قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الهجمات الإرهابية بباريس التي أسفرت عن مقتل 17 شخصًا في 3أيام الأسبوع الماضي تبرز أسوأ المخاوف وفشل مسئولي مكافحة الإرهاب. ورأت أنها مؤامرة منسقة وناجحة من أشخاص كانوا موضوعين تحت المراقبة، وكشفت أنهم اسقطوا في النهاية من قائمة الأولوية القصوى في المراقبة. وقالت الصحيفة، في نشرتها الإلكترونية، إن مسئولين أمريكيين ذكروا أن الولاياتالمتحدة زودت فرنسا بمعلومات استخباراتية تكشف أن المسلحين مرتكبي مجزرة شارلي ابدو وهما الأخوان كواشي تلقوا تدريبات في اليمن عام 2011، مما دفع السلطات الفرنسية إلى بدء رصد تحركاتهما. وقالت الاستخبارات الأمريكية للفرنسيين إن الأخوين، وهما سعيد 34 عامًا وشريف 32 عامًا، سافرا إلى اليمن في عام 2011 لتلقي التدريب على الأسلحة من القاعدة. ونوه مسئولون أمريكيون أن مراقبة سعيد وشريف كواشي انتهت في الربيع الماضي، بعد أن انقضت عدة سنوات من الرصد دون التوصل إلى شيء مشبوه يذكر وخلال الفترة السابقة، أوضحت الصحيفة أن الأخوين كواشي كانا في حالة من الهدوء، ولم يتمخض عنهما ما قد يثير الشبهات. وقال مسئول أمريكي: هذان الرجلان أوقفا نشاطاهما لفترة ممتدة من الوقت حتى يتمكنا من تنفيذ شيء ما، وأرجع مسئولون فرنسيون حاليون وسابقون سبب إسقاط المراقبة عن الأخوين، لنقص الموارد. ورصدت الصحيفة الأمريكية تفاخر فرنسا بعمليات جمع المعلومات الاستخبارية الواسعة التي تتفوق من مجال تجنيد العملاء بجميع أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فضلاً عن توغل مخالب من المخابرات الفرنسية أيضا في الضواحي الفقيرة للمدن الفرنسية، موطن أكبر عدد من المسلمين في أوروبا. ولكن بالنسبة لليمن، تعتمد فرنسا على وكالات التجسس الشريكة لجمع ونقل الاستخبارات . ونوهت الصحيفة إلى أن المسئولين الفرنسيين كانوا على علم بعلاقات شريف بالإرهاب وكان قد حكم عليه بالسجن بتهم الإرهاب في فرنسا في عام 2008، وأشتبه في تورطه في حوادث أخرى متعلقة بالإرهاب في عام 2011 ولكن لم يتم اتهامه في أي منها. وقالت الصحيفة إنه مازال من غير الواضح ما إذا كان أخوه سعيد مسجل لدى سلطات إنفاذ القانون في فرنسا قبل سفره إلى اليمن. وعندما عاد الاثنان إلى فرنسا، قال مسئولون أمريكيون وفرنسيون، إن المخابرات الفرنسية شهدت في نهاية المطاف نقصًا للموارد في سعيهم لاستمرارهما تحت المراقبة وقبل مقتله أمس الجمعة، ادعى شريف كواشي في مقابلة عبر الهاتف مع قناة تلفزيونية فرنسية إنه كان في اليمن وتلقى تمويل العملية الإرهابية من أنور العولقي، الداعيةالمنتمي لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية والمجند للمقاتلين والمتورط في اثنتي عشرة مؤامرة إرهابية أخرى في أمريكا وبريطانيا. وأشارت الصحيفة إلى أنه بحلول عام 2013، كانت فرنسا تكافح في مراقبة تدفق المواطنين المشتبه في سفرهم أو تخطيطهم للسفر إلى سوريا والعراق، وقال مسؤولون إن العدد تجاوز 1000 مواطن حتى الآن. وقال مسئول فرنسي: "لا يستطيع أحد مراقبة كل شيء بنفس الدقة وهذا هو السبب في تبادل المعلومات ، وفي المقابل، تعتمد الولاياتالمتحدة بشكل كبير على فرنسا في جمع المعلومات الاستخبارية من البلدان الناطقة بالفرنسية في أفريقيا". وقال مسئولو مخابرات غربيون إن العدد الكبير من الرعايا الفرنسيين الموضوعين تحت المراقبة للاشتباه في علاقات ممكنة مع الجماعات الإرهابية، يجعل من الصعب على المسؤولين تحديد من منهم يشكل تهديدا حقيقيا . ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن تورط تنظيم القاعدة في الهجمات، من المرجح أن يذكي المخاوف بين وكالات الاستخبارات الغربية حول إمكانية تواجد خلايا نائمة في دول أخرى.