أصدر وزير الداخلية الإسرائيلي جدعون ساعر الأسبوع الماضي تعليمات باعتبار المسيحيين في إسرائيل آراميين بالنسبة إلى الأصل العرقي الذي تنتمي إليه غالبية المسيحيين في المنطقة. وجاء في بيان أصدره ساعر أن "الآراميين المسيحيين معترف بهم جماعة قومية وعرقية". وصار يحق للمسيحيين أن يسجلوا أنفسهم رسميا بوصفهم "آراميين" بدلا من "عرب". وقال شادي خلول رئيس الجمعية الآرامية المسيحية في إسرائيل لرويترز إن الجمعية قدمت طلبا بهذا الخصوص في عام 2007 . وأضاف "اليوم أنجزنا الإنجاز اعتراف دولة إسرائيل بأول دولة بالعالم بالقومية الآرامية للسكان المسيحيين الناطقين بالعربية اللي بها المنطقة من جميع الكنائس اللي بقدروا اليوم يروحوا على وزارة الداخلية.. يتوجهوا لوزارة الداخلية ويطلبوا بسجل القوميات يتسجلوا كأبناء الشعب الآرامي المسيحي." ويتمتع المسيحيون العرب الذين يقيمون داخل حدود إسرائيل منذ قيامها عام 1948 بأوضاع أفضل كثيرا من مواطنيهم في الأراضي المحتلة وزادت أعدادهم من أربعة وثلاثين ألفا إلى مئة وخمسة وعشرين ألفا في الوقت الراهن واستفادوا من الاقتصاد الإسرائيلي المفتوح. لكن كثيرا منهم ما زالوا يتذكرون أراضيهم ومنازلهم التي فقدوها في حرب عام 1948. يعيش نديم عيسى في قرية الجش العربية في إسرائيل حيث يملك مصنعا لإنتاج النبيذ. وقال عيسى مرحبا بقرار إسرائيل تسجيل المسيحيين بوصفهم آراميين "يعني ليش لأ. شو المانع. ما أنا موجود بفلسطين كفلسطيني. إذا أنا اليوم موجود بالضفة أو بغزة مسيحي وعندي قسم من الصلاة تبعي باللغة السريانية (الآرامية) شو اللي بمنع يعني. فيه عندك أرمن وفيه عندك آشوريين وفيه عندك شركس وفيه دروز وفيه عرب وفيه إسلام وفيه شيعة وفيه سنية." ولكن أيا من الجماعات العرقية والطوائف الدينية التي ذكرها نديم عيسى في إسرائيل لم يطلب إبدال صفته العربي في السجلات الرسمية بصفته العرقية أو الطائفية. ونددت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس بالخطوة الجديدة ووصفتها في بيان بأنها محاولة غير مقبولة لتمزيق الشعب الفلسطيني. كما رفضها بعض سكان قرية الجش الذين يصلون في كنيسة بقرية كفر برعم في شمال إسرائيل التي شرد أهلها المسيحيون قبل 66 عاما.