تكشفت أمام "بوابة الأهرام" حقائق عدة، ربما غابت عن كثيرين، ممن يتابعون مسابقة ال30 ألف معلم التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في عيد المعلم. بدأت القصة عندما فاجأ السيسي المعلمين بإعلانه عن مسابقة لتعيين 30 ألف معلم خلال الفترة المقبلة، وكان ذلك يوم الإثنين الماضي، في عيد المعلم، وتسبب ذلك في حالة من الضغط الشديد على مسئولي وزارة التربية والتعليم، لأن وقتها قال السيسي: "المسابقة بكرة"، ولم تكن الوزارة قد جهزّت تفاصيل الإعلان الخاص بالمسابقة. جاء اليوم التالي "الثلاثاء"، وبدأ آلاف الخريجين يتوافدون على المديريات التعليمية بالمحافظات، للتقديم في المسابقة التي أعلن عنها السيسي، في حين أن الوزارة بكل قياداتها لم يتوقعوا هذا الكم الهائل من الشباب أمام المديريات التعليمية منذ صباح يوم الثلاثاء، وفي نفس الوقت لم تكن المسابقة جاهزة حتى منتصف ذات اليوم. ومع الضغوط الشديدة التي مارسها الخريجون أمام المديريات التعليمية، ومحاولة اقتحام بعضها، والتشكيك فيما قاله "السيسي" اضطرت الوزارة لإبلاغ وكلاء الوزارة بالمحافظات، ببدء تلقي الطلبات فورًا، على أن يتحدد فيما بعد عدد المطلوبين في كل تخصص وخلافه. تلك كانت أبرز المشاهد التي سبقت إعلان المسابقة رسميا، لكن وسط كل ذلك، طفت على السطح حقائق ربما غابت عن كثيرين، ومنها: 1- كان لدى بعض مسئولي الوزارة اقتراحا بأن يتضمن إعلان المسابقة، المعلمين المطلوب توفيق أوضاعهم في كل محافظة، بمعني أن المسابقة ستشمل الخريجين الذي سيتقدمون للمسابقة، والمعلمين غير الموفق أوضاعهم، لكن تم تعديل الأمر في اللحظات الأخيرة، وتقرر أن تكون المسابقة للخريجين فقط، دون أن تشمل معلمي "الحصة" وخلافه، وفقا لما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنها ستكون مسابقة لاختيار معلمين "جدد" وليس توفيق أوضاع معلمين هم في الأساس على قوة العمل. 2- كان من بين المحافظات التي سيتم توفيق أوضاع عدد من المعلمين فيها: القاهرة، الجيزة، القليوبية، المنوفية، الدقهلية، دمياط، الشرقية، بني سويف، المنيا، أسيوط، وأخيرًا أسوان، لكن تم اقتصار المسابقة على الخريجين، وتأجيل توفيق أوضاع المعلمين في هذه المحافظات لمرحلة أخري قريبًا. 3- وصلت تقارير عدة إلى مكتب الوزير، بوجود حالة ارتباك شديدة في المديريات التعليمية، فيما يتعلق بالتخصصات المطلوبة، ومنها إعلان بعض وكلاء الوزارة أنهم في حاجة إلى تخصصات "معينة"، رغم أنها غير مطلوبة حاليصا، أن تعلن الوزارة وقف تقديم الطلبات في المديريات التعليمية وأن يقتصر ذلك على موقع الوزارة فقط، ولن يتم الاعتراف ب"طلبات اليد"، بحيث تدرس الوزارة ب"شكل مركزي" التخصصات المطلوبة فعلا في كل محافظة، وتختار بناء على التقارير الواردة لها من كل مديرية، كما أن الوزارة تخوفت من توظيف المسابقة في المحافظات ل"الدعاية الانتخابية" بأن يتوسط بعض من في نيتهم الترشح للبرلمان، لتعيين معلمين بعينهم، فضلا عن قطع الطريق أمام أية مجاملات أو إهدار لحقوق بعض المتقدمين خاصة أن ذلك حدث في مسابقة تعيين ال75 ألف معلم التي كانت في شهر إبريل الماضي، وكانت الجيزة في مقدمة المحافظات التي حدث فيها ذلك، بعدما أرسلت للوزارة كشفا بأسماء أكثر من 2000 معلم لا يستحقون التعيين، وبالفعل لم يتم تعيينهم. 4- حظيت محافظات الصعيد- ماعدا الأقصروأسوان- على نسب عالية من الأعداد المخصصة في المسابقة لكل محافظة، وذلك بحكم أن وزارة التربية والتعليم ركزت بناء المدارس الجديدة في محافظات الصعيد، وفقًا لخطة الدولة في تنمية صعيد مصر خلال الفترة المقبلة، لتنهي عقودا طويلة من تهميشه. 5- وفقا للمعلومات المؤكدة من مسئولين بارزين بالوزارة، فقد تركزت احتياجات "التربية والتعليم" من المعلمين في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، مما يتناقض تماما مع ما أعلنته بعض المديريات التعليمية من حاجتها لتخصصات في التعليم الفني أكثر من تخصصاتها في التعليم العام، وكان مبرر الوزارة في ذلك واقعيًا، حيث إن احتياجاتها من معلمي الابتدائي والإعدادي تتواكب مع المدارس الجديدة التي من المقرر افتتاحها قريبًا. وبعيدًا عن تلك الحقائق، فهذا هو لينك التقدم للمسابقة في تخصصات التعليم العام http://portal.moe.gov.eg/Pages/job1.aspx وهذا هو لينك التقدم للمسابقة في تخصصات التعليم الفني http://portal.moe.gov.eg/Pages/job2.aspx
