دعا السفير محمد مصطفى كمال سفير مصر لدى فرنسا القطاع السياحي الفرنسي العام والخاص إلى العمل على إنعاش السياحة الفرنسية إلى مصر. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السفير المصري خلال الأمسية التي أقامتها المجموعة السياحة الفرنسية - اللبنانية "آية" على شرف مصر الليلة الماضية بباريس. ونقل السفير للحضور تحيات وزير السياحة هشام زعزوع الذي حالت التزاماته بالخارج دون المشاركة في الأمسية، حيث يقوم حاليا بزيارة إلى ألمانيا..مشيرا إلى أن الوزير سيصل فى وقت لاحق اليوم /الثلاثاء/ إلى باريس حيث سيتفقد الجناح المصري بالصالون الدولي للسياحة والسفر "توب ريزا" المقام بالعاصمة الفرنسية. وأشار السفير محمد مصطفى كمال إلى أن وزير السياحة سيعقد غدا مؤتمرا صحفيا يتطرق من خلاله إلى الوضع السياحي في مصر وما تحقق على الصعيد الأمني خلال هذا الشهر. وأكد السفير المصري أنه ومنذ انطلاق المسار الديمقراطي في مصر في يناير 2011, فإننا تعاوننا وتواصلنا مع قادة صناعة السياحة في فرنسا لتوضيح بعض النقاط الخاصة بالوضع في مصر, والتأكيد على قدرات القطاع السياحي المصري. وأضاف أننا ندرك تماما أن القطاع السياحى يمر بأزمة تتعلق بالطلب من جانب دول أوروبا الغربية, وأنه يتعين علينا بذل كل جهد ممكن من أجل إنعاش السياحة المصرية..مشيرا إلى أن رؤيتنا للأمور تؤكد على خطورة العواقب التى تسببها الصورة التى تنقلها وسائل الإعلام (الأجنبية) والتي لا تكون بالضرورة موثوق بها حول الوضع الحقيقي في مصر. وأوضح السفير محمد مصطفى كمال أن هناك حقيقتين احصائيتين ملموستين للغاية تتعلقان بالسياحة فى مصر..والحقيقة الأولى تأتى مناقضة للصورة الاعلامية الحالية لحقيقة الوضع فى مصر, والأخرى تتعلق بالطلب من جانب القطاع السياحى الفرنسي والأوروبى بشكل عام على مصر. وقال إنه وعلى الرغم من أن العدد الإجمالى للسائحين الذين قاموا بزيارة مصر فى السنة المالية 2011 - 2012 قد تراجع بنسبة 2ر8 بالمائه مقارنة بالعام الذى سبقه, إلا أن هناك إرتفاعا بنسبة 8ر5 بالمائه فى العدد الاجمالى لليالى السياحية, وهو ما يعكس الزيادة فى متوسط فترة إقامة السائحين فى مصر. وأشار إلى أن الاستنتاج الملموس يكمن فى أن السائحين الذين تخطوا الصورة الإعلامية السلبية التى تصلهم والذين اخذوا مبادرة زيارة مصر, قاموا بتمديد فترة إقامتهم بشكل أكبر فى البلاد, وهو ما يظهر أنهم تأكدوا من الاستقرار فى البلاد ومن الاجراءات الأمنية المطبقة. وأضاف أن الأمر الآخر يفسر التغير الذى حدث فى توزيع التدفقات السياحية إلى مصر, وهو ما يتضح جليا فى أن السياحة القادمة من فرنسا كانت من بين الأكثر تأثرا, ونفس الحال بالنسبة لبريطانيا وإيطاليا بنسبة تتجاوز ال20 بالمائة..وفى المقابل, هناك سائحين, ربما اقل تأثرا بالصورة الإعلامية, يواصلون التدفق على مصر خاصة من روسيا, وألمانيا, وبولندا, وأوكرانيا. وأضاف انه وفقا لذلك, فإن دول غرب أوروبا هى الأكثر ترددا فى إستعادة الأنشطة السياحية إلى مصر إلى مستويات ما قبل الأزمة.. ومن بين الأسباب التي أتصورها هى طبيعة وسائل الإعلام, والأزمة الاقتصادية والمالية التي تؤثر على القوة الشرائية للشركاء الأوروبيين الرئيسيين لقطاع السياحة المصرية. وأعرب السفير المصرى عن أمله فى أن يسهم التعاون الثمين بين القطاعين السياحى العام والخاص فى مصر وفرنسا فى إنعاش السياحة الفرنسية إلى مصر, والتي تعكس العلاقات الثقافية والتاريخية بين البلدين. وحضر الأمسية عددا من الدبلوماسيين والمستشارين السياحيين فى السفارات الأجنبية فى فرنسا, والفاعلين فى القطاع السياحى الفرنسى, ورموز ثقافية وإعلامية فرنسية وغربية بالاضافة إلى أعضاء سفارة مصر بباريس وعدد كبير من ممثلى الصحافة الفرنسية والأجنبية والعربية بباريس. ومن المقرر أن يصل وزير السياحة هشام زعزوع فى وقت لاحق اليوم إلى باريس حيث سيتفقد الجناح المصري في الصالون السياحي الدولي "توب ريزا", كما سيعقد الوزير خلال الزيارة التى تستمر حتى يوم الجمعة القادمة عددا من اللقاءات مع كبار المسئولين الفرنسيين والعاملين الرئيسيين فى القطاع السياحي الفرنسي في إطار الجهود التي تبذلها وزارة السياحة لاستعادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، لاسيما من دول أوروبا ومن بينها فرنسا.