تروى بشرى فهيم أحمد عبد الحميد، فى العقد السادس من عمرها مأساتها خلف أسوار سجن النساء بالقناطر، حيث كانت تعيش فى بيت فقير بمدنية كفر الزيات بمحافظة الغربية، بنيت جدرانه من الطوب اللبن، وعندما حلمت ببناء شقة بالطوب الأحمر كى تساعد ابنها الأكبر ذو ال26 عامًا، على الزواج فيها، وبناء أخرى لأبناء شقيقتها المتوفاة، التى تركت أبنائها الأيتام أمانة فى عنق "بشرى" حتى تربيهم وتأويهم، فقامت بهدم جدران البيت، واقترضت 10 آلاف جنيه لشراء مواد البناء من طوب وأسمنت لتحقيق حلمها المتواضع فى بناء بيت لأبنائها وأبناء شقيقتها. بحزن شديد التقطت بشرى أنفاسها، كى تواصل حديثها مع "بوابة الأهرام" قالت إنها كانت تعمل فى أحد المنازل بالقاهرة طوال الأسبوع، وكانت تتوجه إلى أبنائها فى كفر الزيات نهاية كل أسبوع للاطمئنان عليهم وتوفير احتياجاتهم. وقالت بشرى إن أحد أبناء شقيقتها الذى ليس لديه عائلًا فى الحياة غيرها، كان مريضًا بمرض السكر فى الدم، وأثناء احتجازه فى أحد المستشفيات لمدة شهرين متواصلين لتلقى العلاج، توقفت عن بناء البيت ومن ثم توقف عن سداد الأقساط التى تعهدت لمن اقترضت منه المبلغ مقابل رده بفوائد تزيد على المبلغ الأصلى، ومقابل تحرير إيصالات أمانة "على بياض" لضمان جدية السداد. بعد أن عجزت بشرى عن سداد القسط الشهرى وقيمته 300 جنيه شهريًا، استعانت بوسطاء كى يسمح لها صاحب المال بالصبر عليها فى سداد المبلغ، إلا أنه رفض وأصر على أخذ المال دفعة واحدة، وعندما بلغته بعدم قدرتها على السداد أخبرها بأنه سيقاضيها بإيصال الأمانة التى وقعت عليه، فقالت له: "ده مال يتيم وإياك ومال اليتيم"، فأصر على رفضه وأخذ الفلوس بالمحكمة. وأقام صاحب المال دعوى قضائية على بشرى بموجب إيصال الأمانة التى وقعت عليه "على بياض"، لكنها فوجئت بأن صاحب المال قام بتحرير إيصال الأمانة لصالحه بمبلغ 60 ألف جنيه، وليس المبلغ التى اقترضته منه وهو 10 آلاف جنيه، وحصل ضدها على حكم بحبسها 5 سنوات، منذ 15/ 10/ 2011، ومنذ هذا التاريخ لم تعلم بشرى شيئًا عن أبنائها ولا أبناء شقيقتها الأيتام التى تركتهم فى كفر الزيات دون أحد يرعاهم، والتى بكت عندما تذكرتهم وكيف يعيشون دون عائل حيث كانت عائلهم الوحيد فى الحياة. وقعت بشرى وابنها وابن شقيقتها فى مشكلة أخرى، عندما ضغط عليهم صاحب المال فى التوقيع على محررات جديدة مقابل التنازل عن القضية المرفوعة على بشرى، وعندما قاموا بالتوقيع بالفعل أخبرهم بالتنازل فى جلسة المحكمة، وكانت الطامة الكبرى، عندما ذهبوا للجلسة على أمل التنازل على القضية فوجئوا بأنه لم يتنازل وقام بمقاضاتهم الثلاثة. وحول معاناتها مع المرض، قالت بشرى إنها تعانى من عدة أمراض منها أمراض القلب وتحتاج لإجراء عملية فى صمام القلب، والشرايين، وأنها أجرت عملية داخل سجن القناطر لتوسيع شرايين يديها بعد انسدادها إلا أن العملية تسببت فى عدم قدرتها على حركة اليدين بطريقة طبيعية. اختتمت بشرى قصتها والدموع تملأ عينيها قائلة: "نفسى أشوف ولادى معرفش الدنيا عاملة معاهم إيه خارج السجن.. معرفش عنهم حاجة من سنتين.. ربنا معاهم.. أهلى متوفين ومليش حد غير ربنا.. لا ليهم أب ولا أم وسيباهم فى حماية ربنا". وعلى من يرغب فى تقديم يد العون للغارمين التواصل مع محررة الباب، عن طريق إرسال البيانات وأرقام التليفون، عبر البريد الإلكترونى الخاص بالباب، وهو [email protected]، أو الاتصال برقم 27705513.