تجاهل المصريون المخاوف الأمنية التي أحاطت بالدورة الخامسة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، التي افتتحت أمس الأربعاء بأرض المعارض التي تقع في أحد أكثر أحياء القاهرة اضطرابًا، حي مدينة نصر، غير بعيد عن جامعة الأزهر، التي تشهد اشتباكات شبه يومية بين قوات الأمن وطلاب الإخوان، وعلى بعد شوارع قليلة من ميدان رابعة العدوية الذي يسعى الإخوان لدخوله مرة أخرى في ذكرى 25 يناير. واصطف المصريون أمام بوابات معرض القاهرة، في ثاني أيامه في طوابير طويلة انتظارًا للدخول، وسط إجراءات أمنية، تشمل تفتيش الزائرين والحقائب. وأقيم المعرض على كامل المساحة التي يقام عليها سنويًا بأرض المعارض، ولم يتم تقليصها أو تقليص صالات العرض، وعدلت الهيئة العامة للكتاب من تصميم الأجنحة بحيث أصبحت أكثر اتساعًا وأزالت الحواجز الخشبية بينها ما أتاح للزائرين رؤية أفضل لأجنحة العرض. ولم يسمح بدخول القاعات الرئيسية للمعرض دون تفتيش الحقائب. وشهدت حركة البيع رواجًا كبيرًا داخل المعرض بالنسبة لثاني أيامه، اليوم الخميٍس، بخاصة أنه يوم عمل عادي، وينتظر أن تزيد نسبة الإقبال على المعرض غدًا الجمعة، قبيل يوم من التظاهرات المرتقبة من جماعة الإخوان المسلمين ضد الحكومة، وأيضًا التظاهرات المطالبة بترشح الفريق السيسي للرئاسة. وبدأ البرنامج الثقافي للمعرض اليوم بشكل عادي، وسط حضور متوسط، إذ تركز وجود أغلب زوار المعرض في صالات العرض والحدائق المحيطة بها. وجاء حضور الناشرين العرب عاديًا، وامتلأت صالة 9 الخاصة بالناشرين العرب، ولم تؤثر المخاوف الأمنية على حضورهم، وعبر السنتين الماضيتين لم تقل المشاركة العربية، ولطالما عبر الناشرون العرب عن اعتقادهم بأن تلك المخاوف لن تؤثر في سير المعرض أو توقفه. ويظل معرض الكتاب صفقة رابحة للعديد من دور النشر العربية والمصرية رغم الظروف الاقتصادية والأمنية، إذ تبلغ نسبة مبيعات نسبة كبيرة من دور النشر المصرية خلال المعرض، حوالي 50% من إجمالي مبيعاتها طوال العام. وتقام هذه الدورة تحت شعار "الهوية والثقافة" وافتتحها الرئيس عدلي منصور أمس الأربعاء، وسط حضور حكومي واسع. وتقام الدورة في الفترة ما بين 22 يناير إلي 6 فبراير، بزيادة يومين عن موعدها المقرر سلفًا. وتحل دولة الكويت كضيف شرف المعرض هذا العام، خلفًا لليبيا التي كانت ضيف شرف العام الماضي. ويشارك في الدورة الحالية 24 دولة، منها 17 دولة عربية و7 أجنبية، بإجمالي 755 ناشرًا منهم 518 ناشرًا مصريًا، و210 ناشرين عرب، و27 ناشرًا أجنبيًا، ويضم سور الأزبكية 92 كشكًا. وتقام الدورة تحت شعار "الثقافة والهوية". ومن ضمن الدول المشاركة قطر وتركيا، وقال أحمد مجاهد قبيل انطلاق المعرض إن مشاركتهم ستتم بصورة عادية رغم الخلافات السياسية وإن السياسة لن تعكر المعرض أو تتدخل فيه.