فاجأت حركة تمرد أمس الجميع بإذاعة بيان لها بشكل متلفز ظهر فيه مؤسسي الحملة محمود بدر ومحمد عبدالعزيز لأول مرة عبر التليفزيون الرسمى، داعية فيه الشعب للنزول للشوارع اليوم وتشكيل لجان شعبية لحماية الممتلكات الخاصة والكنائس والممتلكات العامة القريبة منهم. وقد أثار هذا البيان الذى سبق ونشرته الحملة عبر موقعها وعلى صفحتها الرسمية على فيسبوك عصرا جدلا شديدا على مواقع التواصل الاجتماعى تحول إلى هجوم على الحملة ومؤسسيها. ولعل اللافت للانتباه، أن هذا الهجوم لم يأت من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان، كما كان يحدث كل مرة بل كان هذه المرة من النشطاء المحسوبين على الثورة ممن أيدها ووقع معظمهم على استمارات تمرد وشاركوا فى الموجة الثالثة من الثورة فى 30 يونيو وما بعدها. حيث وجه هؤلاء انتقادات للدعوة التى أطلقتها الحملة فى بيانها، معتبرين أنها دعوة غير مسئولة تدفع للاقتتال الأهلى بخاصة فى ظل إعلان جماعة الإخوان وأنصارها عن تنظيم مسيرات وتظاهرات اليوم الجمعة، وهو ما اعتبره كثيرون يتناقض مع الدعوة التى أطلقتها الحملة من قبل للشعب المصرى بالنزول للميادين لتفويض الجيش ومؤسسات الدولة بالتعامل مع الجماعات الإرهابية وحفظ الأمن، وهى الدعوة التى وجهها الجيش نفسه للشعب وطالبه بها على لسان الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة. وقد دفع هذا الهجوم الحملة للتأكيد عبر صفحتها الرسمية ومتحدثها الرسمى بأن دعوتها لم تكن للتظاهر اليوم وأن اللجان الشعبية دورها فقط أن تحمى بيوتنا ومناطقنا السكنية، ولكن دور وواجب القوات المسلحة والأجهزة الأمنية حماية الشعب والشوارع والمنشآت من أى أعمال إرهابية، بحسب قولها. كما ساهم صدور بيان الحملة بهذه الطريقة لأول مرة منذ إطلاقها وظهور مؤسسيها فى بيان متلفز أذيع على التليفزيون الرسمى وخلفهم العلم المصرى – دون صفة رسمية- مثل بيانات المسئولين الرسميين بالدولة فى إثارة هجوم حاد على الحملة واتهامها بكونها صنيعة أجهزة أمنية وسيادية وأداة فى يد القوات المسلحة لتمرير رسائل معينة والحشد فى الشارع وتوظيف ذلك فى إدارة الصراع السياسي الحالى، على حد قولهم. ومن أمثلة التعليقات التى تم تبادلها على موقع تويتر: "دعوة المتحدث باسم "تمرد" للنزول للشوارع وتحريضه المبطن على الاقتتال الشعبي يبين أنه يتحرك بعقلية عسكرية وبتوجيه أمني مباشر". " محدش يسمع كلام محمود بدر بالنزول بكرة لا لحماية منشآت ولا غيره! بدر وتمرد صنيعة العسكر والمخابرات ولعبتهم.. أرواح الناس أهم من المنشآت". "بدر وعبدالعزيز طلعوا في نشرة الساعة 7..مش مؤتمر صحفي ومش حوار ومش برنامج.. لكن جزء من نشرة القناة الأولي.. حد يقولنا صفتهم الرسمية إيه فى الدولة عشان يظهروا فى الإعلام الرسمى بالشكل ده ويلقوا بيان يطلب من الشعب النزول للشارع ؟! ". " ازاي تطلب من الناس تفويض ضد ما أسميته إرهابا وبعدين بتسيب بتوع تمرد علشان يطلبوا من الناس تنزل تتصدى للإرهاب"، "أرفض دعوة حركة تمرد لتشكيل لجان شعبية فمسئولية الجيش والشرطة الحماية ومسئولية المواطنين الالتزام بحظر التجول"، "دعوة النزول وتكوين لجان شعبية هى دعوة للموت ولزيادة عدد الشهداء ودعوة عشان الشعب يشيل مع الدولة ويحاسب على الدم". وردا على تلك الاتهامات؛ أكد حسن شاهين، عضو مؤسس الحملة والمتحدث باسمها فى تصريح خاص ل "بوابة الأهرام" أن الحملة لم تدع للتظاهر وإنما كانت الدعوة لتشكيل لجان شعبية أمام المنازل وفى الشوارع لحماية الممتلكات وأنها تقدر دور الشرطة والجيش فى حماية الأمن القومى والمواطنين وترى ضرورة مساندتها. وحول خروج البيان بهذا الشكل؛ أوضح شاهين أنه فوجئ مثل الجميع وأنه لا يدرى ماهى الأسباب التى دفعت لذلك، مضيفا "يُسأل فى ذلك كل من محمود بدر ومحمد عبدالعزيز، فبالتأكيد هناك تفسير لكن لم أكن معهم ولا أعرف ظروف صدور البيان عبر التليفزيون". أوضح شاهين أنه يتفهم الشكوك التى تولدت لدى البعض بعد صدور هذا البيان، مطالبا الجميع بالتريث للوقوف على حقيقة ملابسات إخراجه بهذا الشكل، نافيا ما تردد حول أى علاقة للحملة منذ نشأتها بأى أجهزة أمنية أو سيادية ، مضيفا بسخرية " والله ده لو احنا بنشتغل مع المخابرات زى رأفت الهجان على كدة تبقى حاجة عظيمة ". أكد عضو مؤسس الحملة أن انحيازاتها الوطنية وثوابتها واضحة ومعلنة للجميع وأنها لن تسمح بأن تكون أداة فى يد أى مؤسسة أو أى فصيل أيا كان انتماءه لأن ولاءها الوحيد لمصر وللثورة ومطالبها، لافتا إلى أنها اتخذت مواقف مستقلة بعيدة عن مؤسسات الدولة وأبدت تحفظها ورفضها لبعض الشخصيات فى حركة المحافظين وفى الحكومة . أضاف المتحدث الرسمى ل"تمرد" : " لسنا أداة فى يد أحد لكن نحن جميعا الآن نواجه خطرا عظيما، فأمريكا تساند الإخوان.. والإخوان تسعى للاستقواء بالخارج من أجل تدخل أجنبي ظنا منها أن ذلك سيعيدها إلى السلطة وتركيا بدورها فى التنظيم الدولى للإخوان تساندها والجميع يقف ضد إرادة مصر وشعبها لذا فنحن فى حالة حرب ومن الطبيعى كمواطنين مصريين أن نصطف جميعا خلف الجيش بوصفه مؤسسة وطنية وأن ندعم الدولة فى حربها على الإرهاب ". يذكر أن "بوابة الأهرام" قد حاولت أكثر من مرة الاتصال بمؤسسي الحملة محمود بدر ومحمد عبد العزيز منذ إذاعة البيان لاستيضاح الأمر، إلا أن كليهما لم يجب على هاتفه. رابط البيان: https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=ZejUu_lAuLk#at=216