غادر القاهرة الوفد الروسى في مجال الطاقة النووية بعد زيارتة لموقع الضبعة وإجراء سلسلة من المحادثات مع قيادات هيئات الطاقة النووية فى مصر للإعداد لتوقيع اتفاقيات إقامة أول محطة نووية مصرية. وفي سياق متصل، سيتوجه وفد مصرى إلى موسكو خلال الشهر الحالى لاستكمال المباحثات ومن المتوقع أن يتم خلال الأيام القادمة الاحتفال بانتهاء القوات المسلحة من إقامة البنية التحتية كاملة للمشروع متضمنة الأبراج ومعدات الرصد والمعامل والمختبرات وأماكن إقامة العاملين والطرق وشبكات المياة والصرف والكهرباء وغيرها وقام أهالى الضبعة بتنظيم استقبال حافل للوفد الروسى الذى رافقه الدكتور خليل يسو رئيس هيئة المحطات النووية لإنتاج الكهرباء. وقد قام الأهالى بنحر عددا من الخراف وإعداد موائد غذاء عملاقة أبهرت الوفد الروسى الذى تفقد كافة مكونات أرض الضبعة التى تصل لحوالى 50 كيلو مترا مربعا. أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة أن مصر تسير فى طريقها لامتلاك التكنولوجيا والتطبيقات السلمية للطاقة النووية لتحقيق أغراض التنمية وتوفير متطلباتها من كهرباء ومياه نقية مؤكدا الإعداد بدقة شديدة لهذه المرحلة وأن مصر لديها كافة الوسائل التى تضمن تحقيق أقصى معدلات الأمان للبيئة والبشر وتحمى العاملين وأن هناك قانونا خاصا بالاستخدامات وكل ما يتعلق بالشأن النووي يجرى إعداده، وفى المراحل النهائية ينظم كافة الطرق الخاصة بالتعامل مع المواد المشعة ويحقق لهيئة الأمان والرقابة الإشعاعية تفعيل دورها الرقابى على أكمل وجه. وأشار الدكتور محمد شاكر إلى أن زيارة الوفد الروسى للقاهرة وتفقده لموقع الضبعة تأتى تفعيلا لمذكرات التفاهم التى وقعت بين مصر وروسيا خلال زيارة الرئيس بوتين للقاهرة ومن منطلق حرص مصر وعملها بأسرع ما يمكن لإقامة أول محطة نووية مصرية ودخولها الخدمة فى وقت قياسى لتعويض فترات تاخر العمل بهذا المجال الذى يعتبر من أهم مجالات إنتاج الكهرباء وأرخصها وأكثرها عمرا مشيرا إلى حرص مصر على استمرار التعاون مع كافة الدول التى تمتلك التكنولوجيا النووية للاستفادة من خبراتها وتنويع التعاون بين مصر وكافة الدول التى تمتلك التكنولوجيا النووية والوكالة الدولية. اكد الوزير ان كافة تفاصيل التعاون مع روسيا لاقامة المحطة النووية الاولى مازالت تحت الدراسة وسيتم رفعها لمجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية عقب الانتهاء منها الا ان العرض الروسى كان الافضل والاشمل من بين كل العروض الخمسة التى تقدمت بها شركات امريكية وفرنسية وكورية وصينية. وقال الدكتور إبراهيم العسيرى كبير مفتشى الوكالة الدولية الأسبق ومستشار هيئة المحطات النووية أن المحطة النووية الواحدة توفر سنويا حوالى مليار دولار من فرق تكلفة الوقود النووى البترولى وبذلك تغطى المحطة النووية تكاليفها فى خلال أربع أو خمس سنوات من تشغيلها (العمر الافتراضى لها 60 عاما).