عاد إلى الخرطوم عصر اليوم " الأربعاء " الرئيس السودانى عمر البشير بعد زيارة رسمية لمصر أجرى خلالها مباحثات مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوى وعدد من أعضاء المجلس . وتناولت المباحثات المصرية السودانية علاقات التعاون بين البلدين وتنسيق المواقف الإقليمية والدولية والأوضاع فى ليبيا . وقال وزير الخارجية السودانى على كرتى - فى تصريح له اليوم - إن العلاقات السودانية المصرية دخلت مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق ، مشيرا إلى أن المباحثات تناولت الأمن الغذائى والتعاون السودانى المصرى بشأن إتفاقية مياه النيل وتنسيق المواقف بشأن ليبيا. وأضاف كرتى أن موضوع الأمن الغذائى استحوذ على جزء كبير من المباحثات ، حيث تم استعراض إقامة مشروع زراعى على الحدود السودانية المصرية باستخدام خطوط الكهرباء المصرية لتوفير الطاقة لهذا المشروع العملاق . وشدد كرتى على أن هناك إرادة قوية لتنفيذ المشاريع المشتركة بين البلدين ، لافتا إلى أن اللجنة العليا السودانية المصرية ستنعقد قريبا لمراجعة عمل اللجان المشتركة فى هذا الشأن ، موضحا أن هناك مراجعة مصرية لمواقفها من إتفاقيات الحريات الاربع التى تقرر تنفيذها خلال الفترة الماضية . وحول التنسيق السودانى المصرى بشأن الإتفاقية الإطارية لحوض النيل ، قال على كرتى إنه تم الإتفاق على التنسيق بين البلدين لفتح مجالات للتعاون مع دول حوض النيل بما يحفظ المصالح المشتركة للبلدين ، مشيرا إلي أنه سيتم تشكيل لجنة سودانية مصرية فى هذا الصدد. من جهة أخرى ، قال وزير الخارجية السودانى على كرتى إنه سيتم التواصل مع القوى السياسية المصرية فى الفترة القادمة التى ستشهد مراجعة للمواقف السابقة فى علاقات البلدين . وردا علي سؤال حول عقد إتفاقيات مع الحكومة الإنتقالية فى مصر ، أوضح كرتى أن هذه الحكومة تحظى بتأييد شعبى ونحن على قناعة بأن ما نقوم به يحظى بتأييد القوى المصرية . وأشار كرتى إلى أن الرئيس السودانى عمر البشير استقبل بمقر إقامته فى القاهرة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف الذى قدم شرحا للبشير حول الأوضاع الحالية فى مصر وكيفية تنشيط الإتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين البلدين وتفعيل اللجان المشتركة والاعداد لاجتماعات اللجنة العليا السودانية المصرية . كما استقبل الرئيس السودانى ، السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وبحثا ضرورة تفعيل العلاقات السودانية المصرية ودعم الجامعة العربية للسودان شماله وجنوبه فى المرحلة القادمة . كما عقد الرئيس السودانى كذلك لقاء بمنزل السفير السودانى للقاهرة مع رؤساء وممثلى الأحزاب والفعاليات السياسية المصرية ، حيث هنأهم بالنهايات الإيجابية لتطورات الأحداث الأخيرة وطالبهم بالعمل على تحقيق الإرادة السياسية من أجل تكامل السودان ومصر خاصة فى مجالات الامن القومى وعلى رأسها الامن الغذائى لما يتوفر لدى البلدين من امكانات تجعلهما يحققان الاكتفاء الذاتى والتحرر من الضغوط الخارجية . وأعرب الرئيس السودانى عن تفاؤله بنتائج اللقاءات التى أجراها فى القاهرة ، موضحا أنه لمس جدية وتجاوبا بشأن تطوير العلاقات بين البلدين . كما أعرب عن تطلعه لتحقيق إتفاقية الحريات الاربع التى كانت نتاجا لمبادرة سودانية قام السودان بتنفيذها كاملة خلال المرحلة الماضية . من جانبهم ، أشاد رؤساء وممثلو الاحزاب والفعاليات السياسية المصرية بزيارة الرئيس البشير وتهنئته للشعب المصرى ، وطالبوا بإنزال برامج التعاون بين البلدين لأرض الواقع والتنسيق بينهما لمواجهة التحديات المتعلقة بمياه النيل والمخططات الصهيونية الرامية لتقسيم البلدان العربية ، داعين لفتح حوارات بين الأحزاب السودانية والمصرية لتحقيق التكامل الشعبى بين البلدين .