدى المقاهي وكان معاهم "الخاتم المزور"، ولكن للأسف أخذت الوزارة الشكوى على محمل الجد، بأنه تاجر مخدرات، وكانت قمة المفاجأة أنه تمت معاقبته بنقله من وظيفة إدارية في الأمن بالبساتين إلى وظيفة معلم أول بالمعادي. وتبقى تساؤلات: ماذا سيفعل وزير التعليم عندما يتأكد من أن الشكاوى مزورة، وأن مدير المدرسة اعترف بأنه لم يرسل الشكوى، وأن المدرسة ليس لها خاتم، وكيف يتم نقل مسئول الأمن أو اتهامه بتجارة المخدرات والتشهير به داخل المديرية والإدارة دون التحقيق معه؟. وهل ينتصر الوزير للحق ويفتح تحقيقا رسميا في الواقعة؟ والأدهى من ذلك، وحتى إن كانت الواقعة حقيقة بعكس ما تثبت الأوراق: هل يعقل أن تعاقب الوزارة تاجر مخدرات بأن يتم نقله لوظيفة معلم أول؟.