في ندوة "تجديد الخطاب الديني" بمعرض القاهرة الدولي ال46 للكتاب، التي تحدث فيها الشاعر والناقد السوري الكبير أدونيس، وقدمها أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، قال أدونيس في ردوده على تساؤلات بعض الحاضرين: لم أطرح الأفكار من أجل الحلول، لأننى ليست لدي حلول. وقال مستطردا: لو كانت هناك حلول لما كانت هناك مشكلة، فالحلول ليست ملقاة فى الفراغ ولكنها تكتشف. وأضاف: ليست هناك أى حلول مسبقة إلا فى إيدولوجيتين: الدينية أو الشيوعية. هذه الحلول جُربت قرناً كاملاً وأفضت إلى النتائج التى نعيشها اليوم. لذلك ليس لدي حلول ولا أؤمن بالحلول المسبقة. ولكننى فقط طرحت الأفكار لخلق حوار معكم. وأردف: يستحيل أن تكون هناك ديمقراطية فى المجتمعات العربية فى الظروف الراهنة، إلا إذا كان الفرد العربى كفرد حر وسيد نفسه ومصرا على استقلاله كاملاً عن الحزب أو العشيرة والقبيلة. وهذا الفرد المستقل لم يولد بعد. لذلك لا وجود لمفهوم الإنسان فى المجتمع العربى. فالشرط الأول للديمقراطية هو أن نعترف للفرد الحر المختلف كجزء من الحقيقة. وهذا غير موجود فى المجتمع العربى، يجب القطيعة مع ثقافة القرون الوسطى القائمة على ثقافة الغزوات. وتساءل: ماذا أعنى بالقطيعة المعرفية؟ بالتبسيط إذا كنت أنا أكتب كما يكتب امرؤ القيس والمتنبى والمعرى فماذا أضُيف عندما أكتب مثلهم؟ وتابع: القطيعة ليست رصد الماضى ولكنها إحداث أشياء جديدة كما حدث عند العرب. ونحن لا نتحدث إلا عن الماضى. إذن القطيعة المعرفية هى أن تكتب وتفكر وتكتشف بطرق جديدة. ودون ذلك سوف نظل فى نظام الخلافة بشكل أو بآخر. كما تساءل باستنكار: الحكام العرب أليسوا خلفاء؟ ورأى أن الجزائر هو البلد العربى الوحيد الذى قام بعمل ثورة. واختتم بقوله: القطيعة على المستوى السياسى هى القطيعة مع نظام الخلافة والانتقال بالحكم إلى النظام الحقيقى الذى يعترف بالفرد. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :