استدعت وزارة الخارجية السودانية اليوم الاثنين، القائم بالأعمال الليبي بالإنابة بسبب اتهام رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني السودان بدعم بعض الفصائل الليبية المسلحة، ونقلت له استنكار السودان الشديد لهذه التصريحات التي لا تتسق ومواقفه الثابتة إزاء ليبيا. وأكد وكيل وزارة الخارجية السفير عبدالله حمد الأزرق للقائم بالأعمال، مجددًا حرص السودان الكامل على أمن واستقرار ليبيا مع شجبه لكل محاولات المساس بأمنها واستقرارها والتأكيد على التزام السودان بمقررات مؤتمر دول الجوار الليبي الذي انعقد في القاهرة في نهاية أغسطس الماضي، بحسب وكالة الأنباء السودانية "سونا". وأفاد السفير حمد الأزرق أن وزير الخارجية على أحمد كرتي أوضح خلال اتصال هاتفي أمس الأحد مع ورئيس الوزراء الليبي بشكل صريح موقف السودان في هذا الشأن مع تأكيد حرصه على تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا. ونقل كرتي للثني استعداد السودان لبذل الجهود لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الليبية المتنازعة مع ترحيب واستعداد السودان لاستقبال جميع الفاعلين في الساحة السياسية الليبية للتشاور معهم فيما يتصل بجهود رأب الصدع بين جميع الفصائل الليبية. وأشار إلى أن وزير الخارجية أكد لرئيس الوزراء الليبي نفي السودان القاطع لأي تدخل من جانب الخرطوم في الشأن الداخلي لليبيا، مؤكداً أن هذا يتناقض مع السياسات المرسومة والتي عليها العمل والممارسة. وأوضح الأزرق أيضاً أن وزير الخارجية قد شرح لرئيس وزراء ليبيا الحقائق المتعلقة بموضوع الطائرة السودانية التي هبطت في مطار الكفرة، حيث أكد أنها كانت في رحلة راتبة لتزويد القوات السودانية الليبية المشتركة بالمؤن والغذاء والمتطلبات الخاصة بهذه القوات، مشيراً إلى أنها هبطت في مطار الكفرة بإذن رسمي من رئيس المجلس العسكري الليبي في الكفرة كما أن قائد القوات السودانية الليبية المشتركة الليبي العقيد سليمان حامد قد قام باستقبال الطائرة التي أفرغت حمولتها بحضور القادة العسكريين والشيوخ وزعماء القبائل في المنطقة ثم عادت أدراجها إلى السودان وأنه لم يكن من المخطط لها أن تهبط في مطار معيتيقة كما أشارت بعض وسائل الإعلام، وقد أكدت هذه الوقائع تصريحات العقيد سليمان حامد رئيس المجلس العسكري الليبي في الكفرة . يذكر أن الحكومة الليبية المكلفة من قبل مجلس النواب قد استنكرت دخول طائرة نقل عسكرية سودانية للمجال الجوي الليبي محملة بالأسلحة من دون إذن أو طلب رسمي من مصلحة الطيران المدني الليبي، واعتبرت هذا "خرقا للسيادة الليبية". ودعت الحكومة الليبية السلطات السودانية إلى الكف عن التدخل في الشأن السياسي للبلاد، وعدم الانحياز لأي من أطراف الأزمة في البلاد والتوقف عن مثل هذه الإجراءات المرفوضة شكلا ومضمونًا، وطالبتها بسحب الملحق العسكري السوداني باعتباره غير مرغوب فيه.
