نختلف أحيانًا، لكن دائمًا ما توجد نقطة التقاء.. فشبابيك الاختلاف تارة ما تفتح لترى خلفها غيومًا من التعصب والعنصرية، وأخرى قد تفتح على شمس مشرقة تنير لك أنت ومن تختلف معه جسرًا، يقودكما معًا إلى مكان ما، مجمع الأديان.. تلك البقعة الروحانية التى تذوب على أعتابها جميع الاختلافات، وتحتضن بين أروقتها طقوسا مختلفة لثلاث.. بدءًا باليهودية ومرورًا بالمسيحية وانتهاءً بالإسلام.. ثلاثة أديان قد تبدو مختلفة لكل من اعتاد رؤية الغيوم، إلا أنها أديان نادت منذ بدء الخليقة بالتسامح وقبول الآخر، ونهرت كل ما ينادى بالتعصب والعنف.. تلك الأفكار التى أفرزها العقل الإنسانى، وتبرأت منها الكتب السماوية. بتلك الكلمات بدأت مجلة البيت فى عددها الجديد الشهر الجاري، وصفها لمكان يروى حكاية مصر، وحالة فريدة من التسامح الديني.. بلا حواجز.. حالة تكاد لا تراها إلا بين أحضان المحروسة. وما بين كلمات كاتب الموضوع عصام بدوي الباحثة عن نقطة الالتقاء وعدسة المصور أدهم مصطفي، وجدا أقدامهما تقودهما إلى مجمع الأديان القابع بين مبانى مصر القديمة، وتحديدا فى مدينة الفسطاط.. مكان واحد يحتضن بين جدرانه آثارا للديانات السماوية الثلاث، الإسلامية والمسيحية واليهودية.. حالة فريدة من الروحانية والقدسية يمتزج فيها صوت الأذان برنين أجراس الكنائس وصوت بوق "الشوفار" اليهودى إيذانا بإقامة الصلوات الثلاث.. رسالة أراد الله بها أن يؤكد لشعب مصر وحدته الوطنية عبر العصور المختلفة. وتحت سماء واحدة تقع عيناك على جامع عمرو بن العاص.. أول مسجد بنى فى مصر وإفريقيا، ورابع مسجد بنى فى الإسلام بعد مساجد المدينةالمنورة والبصرة والكوفة، شيد بجوار مجموعة من الكنائس والأديرة، التى شرفت بوجود المسيح عيسى بن مريم عليه السلام والسيدة العذراء خلال رحلتهما المقدسة إلى مصر، وبين هذا وذاك لا تفصل بينهم سوى عدة أمتار قليلة، نجد المعبد اليهودى، الذى شاهد عبادة موسى عليه السلام لله الواحد الأحد. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :