أوضح سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أن الحوار المستمر مع الولاياتالمتحدة، يؤكد اهتمام الجانبين بتطوير العلاقة الإستراتيجية بينهما، ويعبر عن الرغبة في العمل المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وأضاف شكري في حواره مع جريدة "العرب"، اليوم الاثنين، أن هناك مجالات متعددة للعلاقات بين البلدين، وأنه كلما تدعمت هذه العلاقات كانت هناك فوائد مباشرة للدولتين، لافتًا إلى أن بلاده تعمل على أن تكون علاقاتها متوازنة مع الجميع، بما فيها الولاياتالمتحدة، بما يخدم مصلحة الشعب المصري. وأشار إلى أن السعي للعمل على تحسين العلاقات الراهنة بين البلدين قائلا، "لمست خلال لقائي الأخير مع جون كيري وجود رغبة للتنسيق الأمريكي مع مصر، في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ولمست اهتمامه بنجاح التجربة المصرية في تحقيق الاستقرار، والانتهاء من خارطة المستقبل، والرغبة في أن تكون هناك علاقة قوية بين البلدين". وحول دور القاهرة في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، قال وزير الخارجية المصري إن بلاده طالما دعت إلى تناول قضية الإرهاب بشكل متكامل، مع تضافر الجهود من قبل جميع أعضاء المجتمع الدولي، وقد تعرضت مصر وتتعرض للإرهاب وهي تقاومه، وقدمت تضحيات كبيرة، وكانت دائما تنبه للخطر القائم سواء بالنسبة إليها أو إلى المجتمع الدولي. ولفت شكري إلى أن المجتمع الدولي أدرك الآن أن مصر محقة في دعوتها لمقاومة الإرهاب، وأن ذلك كان "لابد أن يتم في إطار التضامن بين دول العالم"، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لدعم أي جهد لمواجهة ظاهرة الإرهاب في الساحة الإقليمية أو الدولية، وأن لديها الرغبة للتعاون في هذا المجال. وعن شكل التعاون لمكافحة "داعش" وأمثالها، قال وزير الخارجية المصري "سوف تتم بلورته بما يتناسب مع السياسة والمصالح المصرية، وما هو مؤثر بالنسبة إلى القضاء على ظاهرة الإرهاب، مشيرا إلى أن الخط الذي تنتهجه مصر يطالب بضرورة الإسراع بمعالجة جذور الإرهاب وإزالة أسبابه السياسية والاقتصادية والأمنية. وحذّر شكري من محاولات التفريق في التعريف أو التعامل مع الجماعات الإرهابية في المنطقة، معتبرا أنها تمثل شبكة واحدة من المصالح وتدعم بعضها معنويا وماديا. ويسلط شكري في حواره مع "العرب" الأضواء على المقاربة المصرية لحل الأزمة في ليبيا وسوريا والعراق والعلاقة بدول الخليج، وبخصوص ليبيا فقد تحدث الوزير المصري عن مبادرة بلاده لحل الأزمة في الجارة الغربية، معتبرا أنها مبادرة واقعية وإذا حصلت على الدعم والتأييد اللازمين ستمثل بالتأكيد نقطة بداية نحو التوصل إلى حل شامل. أما بخصوص سوريا فنفى شكري أن تكون بلاده قد تقدمت بمبادرة لحل الأزمة هناك، لكنه أكد أن موقفها ينطلق من ضرورة التوصل إلى حل سياسي سلمي بين مختلف الفرقاء. وعن العلاقات بين مصر ودول الخليج، أكد شكري، أنها وثيقة ومميزة، وأن بلاده مصر على أن يكون هناك تنسيق في المواقف بينها ودول الخليج، فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية.