يُجزم الأثريون والمؤرخون، أن قرية فاو قبلي من أقدم المدن المصرية والتي تعود لعصر الفراعنة، وكلمة "فاو" تعني بعث أي الجبل، وقد ذكرها العديد من المؤرخين العرب أمثال ابن جبير في رحلته، وياقوت الحموي في موسوعته "معجم البلدان". موضوعات مقترحة سيرة ومسيرة "أينشتاين العرب". .د.علي مصطفى مشرفة.. أحد العلماء السبعة الذين عرفوا سر الذرة| صور قبل زمن التغيرات المناخية.. كيف تغلب الفراعنة على برد الشتاء؟| صور استقر الشيخ إبراهيم الفاوي، صاحب الضريح الشهير بقنا، في قرية حملت اسم موطنه وموطن أجداده بالعراق "الفاو"، بشط العرب لقرية "فاو قبلي" بدشنا شمال قنا، التي يعني اسمها اللغة القبطية الجبل، وكان مثل صديقه وابن بلده الشيخ أبو الحجاج الأقصري الذي ولد في بغداد. قرر الزاهد والعالم الصوفي الشهير بأبي الحجاج الأقصري الاستقرار بالقرب من مناطق أثرية قديمة، حيث اختار معبد الأقصر، فيما اختار رفيقه وصديقه الشيخ إبراهيم الفاوي أن يقبع بالقرب من دير الأنبا باخوميوس بالقرية - هو مهدم حاليًا – والذي يعد من أقدم الأديرة المسيحية التي كان يأتي لها الدارسون سنويا من أنحاء العالم كافة في العصر الروماني، حيث كان يحوي مدرسة مثلما تؤكد المراجع الأثرية. والشيح إبراهيم الفاوي هو إبراهيم بن عمر بن على بن عبد الظاهر بن عبد المحسن، وينتهي نسبة للحسين بن علي رضي الله عنه ، نزل من الفاو بالعراق سنة 698ه إلى قرية فاو بدشنا، والتي يقع بها مقامه، وترددت الروايات حول كراماته التي يرددها الأهالي، ومنها حكاياته مع تماسيح النيل. تقول الحكاية الشعبية، أنه عاقب التمساح الذي التهم حماره الذي كان يجلب عليه المياه من النهر، وجعل التماسيح لا تمر بالمنطقة، إلا وهي مقلوبة على ظهرها - حسبما يعتقد الأهالي حتى الآن. ويقول الأثري د.محمود مدني ل"بوابة الأهرام" إن مسجد الفاوي الحالي تم بناؤه في القرن التاسع عشر، وهو يقع بالناحية الشرقية بقرية فاو قبلي بمركز دشنا، وهو مكون من حجرتين يتقدمهما فناء مكشوف، وللضريح واجهه متهدمة احتلت مئذنة المسجد العتيق المجاورة لها جزءًا كبيرًا منها، ولم يبق إلا على فتحة الباب وكتف بنائي"، لافتًا إلى أنه مازال الباب الأصلي موجودًا، و"هو منفذ بطريقة الخشب الخرط (معقلي قائم) وهو مكون من درفتين بكل درفة أربعة مناطق مربعة بكل منها زخرفة عنصر المفروكة والتي سميت باسمه. الجدير بالذكر أن أشرف أنور رئيس مجلس مدينة دشنا شمال قنا، تفقد بقايا دير الأنبا باخوميوس بشق الحجارة، بقرية فاو قبلي التابعة لمركز دشنا، ووجه بسرعة نظافته وإزالة جميع تراكمات القمامة والتعديات بالمنطقة، وإعادة إحيائه ليكون مزارًا سياحيًا رائجًا كسابق عصره. ودير الأنبا باخوميوس، هو أول دير يشيده الأنبا باخوميوس صاحب فكرة الشراكة في بناء الأديرة في بداية عهد دخول المسيحية لمصر، وقد تم جلب أحجاره من محاجر وجبال أسوان، وقد تحول الدير منذ بداية القرن العشرين لسوق شعبي، وتوقفت البعثات التي كانت تجري حفائر بالمنطقة لوقت قريب، وسط تحذيرات الأثريين من اختفاء الدير الأثري؛ بسبب التعديات . وأوضح أنور، أنه تعد تلك البقعة ثروة قومية وقبطية؛ لما تحتويه من تراث قبطي كبير، ممثلا في أعمدة الدير، والتي جرى تكليف رئيس القرية بنظافة المكان، ومنع إقامة أي أسواق فوقها، كذلك يجرى التنسيق مع مديرية السياحة والآثار بقنا لإعادة إحياء المزار، وجلب السياح لزيارته كما كان بسابق عهده. وتابع رئيس المدينة أن دير الأنبا باخوميوس كان من أهم المزارات السياحية بمدينة دشنا حتى عام 2010م، وذلك لقدسية المكان، والذي قد شيده الأنبا باخوميوس في الأربعينات في القرن الرابع الميلادي. وُلد الأنبا باخوميوس بقرية قصر الصياد 292 ميلادية، وتتلمذ على يد الأنبا بلامون السائح، وكان أحد المجندين بالجيش واعتنق المسيحية وترك الوثنية على يد الأنبا سرابيون أسقف دندرة، كما أسس الأديرة الباخومية في كل أنحاء مصر منها دير فاو قبلي وعرف بابي الشركة. وأشار إلى أنه جاءت إليه العديد من البعثات والتي أكدت وجود دير بالمنطقة من خلال أحدى البعثات الأمريكية بالتعاون مع معهد الدراسات القبطية، كذلك وجود العديد من الأساسات القديمة، والتي أظهرت إلى حد ما تخطيط الدير، كما أسفرت الحفائر عن وجود كنيسة لها تخطيط بازيلكى، ولها ثلاثة أبواب في جدارها الغربي الأوسط منهما هو الباب الرئيسي.