أم عبد الله.. سيدة في الأربعينات من عمرها تأكل وأولادها الخمةس " سمر وأحمد وخالد وشيماء وعبد الرحمن " من كشك بقالة بجوار محطة السكة الحديد لمحطة منيا القمح بمحافظة الشرقية. فقد فقدت ابنها عبد الله محمد عراقي صاحب ال15 عاام والطالب بالصف الأول الثانوي أزهر فيأإثناء ثورة 25 يناير بعد إصابته بطلق ناري عشوائي في الرأس من أحد ضباط الشرطة في محاولة للدفاع عن القسم الذي تم تدميره من قبل أشخاص مجهولين وهروب جميع المساجين الموجودين فيه. قالت الحاجة هويدا،إأن ابنها كان كثير المداعبة لها ويرفض أن تجلس بالكشك وتقوم بالبيع أو حتى العمل على نظافته وإذا جاءت له لتطمئن عليه يستدعيها بعد خطوة قليلة من انصرافها ثم يقوم بتقبيلها ويقول لها "كنت ناسي أجمل شيء.. رضاكي ياأمي". تعيش الأم هذه الأيام لحظات العام الماضي عندما جاء ابنها وطلب منها أن تغمض عيينها ثم قبلها وقال لها: "كل سنة وأنت طيبة يا أجمل أم في الدنيا" لتفتح عينيها وتجد علبة تورتة و" شبشب" هدية عيد الأم، فقالت له الأم: "أنت جايب كل ده فقال لها مش أنا راجل البيت، حيث إن والده توفي منذ عدة سنوات ، ورغم أن هذا الشبشب قارب علي الإتلاف إلا أنها قامت بتنظيفه وعدم استعماله لتكون ذكرى العمر. تقول أم عبد الله إنها تعيش هذه اللحظات وكأنها تمر عليها الآن مشيرة إلى مدى افتقادها قبلات ابنها وتتذكر مداعبته لها وبعض المقالب التي كان يفعلها لأشقائه والتي كان كثيرا ما يتم توبيخه عليها ولكنها الآن تتذكرها وتتمنى عودتها حتى لو مرة واحدة ، وقالت الأم: "ابنى ذهب شهيدا لأعظم ثورة في التاريخ وكان حافظا للقرآن الكريم كاملا والجميع يحبه وأنا لست حزينة لأنه شهيد ولكنني افتقده بشدة ولن تهدأ نار قلبي حتى يتم القبض علي الجناة. يذكر أن عبد الله عراقي كان أحد المارين بالمصادفة أمام قسم شرطة منيا القمح أثناء مداهمة القسم من أشخاص مجهولين، ونشب على أثر ذلك تبادل إطلاق الأعيرة النارية بين الشرطة والمقتحمين مما أسفر عن مصرع 2 وإصابة 3 آخرين من المقتحمين، وأكدت الأم أن القضية من المنتظر أن تشهد فتحا لمقبرة الشهيد وإعادة تشريحها بتعليمات من النيابة لإثبات و محاسبة المتسببين عن مصرع نجلها وتشير الاتهامات إلى ملازم أول بقسم شرطة منيا القمح، و2 من المخبرين.