تحت عنوان " من مصر..الدرس الحقيقي" سألت صحيفة الشروق التونسية الذين يتحدثون عن الروح الرياضية والروابط الأخوية والقيم الأوليمبية، قائلة: " هل رأيتم درسا أعظم وأقوى وأعمق من الذى كُتب بحبر الشهامة ومداد الرجولة مشهودا عليه من أرض النيل؟ وتحدثت الشروق عما حدث فى مباراة الزمالك والإفريقى وما قام به المصريون من تقديم اعتذارات بالجملة "من أكبر رأس لأصغر رأس فى مصر". وقالت الشروق:" ما حدث قدّم لنا الدليل القاطع على أن «المصاروة» يحبوننا بل يعشقوننا وكادوا لولا بقية حياء يعبدوننا لأننا بكل بساطة لم نشترهم بزيت جرجيس ولا بتمر الجريد ولا ببرتقال الوطن القبلي ولا بماء «عيون» تالة الأبية.. بل سحرناهم بثورة شعبية كانت وستظل مثالا لكل المقهورين بين المحيط والخليج والطائرين على جناح الحرية". أضافت الصحيفة:" أي ثورة هذه التي رأيناها بين تونس ومصر، بعيدا عن خرافة الهزيمة والنصر، رئيس الوزراء يعتذر، وزير الداخلية يعتذر، وزير الرياضة يعتذر، اللواء "الفلاني" يعتذر، رئيس الاتحاد الكروي يعتذر، اللواء "الفلتاني"- أى العلانى باللغة المصرية- يندّد ويعتذر، السفير يعتذر، أكبر فنان عربي يعتذر، المدرب يعتذر، اللاعبون يبكون ويضربون كفوفهم على كفوفهم ويعتذرون، جمهور الزمالك يعتذر، جمهور الأهلي يعتذر، الإعلاميون يعتذرون، رجل الشرطة يعتذر، عمّال النزل يعتذرون، عملة المطار يعتذرون، الشعب المصري الذي لا يطأطئ رأسه لأي كان، يعتذر، وتكاد السماء بدورها تعتذر، فكيف يا ربي كيف، لا نقبل الاعتذار، وكيف يا ربي كيف نعفّ عن كل هذا الجمال ونبحث في أحشائنا عن ملفات قبيحة وننفض عنها الغبار؟. واختتمت الجريدة ما كتبته عن موقف المصريين من المباراة بقولها:" موقف مصر هو الدرس الحقيقى.. لا بل هي الشهادة المكتوبة بحروف ذهبية والصادرة عن أكبر جامعة شعبية بعد الثورة التاريخية، التي انطلقت شرارتها من سيدي بوزيد النضال والحرية وطار شذاها إلى بقية المحافظات المصرية من القاهرة إلى الإسكندرية. من جريدة الشروق إلى الصباح، حيث أشادت بما نشره المجلس الأعلى للقوات المسلحة على صفحته على الفيسبوك من إدانة لأعمال البلطجة والعنف التى وقعت أثناء لقاء الزمالك والإفريقى التونسى فى استاد القاهرة. وأشادت كذلك بتشكيل لجنة برئاسة وزارة العدل والجهات المعنية للوقوف على حقيقة أحداث الشغب التى وقعت أثناء المباراة. وتحت عنوان " سمعة مصر محفوظة أيها الأبطال" كتبت الصحيفة: من باب الرد على هذه "التحية العسكرية" الأخوية الشجاعة والمتحضرة الموجهة - ضمنيا - إلى الشعب التونسي من طرف المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، لابد من التأكيد على أن ما بات يجمع بين الشعبين في تونس ومصر بعد ثورتيهما العظيمتين لم يعد - وبأي حال من الأحوال - قابلا لأن تهزه أو تعكر صفوه أحداث شغب عابرة يشهدها هذا الفضاء الرياضي أو ذاك.. ذلك أن "الرابطة الثورية" التي أصبحت تجمع بين أبناء الشعبين والتي اختارتهم ليكونوا طلائع وقادة صحوة شعبية مباركة جاءت لتبشر بزمن عربي جديد عنوانه الأبرز عزة الأوطان وكرامة المواطن . هذه "الرابطة الثورية" ستظل بمثابة العاصم لهم جميعا من الوقوع في منزلقات الإساءة إما لأنفسهم أو لإنجازهم التاريخي غير المسبوق المتمثل في ثورتيهما العظيمتين". وقالت: " أما عن "سمعة مصر" العزيزة فإنها ستبقى - بالتأكيد - محفوظة لدى كل التونسيين خاصة أن الشعب المصري الشقيق وكذلك قيادته العسكرية الوطنية قد اختاروا وفي الوقت المناسب أن يشدوا أزر الثورة التونسية التصحيحية الشجاعة بثورة مصرية شبيهة لا تقل عنها شجاعة ولا نبلا". وتحدثت عن المجلس العسكرى بقولها "إن قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذين انحازوا بدورهم لثورة شباب مصر التي أطاحت بنظام الفساد والعمالة بقيادة مبارك وعصابة الحزب الوطني الحاكم عنوانا للوطنية والإخلاص والشجاعة - لا في نظر التونسيين والمصريين وحدهم - بل وكذلك في نظر كل الشعوب العربية والإسلامية ، إذ لولاهم (رجال وقيادات المؤسسة العسكرية في كل من تونس ومصر) لما كتب - ربما - للثورتين أن ينتصرا - أو على الأقل - أن تكون ضريبة الدم فيهما محدودة و"مخففة" – نسبيا".