كشفت مصادر سودانية مطلعة، عن رفض الرئيس السوداني عمر البشير، إيواء عناصر إخوانية تنوي قطر ترحيلها تحت ضغط دول خليجية تعتبر الدوحة بصدد التستر على متورطين في أنشطة مخلّة بأمن دول المنطقة، ومهدّدة لاستقرارها. وبحسب جريدة العرب اللندنية، فإن الرفض السوداني عمّق من ورطة جماعة الإخوان، وضيّق الخناق على عناصرها، فيما سيزداد موقف قطر حرجًا إزاء محيطها الخليجي. ويأتي ذلك، بعد أن تحدثت مصادر عن عرض قطري، تم تقديمه خلال زيارة الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هذا الأسبوع إلى الخرطوم، تمثل في أن تقبل الأخيرة استقبال العناصر الإخوانية الفارة أساسًا من مصر والمقيمة حاليًا بقطر، والأخرى المحتمل ترحيلها من بريطانيا بعد فتح التحقيق في الأنشطة المشبوهة لجماعة الإخوان في المملكة المتحدة. ويبدو أن العرض يقوم على تقديم مساعدات مالية للسودان، الذي يواجه أزمة اقتصادية مستفحلة، مقابل أن تستقبل الخرطوم الإخوان المرحّلين من الدوحة ومن غيرها. وقد ترافق ذلك، مع تحذيرات خبراء للسودان من أنها ستواجه في حال استجابت للعرض القطري خسارة مصالحها الاقتصادية، خصوصًا مع المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات. ويبدو أن مبلغ المليار دولار الذي أعلنت قطر عن إيداعه في البنك المركزي السوداني، لم يكف لإغراء الخرطوم بالمقامرة بعلاقات اقتصادية حيوية مع دول خليجية أخرى، وهو ما جعلها ترفض حمل عبء العناصر الإخوانية المطاردة بدلاً عن قطر. وقالت المصادر، إن البشير أرجع سبب رفضه لكونه لا يستطيع معاداة الدولة المصرية بشكل معلن كي لا يزيد من إضعاف موقفه في مواجهة المجتمع الدولي، وهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، علمًا بأن القاهرة لم تعترف يومًا بتلك المطالبة من قبل العدالة الدولية. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قام الأربعاء، بزيارة إلى السودان صنّفها مراقبون ضمن محاولات الدوحة البحث عن ملاذ للعناصر الإخوانية الذين لم تعد تستطيع إيواءهم بفعل الضغوط الخليجية. وتناقل المراقبون، قول مصادر، إن قطر تبحث في السودان عن ملاذ للعناصر الإخوانية الفارّة من مصر، بعد أن انسدت في وجوههم بعض الوجهات الأخرى، وآخرها الوجهة البريطانية حيث تعتزم السلطات هناك فتح تحقيق في اتخاذهم أراضي المملكة المتحدة منطلقًا لممارسة أنشطة مشبوهة ضد بعض الدول. غير أنّ إقدام حكومة السودان- التي تعاني سلسلة لا متناهية من الأزمات والمتاعب، بدءًا بمواجهة الغضب الشعبي عليها ومرورًا بحالة الإنهاك الاقتصادي وصولاً إلى الصراعات المسلّحة داخل الدولة مع جماعات التمرّد والانفصال- على الوقوف في صف قطر نصرة للإخوان، لن يكون دون ثمن، بحسب مراقبين. وتوقّع هؤلاء أن يجرّ ذلك على السودان غضب دول خليجية، مازالت تحتفظ بعلاقات معها وتبذل لها مساعدات. ويبدو من عدم استجابة الخرطوم للطلب القطري، أن القيادة السودانية فكرت ببراجماتية واختارت تقديم المصلحة الاقتصادية على ما يربط تلك القيادة من علاقات أيديولوجية مع جماعة الإخوان.