أكد عدد من خبراء الموارد المائية وهندسة الهيدروليكا، أن مصر تعانى أزمة مياه بالغة الخطورة وما يصلها من إيراد حوض النيل لا يتجاوز 5% من إجمالى 1700 مليار متر مكعب سنويا فى وقت ترتفع فيه فواقد المياه بالهضبة الإثيوبية إلى 79%، حيث يصلها 530 مليار متر مكعب سنويا.. مشددين على أن القبول بالسد إثيوبي بسعته الحالية يضاعف من العجز المائي لدول المصب. وقال الدكتور سامح داود أستاذ الموارد المائية بكلية الهندسة جامعة عين شمس خلال ندوة "أزمة مياه النيل وتداعيات سد النهضة الاثيوبي" إن أزمة حصة مصر المائية ليست حديثة بل بدأت منذ استيرادها لمكملات غذائها من "قمح ولحوم وزيوت"، ولو كان لديها ماء كاف لقامت بزراعة احتياجاتها.. مشيرا إلى أن إنتاج كيلو اللحم يستهلك فى دورة إنتاجية ما يقارب من 15 الف لتر مياه. وأضاف سامح أن مشكلة سد النهضة ليست الحفاظ على حصة مصر المائية بل مضاعفتها على الأقل ثلاث مرات أو أربع، وهذا ممكن ومتاح بتعظيم روح التعاون المثمر، والقيام بجدية بالغة بالمشروعات المشتركة بين جميع دول حوض النيل، بهدف تنمية موارد دول الهضبة الإثيوبية والاستوائية وتقليل الفواقد المائية. وأكد أن الانحدار الشديد لجميع الأراضى الإثيوبية من بحيرة تانا إلى الحدود السودانية تمنع من أى استغلال زراعى لانه غير مجدى اقتصاديا وعلى ذلك فإن سد النهضة هو سد لتوليد الكهرباء فقط ولكن لابد من حسم مشكلة فترة الملء عن طريق الجلوس سويا مع إثيوبيا. وأشار سامح إلى أن الحقيقة العلمية تقول أن إثيوبيا وخصوصا فى هضبتها الغربية لا تحتاج للمياه لأن المياه تقع فى أخاديد جراتينية عميقة ورفعها لمستوى الارض يحتاج لتمويل ضخم للغاية وإنما هى تحتاج إلى الكهرباء من مساقط المياه على بحيرة تانا وروافدها. من جانبه، شدد المهندس محمد العدوى رئيس جمعية المهندسين المصريين على ضرورة إحياء التفاوض المباشر والفوري مع حكومة جنوب السودان لاستكمال وإحياء مشروع قناة جونجلى لتوفير 8 مليارات متر مكعب من المياه لمصر، وذلك بعد دراسة الأثر البيئى للمشروع وتحقيق كل طلبات المفاوض من الحكومة السودانية لتنمية سكان مسار قناة جونجلى فضلا عن مشروع بحر الغزال الذة يهدر فيه سنويا 600 مليار متر مكعب لا تستفيد مصر منهم شيئا. وقال يجب أن يكون التحرك الاستراتيجي المصري مقنعا ومؤمنا بأن ترسيخ وتوثيق العلاقات بين مصر دول حوض النيل هى ضرورة حتمية لتحقيق المصلحة المصرية لمصر. بينما أكد الدكتور هيثم ممدوح أستاذ هندسة الرى والهيدوروليكا ضرورة التعاون الكهرومائي بين مصر وإثيوبيا فى سد النهضة، مشيرا إلى أنه سيوفر على خزانة الدولة ما يقارب من 5ر12 مليار جنيه تنفقها الدولة على شراء المازوت لتشغل محطات الكهرباء إذا تم حل نقاط الخلاف حول سعة السد وطريقة تشغيلة. وحذر ممدوح من التوسع الزراعى فى دولة جنوب السودان والسودان ووصفه بأنه الخطر الأكبر على حصة مصر المائية لأنه سيتيح للسودان زراعة الأراضى على مدار العام.