أزمة حقيقية تواجهها التحالفات الانتخابية التى تشكلت أو كانت فى طريقها للتأسيس.. فقد عكس اعتذار عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين عن استكمال المشاورات والاجتماعات الرامية إلى تشكيل ائتلاف انتخابى واسع يضم معظم القوى والتيارات السياسية عمق الخلافات بين الأحزاب وضيق رؤى الكثيرين الذين يركزون فقط على اقتناص كراسى البرلمان دون النظر إلى ما هو أبعد من ذلك. ومنذ ثلاثة أسابيع تقريبا والساحة السياسية تعصف بها أمواج متلاطمة.. فقد تبدل السعى إلى تشكيل تحالف موحد أو تحالفات كبرى إلى سباق يعلن فيه كل حزب أنه جاهز لخوض الانتخابات منفردا دون الحاجة إلى تحالفات.. فعلها حزب الوفد وقبله حزب المصريين الأحرار وحزب النور أيضا أكد ذلك رغم فتحه الباب للتنسيق مع أية أحزاب أو تحالفات. الحال تبدل أيضا إلى ما هو أخطر حيث صعدت بعض الشخصيات والأحزاب من لهجتها إلى ما يشبه التلاسن بين هذا التيار وذاك، أو تحالف اليسار ضد اليمين والغريب فى الأمر أن تركيبة التحالفات نفسها تحمل تساؤلات كثيرة وعوامل صدام مقبلة، فأحزاب التيار الديمقراطى الذى يتشكل من أحزاب اليسار التى دعمت حمدين صباحى فى الانتخابات باتت حائرة بين أحزاب اليمين.. الوفد والمصريين والأحرار تنتظر أن تتحالف مع أيهما رغم الخلافات فى الجوهر والعقيدة السياسية، كما أن حزب المؤتمر نفسه قبل أن ينضم إلى تحالف الجبهة المصرية وجه انتقادات لاذعة لحزب الوفد على بعض سياساته وتحالفاته الأمر نفسه فعله حزب الحركة الوطنية الذى دخل فى مواجهات سياسية وإعلامية مع عمرو موسى في أثناء تشكيله تحالف الأمة المصرية الذى توقف الآن.. حزب التجمع أيضا الذى يشكل القوام الرئيسى لليسار المصرى دخل فى تحالف الجبهة المصرية الذى يتهمه عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى اليسارى بأنه يضم خليطا من أصحاب الأموال ونواب الوطنى السابقين. الوضع الآن لا ينبيء بنجاح ملحوظ أو محتمل لأى من التحالفات القائمة فما زال معظمها مفتوحا وقابلا للتعديل وعرضة للتفكك والانهيار ايضا وتبقى فى المشهد الآن أربعة تحالفات.. تحالف الوفد المصرى وتحالف الجهة الوطنية وتحالف تيار الاستقلال وتحالف جديد أعلن عن نفسه الأسبوع الماضى ويضم أحزاب المحاربين القدامى وهو "معا تحيا مصر" بينما أعلن الدكتور جمال زهران إطلاق تحالف جديد مطلع الشهر المقبل تحت مسمى "تحالف العدالة الاجتماعية" وبين هذا وذاك دخلت بعض المحافظات فى تشكيل تحالفات اقليمية ومحلية كما يحدث الآن فى الإسكندرية وستلحق بها محافظات أخرى الصورة غاية فى التعقيد ولا أمل حقيقى فى تحالفات قوية قادرة على خوض الانتخابات إلا بالتجرد واعلاء مصلحة الوطن فى هذه الظروف الدقيقة.. لتبقى كتيبة المستفيدين من مولد الانتخابات البرلمانية.. أصحاب رءوس الأموال والشعارات الدينية وسماسرة الأصوات.