حذر الأمين العام للجنة الملكية لشئون القدس الدكتور عبدالله كنعان اليوم الجمعة، مجددًا من أن التصعيد الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى المبارك سيشعل عاجلًا أم آجلًا حربًا دينية قد لا تنطفيء بسهولة، وهو ما سينعكس بدوره على الأمن والاستقرار الذي يسعى إليه المجتمع الدولي. وقال كنعان في تصريح لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان إن إغلاق الأقصى أمس الخميس في وجه المسلمين أصحاب المسجد ، بعد هجوم استهدف ناشطًا يمينيًا إسرائيليًا ، هو رسالة يوجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس التي يرأسها عاهل المغرب الملك محمد السادس مفاداها أنها تتحدى العالم العربي والإسلامي وزعماءهم أن يفعلوا شيئًا لردعها وإيقافها عند حدها. وأضاف أمين عام اللجنة الملكية لشئون القدس أن الإغلاق يعد رسالة أيضًا إلى المجتمع الدولي ممثلًا في مجلس الأمن الدولي الذي يبحث الشكوى الأردنية الفلسطينية ضد إسرائيل وإجراءاتها العنصرية وعدوانها السافر على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وأكد كنعان على أن سياسة العدوان الإسرائيلي التي تمارس جهارًا نهارًا وبكل وحشية، تقشعر لها الأبدان ومجردة من الأخلاق والضمير الإنساني ، وآن الأوان لفرض العقوبات الرادعة على إسرائيل نظرًا لضربها عرض الحائط وتحديها لقرارات الشرعية الدولية الصادرة حول الأراضي العربية المحتلةوالقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية..لافتًا إلى أن الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني وعلى القدس والمقدسات لا يقل بل يزيد على الإرهاب الذي يقوم تحالف المجتمع الدولي بمحاربته. ودعا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة التحرك الفعال والسريع على جميع المستويات لإجبار إسرائيل على الانسحاب من القدس ووقف عدوانها على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها وتطبيق قرارات الأممالمتحدة فورا، خاصة وأن الأقصى هو لكل العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم والدفاع عنه وعن القدس ومساندتها هو واجب وطني وديني لا يقتصر على دولة دون أخرى. كما دعا الولاياتالمتحدةالأمريكية لوقف دعمها اللامحدود وانحيازها لإسرائيل الذي يشجع سلطات الاحتلال على هذا العدوان الذي تمارسه في القدس وعلى المسجد الأقصى بالذات.. متسائلا لماذا لا تتخذ قرارات تعاقب إسرائيل مادامت كل الدول في المجتمع الدولي بما فيها الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تستنكر إجراءاتها في الأراضي العربية المحتلة ومنها الاستيطان والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية وكافة حقوق الإنسان الفلسطيني. وقال "إن إسرائيل بعدوانها على القدس والمقدسات تصنع التطرف وتخلق الإرهاب لذا فإن الدول الكبرى إذا ما أرادت الأمن والسلام الدوليين فعليها إجبار إسرائيل على احترام قرارات الشرعية الدولية كي تعيش الأجيال بأمن وسلام"..مشددا على أن الأقصى هو ملك للمسلمين وحدهم، كما أن العرب والمسلمين والفلسطينيين لن يقبلوا بديلًا عن القدسالشرقية عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد فرضت قيودا مشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى اليوم الجمعة..فيما قالت شرطة الاحتلال - في بيان لها - إنها قررت منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن الخمسين عامًا من الدخول إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة فيه وأنها قررت نشر 2800 شرطي وجندي من حرس الحدود بأحياء القدس. وحولت شرطة الاحتلال القدس منذ ساعات فجر أمس إلى ثكنة عسكرية بنشر الآلاف من عناصرها المختلفة من (الوحدات الخاصة وحرس الحدود والشرطة) بمساندة منطاد حراري ومروحية في كافة أحياء وحارات المدينة وبالتحديد حول أبواب القدس القديمة والمسجد الأقصى.