قال وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان إن بلاده تعمل على تشكيل ما سمّاها "جبهة مقاومة أمام النزعة التوسعية الأمريكية وحلفائها"، وذلك خلال لقائه الخميس في موسكو نظيره الروسي سيرغي شويغو، لبحث صفقة صواريخ "إس-300 " والتعاون العسكري بين البلدين. ونقلت وكالة أنباء فارس عن دهقان، قوله: "إن المتابعة والإصرار على المواقف المبدئية والمنطقية للبلدين بإمكانهما أن يحبطا العديد من التهديدات الأمنية"، على حد تعبيره. ويرى محللون أن إعلان موسكو عن رفع الحظر على تسليم إيران صواريخ إس-300 يشكل رسالة تجارية وسياسية متعددة الأوجه موجهة إلى طهران والغربيين على حد سواء، تفيد أن موسكو تريد تزويد إيران بأسلحة متطورة لتفادي ضربة عسكرية محتملة بسبب برنامجها النووي. وأثار إعلان الكرملين، الاثنين، عن رفع الحظر على تسليم إيران هذه المنظومات التي تعادل صواريخ باتريوت الأمريكية القادرة على إسقاط طائرات واعتراض صواريخ، سيلاً من ردود الفعل في أجواء سياسية واستراتيجية متوترة، وذلك في ظل تدخل إيران العسكري في أزمات سوريا والعراق واليمن، ودعمها للمنظمات الإرهابية. وفي السياق، اعتبر وزير الدفاع الإيراني المواقف الروسية من القضايا الدولية والإقليمية قريبة جدا من مواقف إيران، وقال: "نشعر بأن الحكومة الروسية قد توصلت إلى ضرورة إيجاد نظام عالمي جديد". وأضاف: نحن ندعم الفهم الروسي الصحيح على المستوى الاستراتيجي والذي يؤكد أن الإدارة الأمريكية لا يمكنها أن تصبح صديقًا وشريكًا موثوقًا به". وأعلن وزير الدفاع الإيراني أن "جميع التفاصيل المتعلقة بصفقة صواريخ إس-300 المتفق عليها بين إيرانوروسيا ستبحث خلال شهر واحد، على أن تنفيذ العقد سيتم حتى نهاية العام الحالي". من جانبه، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: إننا نؤمن بأن تنمية العلاقات البناءة بين طهرانوموسكو تعتبر عاملاً مهماً في الاستقرار العالمي والإقليمي . وأضاف شويغو أن الاتفاقية الدفاعية التي أبرمت في يناير عام 2015 بين إيرانوروسيا تعد ركيزة مهمة وجادة لتنمية العلاقات الثنائية". وأشار شويغو إلى الإجراءات الأمريكية المتفردة في العالم، داعياً إلى تعاون جميع الدول للتصدي لمثل هذه الإجراءات وإحباطها، مؤكداً عقد اجتماع إيراني - صيني- روسي مشترك في المستقبل القريب لمواجهة التهديدات المشتركة. وجاءت تصريحات وزيري الخارجية الروسي والإيراني بعد إعلان رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي أن الخيار العسكري الأمريكي لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي "لم يتغيّر"، رغم قرار روسيا المضي قدماً في تسليم نظام الدفاع الصاروخي "إس-300" لطهران. ويرى مراقبون الخطوة الروسية برفع الحظر عن تسليم صواريخ "إس-300" إلى إيران يأتي في سياق إنقاذ إيران من خطوة أمريكية - أوروبية في مجلس الأمن، تهدف لمحاصرة إيران عسكرياً، وفقاً لبنود اتفاقية لوزان التي تحد من قدرات إيران العسكرية بما فيها برنامجها الصاروخي.