"إحنا مسلمين ومسيحيين بنحب بعض هنا".. "الموضوع مفهوش فتنة طائفية".. عبارات رددها أهالي منطقة الزرائب بعزبة النخل بمجرد سؤالهم عما دار من معركة دامية أمس امتدت لفجر اليوم السبت في منطقتهم. أشاروا إلي رسوم علي أحد الجدران يتحد فيها الهلال مع الصليب ومكتوب "مسلم ومسيحي إيد واحدة" في محاولة للاستدلال علي العلاقة الطيبة بينهم". يقوم الأهالي من الطرفين "المسلم والمسيحي" بإبعاد وسائل الإعلام عن الكنيسة، ويصرخ أحدهم بين الحين والآخر "اللي هيجي ناحية الكنيسة بكاميرا هنكسرهاله.. قولنالكوا معندناش فتنة طائفية". وتنتشر قوات الأمن في مختلف الشوارع وتمنع الأشخاص من المرور ، طالما أنهم لا يسكنون في هذا الشارع. دخلنا الكنيسة في غفلة من الحراسات، فلاحظنا عدم وجود رعاة الكنيسة، ويخيم عليها الصمت التام في وجود عدد قليل من العمال، ولاحظنا تهشم زجاج بعض نوافذها العلوية فيبتسم العمال قائلين: "ده من زمان.. محدش هاجم الكنيسة إمبارح". "كانت خناقة بين محمد شعبان وأبانوب عزت منذ عدة أيام.. والناس قالت تصالحهم إمبارح فاتخانقوا تاني وكل واحد جاب ناس من عنده ومات واحد اسمه روماني ميلاد واتصاب ناس كتير" هكذا تحدث ماجد جيد متحديا صمت الأهالي من داخل كنيسة مارجرجس المذبح وسط غضب عمالها. يكمل ماجد: أصبحت المشاجرة كبيرة بين المسلمين والمسيحيين بالخرطوش والطوب والزجاج وتم التعرض للكنيسة وضرب النار عليها ولكنها لم تكن الهدف والحكومة متأخرتش أكتر من ساعة إلا ربع وتم تكسير أول بوكسين شرطة دخلوا لفض الخناقة". يتابع ماجد: "بدأت المشاجرة قرب منتصف الليل واستطاع الأمن السيطرة علي الوضع في آخر الأمر". ما يقلق ماجد وغيره كيف سيذهبون لصلاة قداس عيد القيامة في ليلة العيد، مؤكدًا أن الأمن أوصاهم السير في الشوارع الجانبية وعدم الاحتكاك بأحد ليمر اليوم في سلام. يؤكد ماجد أنه لا مفر من إقامة القداس اليوم السبت حتى ولو حضر قليلون، مشيرا إلي أن المصلين أمس بلغ عددهم 10 فقط وانتهت الصلوات مبكرا ولم تستمر حتي الصباح كما كان مقررا لها. وسط تشديدات أمنية في المنطقة التي دار فيها الصراع وصف العقيد حازم الديب، أحد ضباط التأمين بالمنطقة، الحادث بالعادي جدا وأنه خلاف طبيعي حدث بين اثنين زبالين في المنطقة علي أولوية المرور ولا يحمل أي شبهة طائفية. خلال سيرنا في الشوارع الضيقة للمنطقة فقد أحد الأهالي أعصابه قائلا: "الطرفين غلطانين.. حرام عليكوا إحنا داخلين عالعيد". هكذا قرر الأهالي الصمت عن أحداث ليلة أليمة دامية، أملا في عدم تطور الأمر، وأن يقف نزيف الدم عند هذا الحد، وتتلخص كل آمالهم في أن يمر اليوم بسلام، محاولين أن يطردوا من مخيلتهم الذكرى السنوية لأحداث الخصوص تلك المنطقة التي تبعد عن الزرائب عدة دقائق، وما تلاها من أحداث لاقتحام الكاتدرائية.