الإينديجو، الأزرق النيلى، أمير الألوان.. إنه لون "النيلة" أو "الزهر" فى الثقافة الشعبية المصرية، وأحد أجمل وأروع مسحات الأزرق عبر تاريخ وجغرافيا الكرة الأرضية من أعماق القارة الأمريكية إلى الهند والصين وإفريقيا قارة الألوان. خصصت مجلة البيت فى عددها الصادر الشهر الجاري صفحات للون الأزرق واستخدامه الساحر فى الكثير من قطع الديكور، حيث عرفه كاتب الموضوع يوسف رخا. "النيلي"، يعد منذ قديم الأزل لوناً أصيلاً وعميقاً إذ كان يمكن إبصاره فى قوس قزح؟ هل هو مزيج غير معتاد من الأزرق والأخضر أم أنه الأزرق وقد اعتراه شىء من عمق الفضة الرمادى ولمعتها المنطفئة، أم زهوة الذهب؟ أم أن الإينديجو هو ببساطة درجة خاصة من اللون البنفسجى؟ ولا شك أن اللون وتأثيره يتباينان بتباين استخداماته والخامات التى يلتصق بها، فمن البريق إلى الانطفاء ومن الداكن إلى الفاتح ومن الخشب إلى المعدن وأنواع القماش .. كلما رأيت الإينديجو رأيت لوناً جديداً، إلا أنه فى كل مرة يحدث ذلك التأثير القوى فى عاطفتك ويغير مزاجك، مهما يكن متخفياً. "هذا اللون فى واقع الأمر مزيج فريد بين الأزرق والبنفسجى، إلا أنه ينقل مدى بالغ الاتساع من الأفتح إلى الأغمق فيوحى عبر ذلك السلم الموسيقى البصرى بألوان لا حصر لها". "فقبل أن تتطور صناعة الألوان فى العصور الحديثة، كان الإينديجو الطبيعى أحد أهم المصادر النادرة جدًا للصبغة الزرقاء".