أعلنت روسيا، اليوم الجمعة، أنها لن تتخذ إجراءات انتقامية إثر قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلغاء قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب عدة خلافات. وصرح المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف بأن موسكو تأمل في أن تستأنف الاتصالات بين البلدين في وقت قريب بعدما تدهورت العلاقات إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عنه القول: "لقد تلقينا النبأ بهدوء، ونحن نعلم أن الاتصالات ستستأنف عاجلًا أم آجلًا". وردًا على سؤال لمعرفة ما إذا كانت روسيا ستتخذ تدابير انتقامية بعد إلغاء زيارة أوباما لموسكو أجاب اوشاكوف بالنفي. وقال: "لا، كيف يمكننا الرد على ذلك.. أعربنا عن خيبة أملنا بعد هذا القرار لكننا أكدنا أن الدعوة (للمجيء إلى موسكو) ما زالت قائمة". وأضاف: "نأمل في أن يتراجع الجانب الأمريكي عاجلا أم آجلا عن هذا القرار". وقرر الرئيس أوباما إلغاء القمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين التي كانت مقررة مطلع سبتمبر في موسكو، وبرر البيت الأبيض هذا القرار الأربعاء ب"قلة التقدم" في العلاقات الروسية- الأمريكية. وجاء ذلك بعدما منحت موسكو في الأول من أغسطس اللجوء الموقت لمدة عام للأمريكي إدوارد سنودن، الذي كان عالقا منذ 23 يونيو في مطار موسكو، الذي وصله قادما من هونج كونج. وطلبت الولاياتالمتحدة مرارا من روسيا إبعاد المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إلى بلاده، حيث يتهم بالتجسس، بعد أن كشف معلومات عن مراقبة واشنطن للشبكة الإلكترونية في العالم. واللقاء الثنائي بين أوباما وبوتين كان يفترض أن يعقد في موسكو في إطار التحضيرات لمحادثات سان بطرسبرج، لكن أوشاكوف قال اليوم الجمعة إنه لن يعقد أي لقاء بين الرئيسين الروسي والأمريكي على هامش قمة العشرين. وقال أوشاكوف في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية إن "زيارة الرئيس أوباما كانت مقررة والعالم أجمع كان يعرف ذلك. هذه الزيارة لن تجري". وأضاف "فيما يتعلق باللقاء في سان بطرسبورج، لم يتقرر (...) لأننا انطلقنا من مبدأ أن قمة ستعقد في موسكو". وشدد البيت الأبيض على أن قرار الغاء القمة مع بوتين ليس مرتبطا فقط بقضية سنودن وإنما بسلسلة خلافات اخرى مع الكرملين تشمل الأزمة في سوريا. وقال أوشاكوف أن بوتين كان مستعدا لإجراء محادثات ثنائية مع أوباما رغم غضب واشنطن بخصوص قضية سنودن، لكنه أضاف أن موسكو كانت مستعدة أيضا لاحتمال أن يقرر أوباما إلغاء اللقاء. وأوضح لوكالات الأنباء الروسية: "كنا مستعدين للزيارة وكذلك لاحتمال أن يتم إلغاؤها". وتابع "لهذا السبب كان ردنا هادئا (على قرار أوباما)". وبدلا من زيارة موسكو للقاء بوتين سيزور أوباما السويد لإجراء محادثات في طريقه إلى سان بطرسبرج. وعلق مصدر في الكرملين على ذلك بالقول "بالنسبة للمنطق الذي يقول إن هناك أمورا تبحث مع السويد لكن لا شيء لبحثه مع موسكو، فان ذلك يعتبر أمرا قابلا للبحث". وكان البيت الأبيض شدد الخميس على أن اتصالاته مع موسكو لن تتوقف بالكامل برغم إلغاء القمة. والتقى وزيرا الخارجية والدفاع من البلدين في واشنطن الجمعة لإجراء محادثات ركزت على الوضع في سوريا ومسالة نشر الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا. وقال أوشاكوف إن موسكو "مستعدة للعمل مع واشنطن حول كل القضايا، الثنائية والدولية".