كادت عازفة الفلوت إيناس عبدالدايم، أن تصبح أول امرأة تتولى وزارة الثقافة في مصر.. لكن شيئا ما حدث في اللحظات الأخيرة، وحال دون توليها المنصب، ولم يصدر أي تعليق رسمي يفسر ما جرى. غير أن العازفة المتميزة أيدت في مقابلة مع رويترز ما تردد حول تدخل قوى محافظة دينيا لاستبعادها من الحكومة المؤقتة التي شكلها الاقتصادي البارز حازم الببلاوي بعد أيام من عزل الجيش للرئيس الإسلامي محمد مرسي بعد احتجاجات شعبية حاشدة ضده. وبدلا من أن تؤدي إيناس عبدالدايم اليمين مع باقي أعضاء الحكومة الانتقالية يوم 16 يوليو الحالي أعيدت إلى منصب رئيس الأوبرا الذي كانت قد أقيلت منه في مايو الماضي بقرار من الوزير السابق علاء عبدالعزيز. وعن ترشيحها لمنصب وزير الثقافة قالت "قبلت المنصب وبلغت بالموافقة وبحلف اليمين. وقبل حلف اليمين حصلت محادثة وتفهمت جدا الوضع لأنه ما من شك أنه مازالت هناك بعض الضغوط الخارجية والداخلية." ورفضت الخوض في تفاصيل. وتابعت "يمكن مصر لسه مش مهيأة أن وزير الثقافة يبقى امرأة. طبيعي جدا"، وردا على سؤال حول تدخل قوى محافظة دينيا لمنع توليها المنصب قالت "أكيد طبعا مفيش شك". وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى تدخل حزب النور السلفي لمنع تولي إيناس عبد الدايم المنصب. وأثنت إيناس عبدالدايم على الوزير الذي عين في المنصب، وهو محمد صابر عرب الذي سبق له شغل المنصب في عهد مرسي. وكانت إقالة عبدالدايم من رئاسة الأوبرا في مايو أيار قد دفعت عشرات العاملين والفنانين بالأوبرا للاعتصام رفضًا للقرار. وانتقل الاعتصام بعد أيام قلائل إلى مقر وزارة الثقافة لينضم إليه العديد من المثقفين والكتاب والفنانين للمطالبة بإقالة عبد العزيز. واستمر الاعتصام لمدة شهر ونصف الشهر، وارتفع سقف مطالبه من مجرد إقالة وزير إلى عزل رئيس، وحال الاعتصام دون دخول عبدالعزيز مكتبه خلال الفترة القصيرة التي قضاها بالحكومة. وعن الاعتصام الذي تخللته عروض فنية وثقافية في الشوارع المحيطة بالوزارة في حي الزمالك بالقاهرة قالت عبدالدايم "أنا باعتبره من أعظم وأقوى الاعتصامات اللي حصلت في تاريخ البشرية. وكان له تأثير كبير جدًا في كل الأحداث إللي حصلت بعد كده من الثورة العظيمة إللي تمت في مصر" في إشارة إلى احتجاجات 30 يونيو التي انتهت بعزل بمرسي. واعتبرت أن إقالتها وعدد من قيادات وزارة الثقافة جاء في إطار "مخطط لتجريف الهوية والثقافة المصرية" من قبل جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي. وبعد ساعات من إقالتها من رئاسة الأوبرا صعد المايسترو ناير ناجي في موعد رفع الستار لبدء عرض (أوبرا عايدة) معلنًا إلغاء العرض في حدث غير مسبوق في تاريخ دار الأوبرا منذ بدء عروضها قبل أكثر من 140 عاما. ورفض جمهور العرض استرداد قيمة التذاكر تضامنا مع فناني العرض. وقالت إيناس عبدالدايم، التي حصلت على الدكتوراه في آلة الفلوت من فرنسا والحائزة على جائزة الدولة التشجيعية للفنون عام 2001: إن المرحلة المقبلة مرحلة "دعم الهوية المصرية والثقافة العربية الصحيحة من خلالنا.. دار الأوبرا."