تكثف الدبلوماسية المصرية اتصالاتها على المستوى الدولى، وذلك بشكل مبكر، من أجل التأكيد على استحقاقها للفوز بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن عن المجموعة الإفريقية، وذلك عن الفترة 2016-2017، خلال الانتخابات التي ستنعقد في الجمعية العامة في أكتوبر 2015. وقد حصلت وكالة أنباء الشرق الاوسط "أ. ش. أ." على نسخة من كتيب ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن 2016-2017، والذي قام وزير الخارجية سامح شكرى بتوزيعه على وزراء خارجية دول العالم، خلال اللقاءات التى عقدها على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك. ويتضمن الكتيب الأنشطة والفعاليات الإقليمية والدولية التى تتعاون فيها مصر مع الأممالمتحدة وأجهزتها المختلفة فى مختلف أنحاء العالم، لحفظ السلم والأمن الدوليين، بما يؤهلها للفوز بهذا الترشح. ويؤكد الكتيب أن مصر هي نقطة التقاء حضارات وثقافات العالم، ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته، وطن خالد للمصريين، ورسالة سالم ومحبة لكل الشعوب، وفقًا لدستور جمهورية مصر العربية 2014. كما يشير إلى أن مصر تسعى إلى الحصول على دعم جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، حيث إنها، وبصفتها عضوًا مؤسسًا في الأممالمتحدة، قد لعبت مصر دورًا مؤثرًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين خلال العقود الماضية، كما كانت ملتزمة بتعزيز العمل الدولي، من خلال الأممالمتحدة، لتحقيق الأمن الجماعي، ودعم الأهداف السامية الواردة في أغراض ومبادئ الميثاق. ويضيف الكتيب: أنه انطلاقًا من التزام مصر بالركائز الأساسية للأمم المتحدة، السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإنها لا تزال تكرس جهودها لتأسيس نظام متعدد الأطراف من الحكم العالمي القائم على أمم متحدة قوية، كما أسهمت بجهد كبير في أعمال المنظمة منذ عام 1945، كما أنه، واعترافًا بدورها المؤثر والبناء في تعزيز السلام والاستقرار الدوليين، على الصعيدين الإقليمي والدولي، فقد تم انتخاب مصر كعضو غير دائم في مجلس الأمن أربع مرات، 1949-1950، 1961-1962 ،1984-1985، و1996-1997. ويذكر الكتيب أن مصر تتمتع بعضوية جميع الوكالات المتخصصة، وجميع الهيئات الأخرى ذات الصلة داخل منظومة الأممالمتحدة، وفي الوقت نفسه، تستضيف العديد من المكاتب الإقليمية التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، المفوضية العليا لشئون اللاجئين، برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، برنامج الغذاء العالمي، مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، منظمة الصحة العالمية، صندوق الأممالمتحدة للسكان، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والتعليم والثقافة. ويؤكد الكتيب، أن مصر تاريخيًا كانت ملتزمة دائمًا بدعم جميع الجهود المبذولة من الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية لتعزيز السلام في مناطق النزاع، بما في ذلك في القارة الإفريقية، والشرق الأوسط، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، وكفاعل دولي في مجال السلام، وكعضو مؤسس في العديد من المنظمات الدولية، مثل جامعة الدول العربية، ومنظمة الوحدة الإفريقية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وحركة عدم الانحياز، حرصت مصر على الانخراط في العديد من المساعي الإقليمية والدولية الهادفة إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراعات، وجلب الاستقرار في دائرتها الإقليمية والدولية. ويوضح، أن مصر كانت في طليعة الجهود الرامية إلى التوصل إلى السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط. ويتطرق الكتيب الى إسهامها والتزامها في بناء السلام والاستقرار، حيث دعمت مصر نشاط الأممالمتحدة في عمليات حفظ السلام، وذلك منذ إنشاء أول بعثة مساهمة في عام 1948، وكانت المساهمة الأولى لمصر في بعثات حفظ السلام في عام 1960 في الكونغو، ومنذ ذلك الحين أسهمت مصر في 37 بعثة من بعثات الأممالمتحدة، ضمت أكثر من 30,000 من قوات حفظ السلام المصرية، وتوجد في 24 بلدًا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. ويضيف، أن مصر تعد مساهمًا رئيسيًا بالقوات في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث تسهم حاليًا ب2569 من عناصر الشرطة والقوات المسلحة، الذين يعملون تحت لواء الأممالمتحدة في تسع بعثات لحفظ السلام. ويوضح الكتيب، أن مصر تدعم بحماس أنشطة بناء السلام التي تضطلع بها الأممالمتحدة في حالات الصراع من خلال بعثات حفظ السلام، والبعثات السياسية الخاصة، وبعثات بناء السلام، كما دعمت مصر هيكل بناء السلام في الأممالمتحدة منذ اعتماد قرار الجمعية العامة 60/180، وإنشاء لجنة بناء السلام في عام 2005. ويشير إلى انه وانطلاقًا من عضويتها للجنة بناء السلام لثلاث دورات، من بينها عام 2013-2014، فإن مصر لا تزال مقتنعة أن السلام والأمن يرتبطان بشكل لا لبس فيه بالتنمية، وإعادة بناء القدرات الوطنية في البلدان الخارجة من الصراع. وفي هذا الصدد، فقد حرصت مصر دومًا على دعم شراكات التنمية في إفريقيا، ولذلك قدمت مصر في عام 2011 مبادرة للاتحاد الإفريقي لإنشاء المركز الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، كما تعلق أهمية كبيرة للنهوض بعملية بناء السلام في كل من الأممالمتحدة، والاتحاد الإفريقي، وتدعم مصر تنفيذ مبادرة التضامن الإفريقي (ASI) كأداة لتعزيز القدرات التنموية الإفريقية ما بعد النزاعات. كما يستعرض الكتيب مشاركة مصر فيما يتعلق بالتنمية والاستقرار، حيث إنها، ووعيًا منها بإمكاناتها، أنشأت مصر في يوليو 2014 الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، بهدف تقديم المساعدة الفنية للدول الإفريقية والإسلامية، لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال بنى تحتية أفضل، وبناء القدرات والمشروعات التنموية، وتعزيز التعاون المباشر بين الدول النامية والمتقدمة من خلال تعاون ثلاثي. ويؤكد الكتيب، أن مصر لاعب محوري من أجل الأمنين الدولي والإقليمي، إذ أنه انطلاقًا من كونها أحد الدعاة لتحقيق السلام الدائم تحت مظلة الأممالمتحدة، بذلت مصر جهودًا مضنية لتعزيز مشاركة المنظمة في منع النزاعات والوساطة، وسوف تستمر في الإسهام لتعزيز هذا الدور، وكذلك العمل على تمرير تجارب الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية ذات الصلة بما في ذلك الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية في هذا المجال بموجب الفصل الثامن من الميثاق. وقد لعبت مصر دورًا رئيسيًا في صياغة القائمة الأولية العالمية الحالية لنزع السلاح ونظام منع الانتشار، كما أسهمت بشكل كبير في إيجاد الطرق التي يتم من خلالها إدارة هذه القضايا من قبل الأممالمتحدة والهيئات الفرعية ذات الصلة. ويتضمن الكتيب قائمة طويلة من المبادرات الهادفة لتعزيز الأمنين الإقليمي والدولي، تقف شاهدة على هذا الموقف المصري الفعال، لا سيما فيما يتعلق بتشجيع إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. ويختتم الكتيب بالتأكيد على أن مصر كانت من بين أولى الدول الداعية لوضع قضية مكافحة الإرهاب على جدول أعمال الأممالمتحدة، بوصفها ظاهرة عالمية تهدد السلم والأمن الدوليين، وبالتالي فقد اضطلعت مصر بشكل فعال في تعزيز دور الأممالمتحدة في مواجهة ظاهرة الإرهاب والقضاء عليها، بما في ذلك تنفيذ استراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب. وكان وزير الخارجية قد حرص، خلال جميع لقاءاته بوزراء الخارجية التى تمت فى نيويورك على هامش أعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على إثارة مسألة ترشح مصر للمقعد غير الدائم لمجلس الأمن للعام 2016/2017، واستحقاق مصر لهذا الموقع المهم.