انطلقت في العاصمة السودانية الخرطوم، صباح اليوم، جولة هي الثانية من نوعها علي مستوي الخبراء المشاركين في اللجنة الثلاثية لحوض النيل من مصر والسودان وإثيوبيا. ومن المقرر الجولة أن تستمر علي مدار اليوم لمناقشة الأطر الفنية لمشروع سد النهضة الإثيوبي، والتي تطالب فيه القاهرة بمطالب فنية في إطار تقييم آثار السد في عملية البناء وتداعياتها علي الأمن المائي المصري فضلا عن مشاركة خبراء أجانب وبيوت خبرة، وهو الأمر الذي لم توافق عليه أثيوبيا وترغب في الاكتفاء بخبراء محليين من الدول الثلاثة. وفيما كانت الجولة بدأت بجلسة افتتاحية مشتركة بكلمة للوزير السوداني ثم أعقبها جلسة مشتركة ثم أخري منفصلة لكل وفد علي حدة وعادت للالتئام قيبل استراحة غداء مشترك للوقود. وقال مصدر سوداني في مقر الاجتماع التي تعقد بقاعة الصداقة بالخرطوم إن إجواء النقاش كانت هادئة ولم تشهد اي اشتباكات وأن الوزير السوداني بشر بإمكانية حدوث تطور إيجابي خلال اجتماع الوزاري المرتقب غداً. ويشارك اليوم في الاجتماع علي مستوي الخبراء للمرة الأولي وزير الموارد المائية والري السوداني المكلف قيبل ساعات معتز موسي، والذي من المقرر أن يحلف اليمن الحكومي في وقت لاحق، خلفًا للوزير أسامة عبد الله. وخلال إعلان التشكيل الوزاري اليوم قال نافع علي نافع، مساعد رئيس الجمهورية المنتهية ولايته، أن موسي لديه خبرات جيدة في الملف الذي أوكل إليه، كما أنه شارك في لجان الخبراء الفنيين التي انعقدت سابقًا ضمن وفد بلاده. ومن جانبه، أكد موسي، أهمية نهج الحوار المباشر الذي تبنته دول حوض النيل الشرقي الثلاث بشأن الموضوعات العالقة بسد النهضة الأثيوبي، والهادف إلى التوصل لحلول لكل المسائل العالقة، بما يخدم قضايا التنمية المستدامة لدول حوض النيل الشرقي في مصر والسودان وأثيوبيا. فيما أشار المهندس أحمد بهاء الدين، رئيس قطاع مياه النيل -رئيس الوفد المصري المشارك في اجتماعات الخبراء، إلى الرغبة المصرية الساعية لتحقيق التنمية لجميع دول الحوض بلا ضرر أو ضرار، كما أشار بهاء الدين، إلى حضور الوفد المصري بعقول وقلوب مفتوحة لاستكمال النقاش الذي بدأ الشهر الماضي مع المضي قدمًا في تحقيق التعاون المستدام الذي تنتظره جميع شعوب دول الحوض. وكانت جولة سابقة من المفاوضات قد انطلقت في الرابع من نوفمبر الماضي، فيما كان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قد استبق الجولة الحالية بإعلان واضح بدعمه لبناء السد قال فيها انه بناء السد سيكون له تأثير إيجابي علي السودان وسيعمل الخير للجميع، خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي هيل مريام دي سالين حيث يدشن خط الربط الكهرباء بسن البلدين ووقعوا علي 14 اتفاقية تعاون مشترك منها إنشاء منطقة تجارة حرة علي الحدود.