قال الدكتور محمد بدوي، الرئيس الجديد لتحرير مجلة فصول النقدية، التي تصدر عن الهيئة العامة للكتاب، سوف أبدأ التخطيط لعدد جديد من المجلة بعنوان "خطاب الثورة المصرية"، يتطرق بالتحليل النقدي والفلسفي والسياسي لما أنتجته الثورة المصرية في 25 يناير من تحولات وشعارات كشفت عن تبلور خطاب نقدي جديد في مصر. وأكد بدوي أنه سيجعل من المجلة نافذة على النقد والحياة لأنها مطالبة اليوم بأن تخطو أكثر باتجاه انتاج الافكار وليس نقلها". وأضاف في تصريحات ل"بوابة الأهرام "ستكون فصول مجلة للنقد بالمعنى العام الذي يشمل كل مجالات الحياة، وستسهم في تقديم رؤى نظرية حول الواقع المعاش، ولكن من مواقع نقدية ولن تكرس لاتجاه على حساب اتجاهات أخرى لأن مهتمها فتح آفاق لتطوير سبل الحياة. ورأى بدوي أن مهمة المجلة في ثوبها الجديد أن تكون مجلة للكتابة بمعناه العام، قادرة على التعامل مع النص المفتوح أقرب لمقترحات النقد الثقافي الشائع في العالم الآن وتشتبك مع الواقع مصريا وعربيا، فالنقد ليس متابعة وإنما إضاءة على أفكار وبوابة لتغيير مجتمع. وكان الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب،أصدر أمس الأربعاء قرارا بتولى الدكتور محمد بدوى، رئاسة تحرير مجلة فصول، خلفا للدكتورة هدى وصفى التى اعتذرت عن عدم الاستمرار فى رئاسة التحرير نظرا لظروفها الصحية. والدكتور بدوى ممن أسهموا فى تأسيس المجلة وعمل فى سكرتارية تحريرها منذ تأسيسها مع د. عز الدين إسماعيل فى فترة تولى الشاعر الكبير الراحل صلاح عبدالصبور، رئاسة الهيئة، كما عمل مع الدكتور جابر عصفور خلال سنوات رئاسته لتحرير المجلة التي تم تأسيسها في أوائل الثمانينيات ولعبت دورًا فعالاً في إثراء الحياة النقدية العربية. وتولت فصول منذ بدايتها الدفع بأسماء جديدة في النقد الأدبي فضلا عن إشاعة العديد من المصطلحات النقدية في فضاء الكتابة وبفضلها تمت صناعة جسر قوي يربط القارئ العام والمدارس النقدية العالمية، وذلك بفضل الأسماءالثقافية الكبيرة التي تعاقبت على رئاسة تحريرها. وشدد بدوي على أنه قبل عرض الدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، لرئاسة تحرير المجلة اشترط انتظام صدورها لتمارس دورها في إنتاج أفكار خلاقة تسهم في تطوير المجتمع، كما كانت في سابق عهدها. وأضاف ما يشجعني على ذلك أنني من مؤسسي المجلة وشرفت بالعمل مع رموزها الكبار سواء عز الدين اسماعيل أو جابر عصفور وهدى وصفي، كما أن مجاهد نفسه أحد أبناء فصول العارفين بدورها الكبير اذ نجحت عند تأسيسها في استعادة دور النقد الادبي ونقلت للقارىء العربي النظريات الاساسية خلال الثمانينيات وأوائل التسعينيات. ولفت بدوي الاستاذ بجامعة القاهرة الى أن المجلة بصورتها القديمة قد انتهت وكان ينبغي تجديدها لتلائم متغييرات الخطاب النقدي ذاته وعبر بدوي عن أمنياته في أن يتمكن خلال رئاسته لتحرير المجلة في عودة سلسلة مختارات فصول الابداعية التي صدرت برئاسة تحرير سليمان فياض خلال الثمانينيات ، لتكون جناحًا إبداعيًا لمجلة فصول. وبدوي يعمل أستاذا للأدب العربي بجامعة القاهرة، وهو أحد أبرز الأسماء النقدية في جيله ومن مؤلفاته "لعبة الكتابة"، "لعبة السياسة" بلاغة الكذب "الرواية الجديدة في مصر"، إضافة إلى مؤلفين شعريين، ومن أخر دواوينه "الشمعة من طرفيها" وصدر عن دار النهضة العربية ببيروت.