أكد اللواء دكتور يحيي السنجق، المحلل عسكرى وخبير الدفاع الجوى، أن تحرير سيناء عيد مهم نستلهم منه دروس النصر وخبرات القتال وكيف وصلنا بمسار متكامل إلي استرداد كامل أرضنا .. فحتي نصل إلى 25 أبريل بالسلام كان يجب أن ننتصر، وهذه طبيعة المقاتل المصري، فهو لا يستسلم أبدًا. ويسترجع اللواء يحيى، بدءالحرب في 67، وعدم إعطاء الفرصة للمقاتل والضابط المصرى للاشتراك الفعلي في الحرب مما أدى الى شعور المقاتل المصرى بنوع من المسئولية الجسيمة ورغبة في أن يغسل عار لحق به دون أن يكون له يد فيه. وأضاف: "دخلنا الاستنزاف برغبة أكيدة أن نأخذ بالثأر ونحرر سيناء وفي سبيل ذلك تكبدنا الكثير من الخسائر والشهداء". وتابع: "كانت قواتنا متمثلة في الجيش التاني والثالث في 67، تفتقد الى الحماية الجوية الكافية ولا توجد صواريخ طويلة المدي بقوات الدفاع الجوي". وفطنت القيادة السياسية بزعامة عبد الناصر إلى هذه النقطة الحساسة فعملت علي الحصول علي أسلحة أكثر تطويرًا وكفاءة من الاتحاد السوفيتي ووصل الأمر الى الاستعانة بألوية جوية وأخرى مضادة للطائرات من الاتحاد السوفيتي حضرت لمشاركة القوات المصرية للحماية عمق الدولة وإعطاء الفرصة للدفاع الجوي لإعادة التسليح والتنظيم. وأضاف أن ذلك أدى إلى استعادة كفاءة القوات القتالية وقامت بعمل"كمائن الدفاع الجوى" منذ عام 70، وحققت خسائر جسيمة للعدو ،وبدأنا إنشاء حائط الصواريخ من خلال وثبات من العمق إلى الجبهة لتأمين أعمال الانشاء. وأشار خبير الدفاع الجوي إلى أن السادات اتخذ قرار الحرب بعد أن تمكننا من تغطية 15 كيلو للضفة الشرقية لتأمين طائراتنا وقواتنا.. وتمكنت القوات البرية من اعادة تمركزها واستكمال استعدادها علي الجبهة لاتمام العبور العظيم وأجبرت الجانب الإسرائيلي علي الجلوس علي طاولة المفاوضات وامتاز موقفنا بالقوة بعد تدمير خط بارليف وتحقيق انتصار ساحق علي طول الجبهة... وشدد اللواء السنجق على أن المقاتل المصري هو من حارب وهزم فى يونيو وهو من حارب وانتصر فى اكتوبر، فقط أخذ الفرصة واستعدينا بصورة كافية من التنظيم والتسليح والتدريب. وأشار إلى الدبلوماسية المصرية التي أكملت حلقة الصراع ووفقت للوصول لاتفاقية السلام في الجانب الاسرائيلي وكامب ديفيد الذي ألزم إسرائيل بالانسحاب بصورة كاملة من سيناء لتعود مصرية. وأوضح أن العملية كلها كان هدفها أن نجلس على طاولة المفاوضات وتدمير الجبروت الاسرائيلى العسكرى في سيناء وإجباره الجلوس في موقف ضعيف علي طاولة المفاوضات السياسية.. وأشار إلى أن الخبرات العسكرية المصرية ممتدة واستخدام القوة الشاملة أهم ما نحتاجه الآن في إنشاء القوات العربية المشتركة وهي التطور الطبيعي للعمل المشترك، ويجب أن تستكمل بالسوق العربية المشتركة والوحدة الاقتصادية والسياسية ... وأوضح أنه لايمكن فصل السياسة عن الاقتصاد عن القوة العربية المشتركة التى تحقق الحماية ضد أى تهديدات للأمن القومي العربي دون التدخل العسكرى في الشئون السياسية الداخلية للدول المشاركة... وبين المحلل العسكري أن أهم ما يهدد الأمن القومي العربي في الاتجاه الشرقي إيران ،وفي الشمال تركيا وفي الغرب داعش والتكفيريون فى المغرب العربي وجنوبًا الجماعات التكفيرية فى إفريقيا الوسطى،إضافة الى التهديد الصهيوني.. وأشار الي أن تكوين قوة عربية رسالة ردع في ذاتها.. فحلف الناتو وقواتها الأوروبية كان هدفها الرئيسي تدمير الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية وعندما حققت ذلك لم يحل الناتو وظل متمثلة في قوات مشاركة وجاهزة لللتحرك في اى اتجاه تحدد لها قيادة الحلف .. وبالقياس نحن في حاجة لقوات عربية مشتركة تماثل الناتو تتمركز فى دولها وتكون ذات طبيعة خاصة تمتاز بخفة الحركة وقوة التسليح وسرعة الانتشار ويمكن الدفع بها لمجابهة أى تهديدات خارجية للوطن العربي... وأوضح أن القوة العربية ستعتمد علي التدريبات والمناورات المشتركة، لأنها مهمة جدًا لتوحيد الفكر العسكري والاطلاع على تكتيكات القتال ونقل الخبرات بين الدول المشاركة في المناورات..