قالت جريدة نيويورك تايمز الأمريكية إن بعض أحكام القضاء المصري أصبحت مثارا للانتقاد من قبل الرأي العام المصري وذلك بعد أن كان –أي القضاء- يعتبر معقلا لليبرالية داخل نظام مبارك الاستبدادي-، حسب تعبير الصحيفة. جاء ذلك في أعقاب الأحكام التي صدرت بالحكم بالإعدام على 37 من أنصار تنظيم الإخوان في قضية اقتحام مركز شرطة مطاي بالمنيا وقتل نائب مأمور المركز فضلا عن إحالة أوراق 683 آخرين للنظر في إعدامهم بتهمة اقتحام مركز شرطة العدوة ومن بينهم مرشد جماعة الإخوان محمد بديع. وأضافت الصحيفة: "السرعة التي صدرت بها مجموعة الأحكام الصادرة اليوم تستخف بالغضب الدولي الذي كان اندلع عقب الحكم الأول بإعدام 528 من تنظيم الإخوان، ويظهر الدعم الفاعل من قبل القضاء لما تمارسه الحكومة المؤقتة من قمع ضد المعارضين السياسيين بما في ذلك التيار الإسلامي المؤيد للرئيس المعزول وكذلك الجماعات الليبرالية المختلفة". وتزعم الصحيفة أن القضية المدان فيها مرشد الإخوان محمد بديع بالتحريض على العنف لم يكن متواجدا وقتها داخل المنيا من الأساس وكان في القاهرة ولطالما شدد على السلمية في خطاباته. وتعتبر الصحيفة أن حكم الإعدام على بديع يعتبر تصعيدا دراميا جديدا في قمع جماعة الإخوان المسلمين، فبديع الذي يبلغ من العمر 70 عاما لو تم تنفيذ قرار إعدامه سيكون أول مرشد عام للجماعة يصدر بحقه قرار مماثل منذ ستة عقود حيث تم الحكم على مرشد الجماعة عام 1954 حسن الهضيبي بالإعدام والذي تم تخفيفه إلى سجن مدى الحياة ثم أطلق سراحه فيما بعد.
