تمثل "أحداث محمد محمود" الأولى والثانية محطة مهمة فى محطات الثورة تجدد معها مطالبها المرتبطة بالكرامة الإنسانية وتطهير وهيكلة وزارة الداخلية، إلا أن هذا العام مع إعلان الإخوان نزولهم لإحياء تلك الذكرى التى لم يكن لهم فيها ناقة ولا جمل غلب التوتر على ترتيبات القوى الثورية لإحياء تلك الذكرى. وتبدأ القوى الثورية مشاوراتها من اليوم الأول من نوفمبر للإعداد لطبيعة التحركات والفعاليات لإحياء ذكرى تلك الأحداث فى 19 نوفمبر، وذلك بعد أن حسمت فيما بينها خلال الفترة الأخيرة الجدل حول النزول للشارع أو الامتناع عنه بسبب إعلان الاخوان اعتزامهم للنزول، مؤكدين نزولهم هذا اليوم ورفضهم لتواجد الإخوان، متوعدين لهم وكاشفين عن تدابير أمنية لمنع اختراق فعاليتهم وكذلك حزمة من المطالب الموحدة لرفعها فى تلك الذكرى. ويبدو أن الدعوى المقامة ضد حركة 6 إبريل للمطالبة باعتبارها منظمة إرهابية والتى سيتم نظرها والحكم فيها جلسة يوم 19 نوفمبر الجارى الموافق لذكرى أحداث محمد محمود، كان لها أثرها على ترتيبات الحركتين لفعاليات هذا اليوم، حيث أكد محمد كمال، نائب مدير المكتب الإعلامى للحركة فى تصريح خاص ل"بوابة الأهرام" أن الحركة مازالت تدرس ما ستقوم به من تحرك لهذا اليوم فى ظل تلك الجلسة وما سيترتب عليها وأنها ستحسم هذا خلال أيام سواء على المستوى الداخلى أو مستوى التنسيق مع جبهة طريق الثورة التى تعتبر جزء منها، مشيرا إلى أنها ستركز على إحياء الذكرى بفعالية مبتكرة وغير تقليدية لتقديم رسالة قوية لولي الأمر وللشعب، رافضا الكشف عن أى تفاصيل. بدوره قال مصطفى الحجرى، المتحدث الرسمى لحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، أن الحركة مازالت تعقد مشاورات مع القوى الثورية حول تنظيم شكل اليوم والمطالب، خاصة وأنه سيوافق الحكم فى الدعوى المرفوعة ضد الحركة وأنها تدرس الرد القانونى عليها حاليا، إلا أنه أكد نزولها فى شارع محمد محمود لإحياء تلك الذكرى، مشيرا إلى وجود اتفاق حول مجموعة من المطالب لرفعها فى هذا اليوم أبرزها: القصاص للشهداء والمصابين وتعويض ذويهم، هيكلة وتطهير الداخلية، ومحاكمة قيادات المجلس العسكرى السابق وقيادات الداخلية والشرطة العسكرية بما فيهم وزراء الداخلية السابقين الذين شهدوا أحداث محمد محمود الأولى والثانية وإقالة وزير الداخلية الحالى اللواء محمد إبراهيم وكذلك اللواء أحمد جمال الدين المستشار الأمنى لرئيس الجمهورية، ومحاكمة الرئيس المعزول مرسي، بالإضافة لإطلاق أسماء الشهداء على الشوارع. وكشف أن الحركة ستنزل بمجموعاتها كاملة وستشكل بمعاونة القوى الثورية لجان شعبية لغلق شارع منصور ويوسف الجندى لمنع دخول أى أحد من الإخوان أو أى عناصر مدسوسة تجاه وزارة الداخلية تجنبا لافتعال أى اشتباكات أوجر الثوار للاشتباك مع قوات الداخلية. وحول القلق من إعلان الإخوان نزولهم فى هذا اليوم، أضاف الحجرى "الإخوان مش هينزلوا لأنهم عارفين كويس أنهم هيطردوا ولن نسمح باستخدام التلويح بنزول الإخوان لأى فعالية وما قد يترتب عليه كفزاعة تمنعنا من العودة للشارع مرة أخرى لعرض مطالبنا، فالإخوان انتهوا فعليا فى الشارع". الشيء نفسه أكد عليه حاتم تليمة، المتحدث الإعلامى لجبهة طريق طريق الثورة (ثوار)، مؤكدا اعتزام الجبهة النزول إلا أنها ستبدأ اليوم مشاوراتها مع أعضائها لترتيب وتحديد طبيعة التحرك، مضيفا " لا نخاف من الإخوان وهم من خانوا الثورة والثوار وقت أن كانوا أغلبية فى البرلمان وتحالفوا مع المجلس العسكرى ضدنا وعليهم التظاهر فى مكان آخر بعيدا عن محمد محمود". اتفق معه عصام الشريف، منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمى والمتحدث الرسمى لها، مشيرا إلى أن القوى الثورية معظمها قررت النزول لشارع محمد محمود هذا اليوم إلا أنها مازالت تتشاور فيما بينها حول طبيعة الترتيب لليوم . فيما كشف هشام الشال، منسق حركة ثورة الغضب المصرية الثانية، أن الحركة ستدعو القوى الثورية للنزول إلى شارع محمد محمود مباشرة دون تنظيم مسيرات تجنبا لوقوع أى اشتباكات وعدم إنهاك المشاركين، مضيفا "أى إخوانى عارف أنه لو نزل واندس فى وسطنا هيضرب ويطرد وهنقفل الشوارع المؤدية للداخلية ولن نسمح للإخوان أو الداخلية بجرنا لأى اشتباكات ومطالبنا واضحة القصاص والعيش والحرية وتطهير الداخلية". لم يبتعد كثيرا حمادة الكاشف، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، مؤكدا مشاركة الاتحاد والتفافه حول نفس المطالب التى لم تتحقق بعد، بالإضافة إلى مطلب العدالة الانتقالية التى يتم اتخاذ أى خطوات جدية فيها حتى الآن، وكذلك محاسبة وزراء الداخلية السابقين وإقالة الوزير الحالى، مشيرا إلى أن التخوف من مشاركة الإخوان وافتعالهم لأى اشتباكات هو ما يدفع القوى الثورية للتشاور والتنسيق حول تأمين التحركات فى هذا اليوم منعا لاختراقها. وأكدت شيماء حمدى، القيادية بحركة شباب من أجل العدالة والحرية، نزول الحركة وتنسيقها مع جبهة طريق الثورة، لافتة إلى أن الحركة ستعمل خلال الفترة القادمة على عدة محاور أبرزها الحشد الإعلامى ليوم 19 نوفمبر والحشد على الأرض من خلال تنظيم سلسلة بشرية مطلع الأسبوع الثانى من الشهر الجارى لتوزيع دعوات للنزول، كما ستركز على إبراز خيانة الإخوان للثورة والثوار فى أحداث محمد محمود.