فى الوقت الذى عم الأراضى الفلسطينية اضراب شامل احتجاجا على جرائم الشرطة الاسرائيلية التى رفعت التأهب الى الدرجة الثالثة فى المدن الفلسطينية المحتلة، غداة مظاهرات تلت مقتل شاب فلسطينى من عرب 48 برصاص شرطيين إسرائيليين، خلال عملية لاعتقال أحد أقربائه. وجاء مقتل الشاب خير حمدان (22 عاما) فى أجواء من التوتر الشديد فى القدسالشرقية العربية المحتلة وفى الضفة الغربيةالمحتلة. واثار مقتل حمدان توترا كبيرا فى مدينة كنا الصغيرة شمال اسرائيل، فبينما شارك اكثر من2500 شخص فى تجمع احتجاجى، نصب عشرات الشبان حواجز بالإطارات المشتعلة عند مدخل البلدة، وقاموا برشق الشرطة بالحجارة، بحسب الشرطة. واعتقلت الشرطة الاسرائيلية ثلاثة متظاهرين كانوا يرشقون قواتها بالحجارة. وخوفا من توسع دائرة المواجهات من القدس الى البلدات العربية فى إسرائيل، هدد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نيتانياهو ب"سحب الجنسية الاسرائيلية من الذين يدعون إلى إزالة دولة اسرائيل". وأضاف قائلا "لن نتسامح أبدا مع أى اضطرابات أو أعمال شغب"، ورفعت الشرطة حالة التأهب الى الدرجة الثالثة (المستوى الأعلى هو الدرجة الرابعة) فى المدن العربية. وقالت الشرطة إن حمدان اعترض على توقيف أحد اقاربه، وهدد الشرطة بسكين. وأطلقت الشرطة النار عليه وتوفى الشاب أثناء نقله الى المستشفى. لكن أسرة حمدان قالت إنه "قتل بدم بارد" من قبل الشرطة حين كان يحاول الافلات، بحسب ما أوردت وسائل إعلام اسرائيلية. وأظهر فيديو للاحداث صوره شاهد عيان ونقلته الشرطة، شابا حاول الاعتداء بواسطة سكين على عناصر من القوات الخاصة فى الشرطة بينما كانوا فى سيارتهم، وحاول الفرار من المكان. وأطلق عليه شرطى حينها النار على ظهره لعدة مرات، وفتحت الشرطة التى قالت إنها أطلقت طلقات تحذيرية، تحقيقًا داخليًا وترفض الإدلاء بمزيد من التعليقات. وصرحت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمرى لوكالة الانباء الفرنسية بأنه "بدأ حوار مع عائلات القرية وأسرة الشاب لتجنب التوتر"، ودافع وزير الاقتصاد نفتالى بينيت من التيار القومى الدينى المتشدد عن قوات الامن، بقوله "رد فعل الشرطة كان ما نتوقعه من قواتنا الامنية، لو قاموا بالعكس لكان علينا ان نرى المزيد من الاسرائيليين يقتلون بالسكاكين ودهسا بالسيارات". ودفن خير حمدان مساء أمس الأول فى مقبرة كفر كنا فى الجليل. ويشكل عرب اسرائيل 20٪ من سكان اسرائيل حيث يبلغ عددهم 1٫4 مليون نسمة. وفى غضون ذلك، اعتقلت أجهزة الأمن الإسرائيلية عشرة مواطنين من أنحاء مختلفة من مدينة القدس بينهم عدد من الأطفال القاصرين. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن شهود عيان تأكيدهم أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة الرام شمال القدس واعتقلت صبيا (14عاما). واقتحمت قوات الاحتلال كذلك حى الثورى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى ، وداهمت عددا من منازل المواطنين والمخازن والمحال التجارية للبحث عن المفرقعات واعتقلت شابا فلسطينيا. وتحدثت الوكالة عن انتشار قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية فى شوارع وأزقة وأحياء بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى واعتقال شخصين من حى بطن الهوى. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت منتصف الليلة الماضية ستة أشخاص بينهم أربعة فتية من حى شعفاط وسط المدينة.