أقيمت بالمقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي ال46 للكتاب، اليوم السبت 31 من يناير، ندوة احتفالية بذكرى ميلاد الكاتب الروائي خيري شلبي، تحدث فيها مجموعة من الكتاب، وأفراد أسرة الكاتب الراحل، وعدد من محبيه وتلاميذه والمتأثرين به. الشاعر والناقد شعبان يوسف، أشار إلى أن طفولة الأديب الراحل خيري شلبي لم تكن باليسيرة، وحياته فريدة بخلاف كتاب جيله، وقال إنه استطاع أن يخرج من مساحات ضيقة إلى عالم واسع، هو عالم الكتابة. وأشار إلى أن خيري شلبي قرأ بكثافة منذ الطفولة، على الرغم من أن المناخ العام كان معاديًا للقراءة. وأضاف أنه تطرق للحديث عن مصر بطريقته الخاصة، محاولا أن يخلد ويكتب العلو والسمو لكل ما هو شريف. وأوضح أنه كان متقنا لللهجات الصعيدية والبحراوية، وأعاد إنتاجها في أعماله. وأشار إلى أن حياته كانت عصامية، وسطر روايات لم يسطرها أحد من قبله، ولا من بعده. وكان أكاديميا وباحثا في أعماق وكفاح الشخصية المصرية الأصيلة في كتاباته. فيما تناولت الكاتبة والإعلامية ريم خيري شلبي، نجلة الأديب الراحل، صفحات وجوانب من حياته الخاصة، موضحة أن جائزة الدولة التشجيعية، وهي أول جائزة حصل عليها، قد قام بتوزيع قيمتها المادية بالتساوي بين أبنائه مكتفيا بالقيمة الأدبية. وأضافت أن شلبي علمها ألا تنساق وراء شهواتها، وألا تلتفت أبدا إلى ما ليس في يدها، وأن تشتهي في حدود إمكانياتها. فيما قال الشاعر والكاتب الصحفي زين العابدين خيري، نجل الأديب خيري شلبي، إن والده لم يرحل، بل هو حاضر دائما، وهذه الاحتفالية هي احتفالية سنوية بعيد ميلاده، بحضور الأسرة، والمحبين، كما هو معتاد بعد رحيله، وكما كان معتادا قبل رحيله. وقرأ زين العابدين خيري قصيدة بالعامية المصرية، أهداها إلى روح والده خيري شلبي، وهي إحدى قصائد ديوانه "طيف نبي"، الصادر مؤخرًا عن دار "ميريت". من جانبه، قال الناقد الدكتور محمود الضبع إن "الإعلام" السيئ له دور في الوقت الراهن في تصعيد أنصاف الأدباء، وللأسف فقد ندر تسليط الضوء على الأدباء الكبار الذين يستحقون، مشيراً إلى أن ظاهرة البيست سيلر "مصنوعة" بواسطة دور نشر كبرى، وسوف تؤدي إلى إفساد الأدب وجعله سلعة. وأضاف أن خيري شلبي أديب صاحب مبدأ، وقيمة كبرى، انحاز إلى الواقع، فصور المصري الفلاح والبحراوي والبدوي والصعيدي ليعبر عن جوارحهم، وكان له السبق في طرح ما يسمى حاليا في الأدب العالمي ب"الواقعية السحرية"، وهذا ما أشار إليه أيضًا مقدم الندوة. وقال الروائي حمدي أبو جليل إن خيري شلبي كان مثقفا حقيقيا جادا، يمتلك ملكة الحفظ بشكل كبير، إذ كان يحفظ السير الشعبية وقصائد رواد الشعر العامي بداية من بيرم التونسي حتى الفاجومي، كما كان يحفظ آلاف الأبيات، من الشعر الجميل، وأيضا من الشعر الرديء، للاستدلال بهذا، وذاك. ووصف أبو جليل خيري شلبي بأنه أسطورة في كتابته، وأيضا في حياته، وشخصيته، الأمر الذي جعل الأدباء من سائر الأجيال يحيطون به، ويحرصون على صحبته، والاقتراب منه إنسانيا وأدبيا في آن. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :