أكد الدكتور فتحي الغمري أستاذ الباطنة والكبد بطب الأزهر أنه في الفترة الماضية أثيرت ضجة كبرى حول العلاج الجديد لفيرس سى المسمى "سوفالدى"، وتدخلت السياسة والتجارة والبروباجندا فى خطة العلاج والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع ان هذا العقار تم إقراره من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية بعد تجربته على ثمانية وثلاثين مريضا فقط. وأضاف: بسرعة البرق كانت مصر فى طليعة المستوردين لهذا العقار الذي اشترطت الشركة المنتجة توريده لشركة خاصة وبرعاية مجموعه خاصة وبسعر خاص وبكمية محدودة، الأمر الذي أثار شكوك بعض الأطباء. وقال إن البرتوكول الخاص العلاج ينص على تجربته أو صرفه لمريض التليف من النوع الرابع تقريبا فقط لأن هذه الكمية لاتكفى حتى لهؤلاء وجاء إمضاء المريض على إقرار يؤكد أن الخيار المطلق ودون ضوابط للجنة المشرفة، بالإضافة إلى التخبط المطلق فى استقبال المرضى وإرهاقهم بتحاليل باهظة الثمن رغم أنه بالتأكيد لن يأخذ العلاج طبقا للبروتوكول، علما بأن مريض التليف من النوع الرابع سهل جدًا تشخيصه بمجرد الفحص مع عمل فحوصات بسيطة إلا أن الإصرار على فحص كل المرضى بطريقة مجمعة وعبر الإنترنت وفى أماكن محدده يؤكد الشك. وأوضح الدكتور فتحي الغمري أن دراسة أمريكية أكدت أن تجربة عقار " سوفالدي" فى المراحل المتأخرة من المرض مشوبة بالخطر الأمر الذي يؤكد أننا حقل تجارب، هذا في الوقت الذي يؤجل فيه الاتحاد الأوروبي العلاج إلى أواخر 2015. وأشار إلى أنه لابد من مراجعة إجراءات العلاج وأن يتم تقييم كل مريض عن طريق التأمين والمراكز الصحية وطبيبه الخاص ولا يقدم عبر الإنترنت إلا من خلال هذه المراكز. وكانت دراسة أمريكية حديثة قد أثبتت وفاة 19 مريضا بفيروس بالتهاب الكبد الوبائي "سي"، وكشفت عن وجود 48 آخرين لا يزالون تحت العلاج والملاحظة، بعدد من المستشفيات في الولاياتالمتحدة، نتيجة إصابتهم بآثار جانبية بالغة خلال فترة علاجهم بعقار سوفالدي، حسبما ذكرت بعض المواقع الإلكترونية. واختتم دكتور الغمري تصريحاته بتساؤلات حول هل الثمن الرخيص ل"سوفالدي" في مصر مقابل تجربته على المصريين؟ ولماذا لم تورد غير كميه بسيطة؟ وما سر التوريد فى اتجاه واحد؟ ولماذا تصر الحكومة على الحجز الإلكتروني وتكلفة المريض بل أهانته في بعض الأحيان؟ وما سر الإقرار الذي يكتبه المريض؟.