أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أنه لن يتعجل بالرد سريعا على ما يبدو من استخدام سوريا لأسلحة كيماوية، متخذا نهجا حذرا تجاه الصراع في سوريا يعكس وجهات نظر المواطنين الأمريكيين ومعظم أعضاء الكونجرس وبعض حلفاء الولاياتالمتحدة. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: إنه يوجد دليل على أن أسلحة كيماوية استخدمت في سوريا لكن هناك اشياء كثيرة ما زالت غائبة عن أجهزة المخابرات الأمريكية. وكان أوباما أعلن العام الماضي أنه إذا حدث استخدام أو نشر أسلحة كيماوية من قبل الرئيس السوري بشار الأسد فسيكون تجاوزا "لخط احمر". وأضاف أوباما قوله في المؤتمر الصحفي "لا نعرف كيف استخدمت ومتى استخدمت ومن استخدمها... ليس لدينا سجل لمتابعة الدليل يحدد لنا ما حدث على وجه الدقة". ولم يستبعد أوباما اتخاذ إجراء عسكري أو غير ذلك ضد حكومة الأسد. لكنه أكد مرارا على أنه لن يسمح بأي ضغوط عليه لاتخاذ قرار متعجل بالتدخل بدرجة أعمق في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين في سوريا. وتشير تصريحات أوباما إلى أنه من غير المحتمل أن تتخذ حكومة أوباما أي رد فعل سريع تجاه الأزمة في السورية رغم إعلان الرئيس الاسبوع الماضي أن هناك أدلة على أن الأسد استخدم غاز الأعصاب السارين على نطاق صغير. وكان السكرتير الصحفي لأوباما جاي كارني قال يوم الاثنين إنه لا يوجد حد زمني لإصدار حكم نهائي بشأن استخدام أسلحة كيماوية وعلى يد من استخدمت، وقال كارني "لا أود إعطاء جدول زمني". ويتوقع مسئولون أمريكيون في احاديث غير رسمية أن الأمر قد يستغرق أسابيع قبل اتخاذ أي قرار.. وتنفي سوريا استخدام أسلحة كيماوية. ولم يحدد المسؤولون بحكومة أوباما الأدلة "الفسيولوجية" التي لديهم على استخدام القوات السورية غاز السارين لكن مصادر بالحكومة، قالت انها تتضمن عينات دم من ضحايا مزعومين وعينات من التربة. وقال مسئول بالأمن الوطني الأوروبي اشترط عدم الكشف عن اسمه: إن الأدلة ستكون "شظايا" في أفضل الأحوال، لكنها تشير على ما يبدو إلى استخدام غاز السارين في حادثين منفصلين. وتحاشى أوباما أي تدخل أمريكي كبير في الصراع السوري منذ تفجره عام 2011. وشاركه في هذا الموقف كبار المسئولين بوزراة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الذين تحدثوا جهرا وسرا عن بواعث قلقهم بشأن حدود ومخاطر استخدام القوة العسكرية الأمريكية في ذلك البلد الممزق. ولم يتضح بعد هل أوباما يسير ببطء نحو اعتماد نهج أكثر نشاطا وفعالية. وقال أوباما دونما إسهاب أنه إذا تأكد ان اسلحة كيماوية استخدمت "فإن ذلك يعني أنه توجد بعض الخيارات التي قد لا نلجأ إليها في غير ذلك والتي سندرسها بشكل جدي." وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض كيتلين هايدن أن "مساعداتنا للمعارضة السورية تسير في منحنى صاعد وأنه (أوباما) أمر فريقه للأمن القومي بتحديد إجراءات إضافية حتى يمكننا الاستمرار في زيادة مساعداتنا." وكان أوباما وافق على تقديم معونات غير فتاكة للمعارضة السورية، لكنه احجم حتى الآن عن تقديم أسلحة.