سيطرت حالة من الذهول الممزوج بالترقب على الساحة السياسية الإسرائيلية عقب إدلاء المصريين بأصواتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وبات واضحًا أن مختلف الصحف ووسائل الإعلام الصادرة في تل أبيب اهتمت بشدة بأجواء الديمقراطية التي عاشتها مصر عبر هذا الاستفتاء.. زاعمة أن هذه الأجواء لم تشهدها مصر منذ ما يقرب من ستة عقود. وتشير صحيفة معاريف في تقرير لها أن المثير للدهشة أن المصريين تعاملوا بحرفية ديمقراطية مع هذا الاستفتاء وكأنهم معتادون على الديمقراطية التي حرموا منها لسنوات طويلة، حتى أن الصحيفة قالت إن من راقب هذه الانتخابات شعر بأن المصريين عاشوا وتربوا في أجواء ديمقراطية، زاعمة أن الحقيقة كانت غير ذلك دائما، إلا أن الواقع أثبت تفهمهم للمتغيرات الداخلية ورغبتهم في إرساء قواعد الديمقراطية بحرفية ومهنية عالية. وأضافت الصحيفة أن غالبية اللجان الانتخابية لم تشهد أي انتهاكات باستثناء لجنة أو اثنتين شهدتا الكثير من المواجهات بين الإخوان المسلمين وبعض من القوى السياسية الأخرى. وقالت الصحيفة أيضا أن الكثير من المصادر الإسرائيلية توقعت حصول انتهاكات سياسية في هذه الانتخابات، إلا أن الواقع السياسي أثبت غير ذلك تماما، حيث راعى المصريون بعضهم البعض وانتظموا في صفوف أمام اللجان بصورة منظمة بعيدا عن أي خروقات أو أعمال بلطجة تنتهك الابتهاج والسعادة التي سيطرت على غالبية المصريين في هذا اليوم. من جانبها أهتمت صحيفة هاآرتس بهذا الاستفتاء ، إلا أنها وفي الوقت ذاته رأت أن المشهد الأبرز به كان غياب جميع رموز الحزب الوطني عن الحضور، الأمر الذي يؤكد أن أعضاء الحزب كانوا من أبرز وأهم المستفيدين من عمليات تزوير الانتخابات التي تمت في السابق سواء بانتخابات مجلس الشعب أو الشورى.