رغم قصر حياته إلا أنه ملأها علينا بوابل من الكوميدية الراقية في زمن الفن الجميل .. كان أقصرهم إلا أنه ظل العقل المدبر لفرقة "ثلاثى أضواء المسرح" .. بصمات متميزة في تاريخ السينما المصرية وأسلوب خاص في صنع الكوميديا انفرد بها "الضيف أحمد" الذي مر في حياتنا مرور الكرام . ولد الضيف أحمد في ديسمبر عام 1936 في مدينة تمى الأمديد بالدقهلية واسمه بالكامل الضيف أحمد الضيف، بدأ حياته الفنية كأحد أعضاء فرقة ثلاثى أضواء المسرح بالاشتراك مع سمير غانم وجورج سيدهم. ظهرت موهبته في التمثيل وهو لايزال طالبًا، فحصل على عدة جوائز عن الأدوار التي أداها على مسرح الجامعة وأيضًا عن إخراجه لعدة أعمال من روائع المسرح العالمي، تزوج الضيف أحمد من خارج الوسط الفنى وله ابنة واحدة. لم يكن الضيف أحمد هو أبرز نجوم فرقة ثلاثي أضواء المسرح أو أكثرهم إضحاكًا، حيث لمع نجم جورج سيدهم في البداية ثم تألق سمير غانم وأصبح له أسلوبه الخاص في صنع الكوميديا.. ولكن تأتي أهمية الضيف أحمد بين نجوم "فرقة ثلاثي أضواء المسرح"، وأكثرهم إضحاكًا أنه كان عقلها المفكر وصاحب الرؤية الفنية كما أنه أخرج لها مسرحية "كل واحد وله عفريت" إضافة إلى الإشراف على إدارة الفرقة واختيار النصوص لها طوال عمله مع زميليه سمير وجورج. عرف فؤاد المهندس وأدرك الموهبة الخفية في وجدان الضيف أحمد عندما يتابع نشاط المسرح الجامعي ونشاط الهواة، حيث برعت موهبة الضيف في تقليد المدرسين بمدرسته ثم أصبح نجم المسرح الجامعي، فاختاره على الفور للمشاركة في مسرحية "أنا وهو وهي" وحصل الضيف أحمد على الميدالية الذهبية في مسابقة كأس الجامعات المصرية كممثل ومخرج. والبداية مع عملاق الكوميدي فؤاد المهندس فتحت أبواب النجاح للضيف أحمد فبدأت النجاحات تتوالد بعد تعرفه بسمير غانم وجورج سيدهم وتقديم اسكتشات فكاهية أخرجها الفنان محمد سالم صاحب تسمية ثلاثي أضواء المسرح. ولأن الكوميدية الراقية أبدًا لا تموت فقد عاشت اسكتشات "دكتور الحقني"، "مباريات كرة القدم" و"أبناؤنا في الخارج" و"المجانين" ليست فقط في وجدان الأجيال القديمة، بل توارثتها الأجيال وقدموها بأشكال مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي فظهرت صفحات متعددة إحياءً لصُناع الكوميديا الراقية. عندما تأسست فرقة ثلاثي أضواء المسرح بشكل رسمي في عام 1967 ، قاموا بتأجير مسرح الهوسابير وقام الضيف بإدارة المسرح والإشراف الفني على العروض وقدموا مسرحيات "حواديت" و"براغيت" و"طبيخ الملايكة" و"حدث في عزبة الورد" و"أحدث امرأة في العالم" وكان الضيف يستعد لإخراج مسرحية جديدة للثلاثي بعنوان "الراجل اللي جوز مراته" في أبريل عام 1970 ولكنه توفي قبل استكمالها. أسعدنا أيضًا الراحل أحمد الضيف بصحبة سمير غانم وجورج سيدهم لسنوات طويلة عبر فوازير رمضان في نهاية الستينيات وكانت أول شكل استعراضي ناجح للفوازير.. لم تعتمد على الإبهار في استخدام التكنولوجيا والخدع أو مزج الرسوم المتحركة. رحم الله الضيف الذي كان اسمًا على مسمى فكان ضيفًا مر في حياتنا مرور الكرام حيث رحل في في 19 أبريل عام 1970 عن عمر يناهز ال 34، أثناء التحضير لمسرحية السندريلا مع سمير غانم وجورج سيدهم، وكان أحد الأدوار التي يمثلها في المسرحية دور شخص متوفى وبعد ساعات قليلة من إجراء إحدى البروفات الأخيرة للمسرحية عاد إلى منزله وبدأ الإرهاق جليًا على وجهه، ثم بدأت نوبات من الاختناق تحاصره، وشعر بآلام حادة في الصدر، ونقله الجيران إلى مستشفى العجوزة، حيث فارق الحياة وهو في الطريق متأثرًا بسكتة قلبية. ونعى سمير غانم صديق عمره قائلًا: "عزيزي الضيف أحمد بسأل عنك كل ما بضحك، بس ما بيجيش الرد كل ما بلمح حد واصلك ، أجري له ألقاه يتشد، بيني وبينك عندك أحسن، أروق، أنظف، لولا الرب علينا بيلطف، كنا زمانا بناكل بعض، بس بنضحك، نزعل نضحك، نفرح برضه نضحك. عزيزي الضيف أحمد ما اعرفش اذا كنت سامعني ولا ما عدتش تسمع حد، فاكر لما كنا نغني كنا نضحك طوب الأرض، بيني وبينك كل ما ادقق ، أفكر ، أمعن ، بشعر إني خلاص ح اجنن ، بس ما فيش م المكتوب بد ، وآهي أيام بتعدي يا ضيف ، وح نتقابل بلا تكليف ، ونقعد نضحك نضحك نضحك".