تستعد باريس اليوم الأحد لمسيرة ضخمة من المتوقع أن يشارك فيها مئات الآلاف من الفرنسيين، بالإضافة إلى أكثر من 40 زعيمًا ومسئولًا رفيعًا من عدة دول لتكريم ال 17 شخصًا الذين قتلوا في الهجمات الإرهابية، التي شهدتها فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية. وشدد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على أن هذا الحدث سيدلل على "حب فرنسا للحرية والتسامح ورفضها للإرهاب الذي يهدف إلى تقسيمنا وزرع الفرقة بيننا". وستجمع المسيرة التضامنية قادة أطراف متصارعة، حيث سيشارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما سيشارك فيها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو. ومن المتوقع أن توجد الدول المسلمة في المسيرة بقوة، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الهجمات إلى رد فعل عنيف من دول أوروبا تجاه الجاليات المسلمة. ولا تزال حالة التأهب الأمني القصوى مفروضة في أنحاء باريس مع انتشار الآلاف من قوات الأمن. ومن المتوقع أن تبدأ المسيرة التي ستمتد لثلاثة كيلومترات في الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي (1400 بتوقيت جرينتش) بين اثنتين من الساحات الشهيرة في العاصمة، وهما ميدان الجمهورية وميدان الأمة. ووفقًا لوكالة فرانس برس (أ ف ب) فإن ذوي الضحايا سيتقدمون المسيرة التي سيشارك الضيوف الأجانب البارزون في جانب منها تحت حماية مشددة. ومن المتوقع تنظيم مسيرات تضامنية في مدن فرنسية أخرى. وكان أكثر من 700 ألف شخص شاركوا في مسيرات تضامنية أمس في أنحاء فرنسا. وعقد وزراء الداخلية الأوروبيون محادثات في باريس صباح اليوم، بالإضافة إلى وزير العدل الأمريكي إيريك هولدر حول تعزيز التعاون لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف، ومن المتوقع أن يصدر بيان مشترك عن الاجتماع. وستكون هذه هي المرة الثانية فقط منذ عام 1945 التي يشارك فيها رئيس فرنسي في مظاهرة عامة. وكان الأول هو فرانسوا ميتران الذي انضم في عام 1990 إلى احتجاج ضد العنصرية ومعاداة السامية.