لاتزال محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بمقر أكاديمية الشرطة تنظر إعادة إجراءات محاكمة 11 متهمًا صدرت ضدهم أحكامًا غيابية تراوحت ما بين الإعدام والمؤبد والسجن المشدد 15 عامًا، فى القضية المعروفة إعلاميا ب"مذبحة بورسعيد" والتى راح ضحيتها 74 شهيدًا من شباب ألتراس الأهلي واتُهم فيها 73 متهماً من بينهم 9 من القيادات الأمنية و3 من مسئولي النادي المصري. في بداية الجلسة تلت النيابة العامة أمر الإحالة الذي يتضمن الاتهامات المسندة إلي المتهمين والتي تتضمن اتهامهم بارتكاب جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقترن بجنايات القتل والشروع فيه، بأن قام المتهمون بتبييت النية وعقد العزم على قتل بعض جمهور فريق النادي الأهلي "الألتراس" انتقاما منهم لخلافات سابقة، واستعراضا للقوة أمامهم وأعدوا لهذا الغرض أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع ومواد مفرقعة وقطع من الحجارة وأدوات أخرى مما تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، وتربصوا لهم في ستاد بورسعيد الذي أيقنوا سلفا قدومهم إليه. وأشارت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين إثر إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة، هجموا على المجني عليهم في المدرج المخصص لهم بالاستاد، وما أن ظفروا بهم حتى انهالوا على بعضهم ضربا بالأسلحة والحجارة والأدوات المشار إليها، وإلقاء بعضهم من أعلى المدرج، وحشرا فى السلم والممر المؤدى إلى بوابة الخروج، مع إلقاء المواد المفرقعة عليهم قاصدين من ذلك قتلهم. وأوضحت النيابة أن المتهمين وآخرين مجهولين قاموا بسرقة الأشياء المبينة وصفا وقيمة بالتحقيقات (مبالغ نقدية- أجهزة تليفونات محمولة- زى رابطة ألتراس الأهلى وأشياء أخرى) والمملوكة للمجنى عليهم، كما خربوا وآخرون عمدا أملاكا عامة (أبواب وأسوار ومقاعد مدرجات استاد بورسعيد وغيرها) والمملوكة لمحافظة بورسعيد، وكان ذلك بقصد إحداث الرعب بين الناس على النحو المبين بالتحقيقات. كما أن المتهمين أحرزوا وحازوا وآخرين مجهولين موادا تعد فى حكم المفرقعات (مخلوط البارود الأسود وبرادة الألومنيوم وأكاسيد المعادن ومادة كلورات البوتاسيوم) "واستعملوها فى التعدى على المجنى عليهم، وكان من شأن ذلك تعريض حياة الناس وأموال الغير للخطر، كما حازوا وآخرون مجهولون أسلحة بيضاء ''سيوف ومطاوى قرن الغزال وسواطير وسكاكين وجنازير وسنج وروادع شخصية'' وأدوات أخرى، مما تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص بقصد استعمالها فى نشاط يخل بالأمن والنظام العام، وطالبت النيابة بعد تلاوتها أمر الإحالة سالف الذكر تطبيق أقصي العقاب علي المتهمين. وقد واجهت المحكمة المتهمين بما نسب إليهم من اتهامات فأنكروها، ثم استمعت المحكمة, إلى أقوال شاهد الإثبات حسام ربيع محمد شحاتة، والذي قال إنه كان فى آخر مدرج جماهير الأهلي، وبعد انتهاء المباراة فى الدقيقة 90 فوجئوا بجماهير المصري قامت بالهجوم عليهم وبحوزتهم الشماريخ والعصى والأسلحة، وحاول الصراخ والاستنجاد بالأمن، إلا أن أحداً لم يتدخل مطلقاً. وأضاف شحاتة، أنه شاهد أصدقاءه وجماهير المصري يحملونهم من أعلى سور المدرج الشرقي ويلقونهم منه، وأوضح أنه دخل المباراة قبل بدايتها بربع ساعة، ولم يقم أحد بتفتيشه ولم يحمل تذكرة دخول، وكان الأمن متواجدًا ولكنه لم يحرك ساكنًا. بينما قال مدير عام استاد بورسعيد أنه لا يمكنه تحديد المسئول عن تلك الجرائم وأنه بصفته مدير الاستاد فهو مسئول بشكل فني فقط عن الاستاد وليس عن تنظيم المباراة. وأضاف أنه قبل بداية المبارة بربع ساعة أخبر مهندس الإضاءة، بعدم غلق الإضاءة بعد انتهاء المبارة، وذلك استعدادا لاحتفالات الانتصار بعد المبارة، لكنه فوجئ أثناء جلوسه في المقصورة بإطفاء الأنوار، فتحدث مع مهندس الإضاءة عن سبب ذالك فأخبره بأن عميد بالأمن المركزي هو من طلب منه إغلاق الأنوار، وأشار إلي انه كان يجب علي مهندس الاضاءة الرجوع له قبل تنفيذ طلب العميد مباشرة. وأضاف الشاهد أنه رأي بعض جماهير النادى المصري قد جاءوا للاحتفال ومن بينهم أشخاص لا يمكن تحديدهم ونزلوا الاستاد وأسرعوا إلى المدرج الشرقي الذى توجد به جماهير النادي الأهلي وحدثت الواقعة.