تأتي ذكرى اليوبيل الذهبي لتحويل مجرى النيل تمهيدًا لبناء السد العالي لتلقي الضوء على الدور الكبير الذي لعبه ولا يزال يلعبه هذا الصرح العملاق في حياة كل مصري، فالسد العالي ورغم ما يواجهه حاليًا من تحديات يظل شريانًا مهمًا للحياة في مصر. ولأن الكثيرين لا يعلمون عن السد سوى أنه بناء شامخ يصد مياه الفيضانات ويولد الطاقة الكهربائية لينير حياة المصريين كان من المهم التعرف علي المزيد من طبيعة عمل السد العالي من المهندس محمد إبراهيم شحاتة رئيس مجلس إدارة هيئة السد العالي وخزان أسوان. في البداية أكد شحاتة أن هيئة السد العالى وخزان أسوان يعمل بها نحو 1800 مهندس وفني وعامل مشيرًا إلى أن ميزانيتها تتراوح ما بين 50 و100 مليون جنيه سنويًا تحدد وفقًا لخطط التشغيل والصيانة الخاصة بالسد. وحول الدور الذي يلعبه خزان أسوان، أوضح شحاتة أن خزان أسوان تم بناؤه عام 1902 وخضع للتعلية مرتين الأولة في عام 1912 والثانية عام 1932 ويتميز بأنه يلعب دور الميزان فهو يحافظ علي مناسيب المياه حتي لا تقل أو تزيد معدلات صرف المياه الفائضة على النسب المطلوبة كما أنه توجد به محطتان لتوليد الكهرباء. وكشف شحاتة عن أن عمل السد ليس مجرد حاجز يمنع المياه فقط مشيرًا إلى أن عمله يخضع للدراسة والرصد المستمرين وفي الكثير من الأحيان يقوم المهندسون والفنيون العاملون بالتدخل لمنع كوارث كحقن الحجارة المقام عليها السد بمواد لاصقة حال وجود حركة في التربة بالإضافة لإقامة سواتر عند الحاجة لمنع المياه من المرور حال وجود فيضان أو ارتفاع في مناسيب المياه. وحول أهم المشاريع المكملة للسد العالي أوضح شحاتة أن مفيض توشكى يأتي في ترتيب الأهمية علي رأس هذه المشروعات مؤكدًا أن المفيض يستوعب المياه الزائدة عند وصول المنسوب لحد 178 مترًا ويستوعب المفيض نحو 60 مليار متر مكعب تتم الاستفادة منها في الزراعة والصيد والسياحة. وأوضح شحاتة أن تعديلات وتحسينات كبيرة تم إدخالها علي توربينات السد العالي مشيًرا إلى أن شركة المحطات الكهرومائية جلبت توربينات فرنسية لإحلال التوربينات الروسية الموجودة وهذه التوربينات تتميز بأنها أكثر كفاءة وتولد نحو 2500 ميجاوات في الساعة. وأضاف شحاتة أن حجم استيعاب مفيض توشكي عند إنشائه كان 220 مليون متر مكعب زادت حاليًا بنسبة 50% من خلال التعميق إلى 330 مليون متر مكعب ويتم التفكير حاليًا في عمل قنطرة له وتوسيع المنخفضات المحيطة به لتستوعب نحو 20 مليار متر مكعب. وأكد شحاتة أن المفيض سيلعب دورًا كبيرًا في إنقاذ مصر من الغرق حال انهيار سد الألفية الإثيوبي الذي يتوقع ألا يتحمل ضغط المياه الكبير مستقبلاً حال إتمام إنشائه، وكشف شحاتة عن خطة طوارئ وضعتها هيئة السد العالي لمواجهة هذا الموقف الصعب حال وقوعه مشيرًا إلى أنه سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات من بينها تجفيف بحيرة ناصر لاستيعاب كميات المياه الكبيرة التي ستأتي بالإضافة لتصريف نحو 250 مليون متر مكعب من المياه عن طريق السد العالي في النيل. وعن أهم المراكز والأقسام الموجودة في السد، أوضح شحاتة أن السد به مركز دراسات وأبحاث خاص ببحيرة ناصر ومركز لرصد الزلازل ودرجة قوتها ومركزها بجانب وحدة لرصد حركة الكثبان الرملية والطمي لحماية جسم السد موضحًا أن الهيئة بصدد اعتماد خطة بتكلفة 40 مليون جنيه لتطوير السد على مدى ال10 سنوات المقبلة.