في ذكرى عودة طابا إلي أحضان الوطن مصر عامة وإلى أرض جنوبسيناء خاصة، بعد محاولة العدو الاستحواذ على هذه القطعة الغالية بدعوى أنها تابعة له، ولكن بحكمة وذكاء رجال مصر الشرفاء استطاعوا بعد عرض الموضوع علي المحكمة الدولية. وتقديم المستندات التي تدل أن طابا مصرية عادت مرة أخرى تلك البقعة الغالي إلى أرض الوطن. وبعدها اتجهت الأنظار لتنمية وتعمير هذا الجزء من الوطن والبدء في انطلاقة التنمية علي أرضها في ظل خطط قومية شاملة وأسلوب علمي سليم. ومع احتفالات أعياد عودة طابا هذه الأيام وفي ظل السلام تغير لون الحياة علي أرض جنوبسيناء وبدأ الاتجاه الفعلي لتنمية المحافظة لهذه البقعة الغالية طابا ومنذ تولي الجانب المصري القيادة وتجلي هذا الدور بوضوح، بعد أن تحرر آخر جزء من جنوبسيناء وهي طابا التي عادت إلي الوطن في 19/3/1989. ومن خلال تخطيط سليم بجهد وعطاء وحب كثيرين ممن عملوا علي أرضها الحبيبة للمساهمة بصورة فعالة في زيادة التقدم الحضري بها وتحويل علاقة السكان بها وبمواردها الطبيعية وإمكاناتها الهائلة من سلبية لقوة دفع قوية على أرضها التي لم تكن بها أية مشروعات اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، فقد تمثلت الحياة فيما سبق علي ارض طابا في بعض التجمعات البدوية داخل منازل بدائية. ولقد تولي المسئولية نخبة من قادة العمل الوطني الذين تحملوا عبء تنمية المحافظة خلال السنوات السابقة وسلم كل منهم راية العمل مرفوعة ومستمرة لمن لحقه استكمالا لمسيرة العطاء وكان آخرهم اللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء الذي أكد ل"بوابة الأهرام "أن من زار طابا بعد استلامها من العدو ويزورها الآن يجد المدينة تغيرت كثيرًا عما كانت عليه مشيرا إلي أن طابا كانت قرية وتم ضمها إلي مدن المحافظة الثمانية لتصبح المدينة التاسعة لمدن المحافظة بعد موافقة رئيس الوزراء، وأن طابا كان بها فندق واحد فقط أثناء عودتها لحضن الوطن مصر الآن نتحدث عن أكثر من 15 قرية وفندقا سياحيا باستثمارات تخطت 2,5 مليار جنية فئة خمس وأربع نجوم. وقال المحافظ: إن طابا أصبحت مدينة سياحية من الطراز الأول لما تحظى به من جمال الطبيعة ولوجود قلعة صلاح الدين الأيوبي ولمناخها المعتدل طوال العام . وأشار المحافظ إلي انه تم تأجيل الاحتفالات بالعيد قومي وإرجاء الافتتاحات إلي 25 ابريل القادم بسبب تزامن العيد القومي للمحافظة مع القمة العربية التي ستعقد بشرم الشيخ الأسبوع القادم . واقتصرت الاحتفالات علي رفع العلم المصري بمنطقة ساحة العلم وعزفت الموسيقي العسكرية السلام الوطني إيذانا ببدء الاحتفالات ثم قام المحافظ بإشعال شعلة النصر من أعلي قمة الجبل بطابا ثم تفقد مقر الوحدة لمدينة طابا وفندق القوات المسلحة ومنفذ طابا البري والتقي عددا من السائحين ودعاهم لزيارة طابا مرة أخرى . ومن المقرر أن يفتتح المحافظ خلال احتفالات أعياد سيناء في 25 من إبريل المقبل مجموعة من المشروعات منها الوحدة المحلية الجديدة لمدينة طابا بتكلفة مليونى و750 ألف جنيه، وتفقد القرية البدوية النموذجية الجاري إنشاؤها وتضم 198 منزل بدوي ومدرسة ووحدة صحية و60محلاً تجاريا ومركز شباب لخدمة التجمعات البدوية خاصة وادي المراخ بطابا وتكلفة المشروع تحملها أحد رجال الأعمال بتكلفة بلغت 50 مليون جنيه كنوع من التكافل المجتمعي بين البدو ورجال الأعمال.