في ظل التطور الكبير لمنظومة التعليم، مازالت هناك سلبيات موجودة بالمدارس الثانوية، منها عدم تطبيق كل ما هو جديد، بالإضافة إلى اعتراض الطلاب على المناهج وطرق تدريسها وعدم استخدام التكنولوجيا المتطورة في العملية التعليمية. يتضح ذلك من خلال أول لقاء مع الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ دمياط الجديد بالفائقين في مدرسة اللوزى للبنات، وأقروا له بعدم تطوير التعليم واستخدامه لوسائل الشرح الحديثة والإلكترونية، وهو ما يجعل هناك مساحة فارغة ما بين المدرس والتلميذ، وهذا الأمر لا يقتصر على مدارس دمياط فقط ولكن على جميع محافظات الجمهورية. وتأتى المشكلة الأكبر في التطور التكنولوجي الذي أمر به وزير التربية والتعليم وأجهزة التابلت التي تم توزيعها على طلبة الصف الأول الثانوي في العام الماضي. تقول منة نعمان "طالبة"، إن هذه الأجهزة التي تم توزيعها، تم العمل بها في العام الماضي فقط، وتم تحميل منهج الصف الأول، أما العام الحالي فلم يتم تنزيل المناهج الجديدة عليها وأصبح التابلت مهملاً لحين إشعار آخر، هذا بالإضافة إلى تكاسل المعلمات عن العمل بالسبورة الالكترونية، والرجوع للشرح بالطرق العادية وهذا لعدم تدريبهم بكفاءة للعمل عليها. وتقول سارة الشويحى "طالبة"، أن الحصة وقتها 45 دقيقة لا تكفى إطلاقًا مع الكم الموجود بالمناهج، مما يجعل المعلم لا يقوم بدوره الكافي في الشرح لضيق الوقت، وتضيف أنها لا تأخذ دروس في جميع المواد الدراسية، مثل ما يفعل معظم طلبة الثانوية العامة، وما يضطرها لأخذ الدروس هو التقصير من جهة المعلم في الشرح داخل الفصل، بسبب ضيق الوقت وعدم وجود الوقت الكافي للمراجعة، بالإضافة إلى ضعف مستوى معلمي اللغة الانجليزية في نطق الكلمات، فكيف لطالب خريج لغات تقبل المادة العلمية من المعلم وهو لا يجيد نطقها. أما رغدة أيمن "طالبة"، فتنتقد عدم تفعيل حصص النشاط وإهمالها وإهمال تفعيل مواهب البنات في الأنشطة المختلفة الرياضية والموسيقى والمكتبة، وأصبحت هذه الحصص ما هي إلا حصص صورية داخل المدارس الثانوية، أما بالنسبة لمنهج الحاسب الآلي فهو منهج لا يمت للتطور الحالي بأي صلة، ويعد منهج ضعيف جدًا بالنسبة لطلبة الثانوية العامة، عقلية طالب الثانوية العامة أعلى بكثير مما يدرس له من مناهج. ويضيف أيمن صلاح "طالب"، أن التوزيع للمواد وتقسيمها على التيرمين بالصف الأول الثانوي، ما هو إلا حشو للطالب لا أكثر، حيث يتم تدريس مادة كاملة فى تيرم واحد والمطلوب من الطالب مذاكرتها كاملة، بالرغم من ضيق الوقت بالتيرم وعدم كفاية الحصص المقررة لإنهاء المنهج والمراجعة. ويتحدث محمود الإسكندراني، بالمتابعة الميدانية بإدارة دمياط التعليمية، عن القصور في تدريب المدرسين داخل المدارس الثانوية، بعد أن تم تركيب السبورات الالكترونية داخل الفصول للصف الأول الثانوي، لم يصدر لها أي أمر بتفعيلها أو التعامل معها، فأصبحت تلك السبورات ما هي إلا عهدة وغير مستغلة، بالإضافة إلى أنه لا بد من حضور مهندس مختص منتدب من الوزارة لتفعيلها، وهذا لم يحدث، وهنا السؤال ماذا تنتظر وزارة التربية والتعليم بعد مرور أكثر من عام على تركيب تلك السبورات، ومتى سيتم تفعيلها؟ أليس هذا يعد إهدارًا للمال العام سواء بتوزيع التابلت على آلاف الطلبة دون استخدامه أو تركيب السبورات بالمدارس دون العمل بها. ومن جانبهم، قام بعض المعلمين بالتدريب الذاتي على تلك السبورات بينما رفض الغالبية العظمى التدريب أو التعامل معها، لعدم اعترافهم بها أو لكبر السن، وعدم إجادة استعمال التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، وقد فشلت إدارة البعثات في مديرية التربية والتعليم في متابعة المبتعثين الذي تم تدريبهم في بعثات خارجية على مدار الأعوام السابقة، وتأتى هنا السلبية الأساسية وهى قناعة القيادات بمديرية التربية والتعليم بعدم جدية التكنولوجيا في التعليم بتغيير التعليم النمطي. ويقول محمد العوادلى، معلم حاسب آلي ومنسق IT أكاديمي، أن الأسوأ في مناهج الحاسب الآلي للثانوية العامة هو توزيع المنهج، حيث نجد أن المنهج في الصف الأول الثانوي التيرم الأول باب واحد، موزع على التيرم بالكامل، أما التيرم الثانى فمكدس جدًا ومنهج الصف الثاني قديم، حيث يتم تدريس الأكسيس على مدار العام الذي يتم تدريسه في برنامج ICDL في 3 أيام مما يجعل الطالب يستهين بالمادة، وقد تم مخاطبة وزارة التربية والتعليم لتعديل المناهج وتوزيعها، فكان الرد من الوزارة أن القائم على التغيير هيئة تطوير المناهج، ويظل التوجيه حائرا بين هيئة تطوير المناهج والوزارة. ويضيف محمد الحطاب، معلم لغة إنجليزية، أنه لا يوجد تدريبات حديثة لرفع كفاءة معلمي اللغة الانجليزية، وأغلب المدرسين لا يسعون لتطوير اللغة لديهم لأنهم مرتبطون بمنهج معين، والطالب لا يسعى لسماع الكلمة الصحيحة بقدر ما يسعى للإجابة الصحيحة، فى الامتحان فقط ولا ينكر أن المنظومة التعليمية من مناهج وكفاءة معلمين تحتاج إلى تطوير مستمر، ونادرًا ما نجد طلبة أكفاء لغويا أكثر من المعلم، بالإضافة إلى وجود قصور كبير في وضع الامتحانات وعدم وجود تكافؤ الفرص، حيث يتم وضع امتحانات النقل للصفوف الثانوية من قبل المدرس الأول للمادة في كل مدرسة، بينما لو كان امتحانًا موحدًا لظهرت كفاءة الطلبة لتوحيد مستوى الامتحان.