قال اللواء عبد العزيز توفيق، مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، إن الإدارة استوردت أجهزة ومعدات لإطفاء الحرائق بقيمة 200 مليون جنيه. وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من الحرائق الضخمة بسبب عدم الاستقرار السياسى الذى تعيشه البلاد حاليًا مماجعل المولوتوف بأيدي الجميع، حيث أصبح وسيلة سهلة في أيدى الجميع لاستخدامها فى التشاجر والتعدى على المنشآت الهامة والحيوية بالبلاد. وأوضح اللواء توفيق، فى حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الإدارة العامة للحماية المدنية استعدت جيدًا لاستقبال موسم الحرائق الذي يبدأ فى الصيف من كل عام" وذلك فى إطار التطور المذهل على مستوى العالم فى مجال أجهزة الحماية المدنية للسيطرة على الحرائق بسرعة قبل تفاقمها. وأشار الى أن موسم الصيف يشهد معدلات أعلى بالحرائق نظرًا لارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأحمال الكهربائية على أجهزة التكيفات، مطالبًا المواطنين بالتأكد من سلامة الاسلاك الكهربائية المستخدمة فى توصيل الكهرباء بمساكنهم نظرًا لوجود البعض منها بالأسواق غير مطابق للمواصفات مما يؤدى الى اشتعال الحرائق. وأضاف أن الإدارة العامة للحماية المدنية قامت مؤخرًا باستيراد أجهزة ومعدات بلغت قيمتها 200 مليون جنيه، حيث تلقت الإدارة منحة إيطالية بقيمة 10 ملايين و400 ألف يورو تمثلت في توريد 46 سيارة إطفاء متوسطة، و7 سيارات إطفاء صغيرة، و3 سلالم إطفاء هيدروليكية. تم توزيع تلك السيارات على إدارات الحماية المدنية بعشر محافظات شملت القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والبحيرة، والسويس، والأقصر، والشرقية، والمنوفية، والبحر الأحمر، ومرسى مطروح، فضلا عن استيراد سيارات حديثة للكشف عن المفرقعات، وأحدث سلم هيدروليكي في العالم من الولاياتالمتحدةالأمريكية بقيمة 10 ملايين جنيه لإطفاء الحرائق في المناطق الصناعية ، مشيرا إلى أن السلم يمكنه ضخ 7 أطنان مياه في الدقيقة الواحدة ومرتبط بخزان مياه خلفه يحتوى على 30 طنا من المياه. وتابع مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، أن الإدارة استوردت كذلك جهاز تدريب (سميليتور) من ألمانيا بقيمة 8 ملايين جنيه لتدريب رجال الاطفاء على التعامل مع النيران خلال جميع أنواع الحرائق حيث يتم تدريبهم من خلاله على التعامل الفعلى مع نيران حقيقية ودرجات حرارة مرتفعة مماثلة للمواقف التى يواجهها وحول حجم البلاغات التى تتلقاها الإدارة العامة للحماية المدنية يوميًا، أكد اللواء عبد العزيز توفيق مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية أن الإدارة تتلقى يوميا نحو 500 بلاغ يتمثل 80 % منها فى حرائق بمخلفات بسيطة، ولكنها تسبب حملا علي رجال الحماية المدنية وسيارات الاطفاء، مطالبًا المواطنين بإلقاء القمامة في الأماكن المخصصة لها حفاظا علي البيئة من جانب وتوفيرا لجهود رجال الاطفاء للتعامل مع الحرائق الأخرى من جانب آخر. وفيما يتعلق بالصعاب التى يواجهها رجال الإطفاء أثناء تأديتهم لعملهم، قال اللواء توفيق إن رجال الحماية المدنية يواجهون العديد من الصعاب أثناء أداء واجبهم، بداية من تلقى مشرف غرفة النجدة للبلاغ" حيث يقوم بعض المبلغين بعدم إعطاء العنوان للمشرف بدقة أو بشكل خاطىء، وهو ما يصعب عملية وصول سيارات الإطفاء الي محل البلاغ، بالإضافة الى عدم ذكره لنوع الحريق حتي يتم تحديد السيارات اللازمة للبلاغ وعما إذا كان الحريق ضخما أم محدودا، فضلا عن الأزمة المرورية التي تواجه رجال الاطفاء أثناء الانتقال إلي مكان الحريق، وكذلك البلاغات الكاذبة والمعاكسات التي تعمل علي اشغال الخطوط الهاتفية أمام مقدمى البلاغات وتجهد رجال الحماية المدنية، الذين ينتقلون الي مكان البلاغ ويكتشفون عدم صحته. وأضاف أن رجال الحماية المدنية يواجهون أيضا صعوبات أخرى أثناء تأدية عملهم" حيث بمجرد تلقيهم للبلاغ وانتقالهم الفورى اليه يجدون أهالي المنطقة محتشدين أمام الحريق لمحاولة اخماد النيران، وهو شعور جيد ولكنهم عمليا يتسببون في تعطيل رجال الحماية المدنية عن عملهم. وطالب المواطنين بافساح المجال لرجل الإطفاء للعمل ومساعدته فى أداء واجبه عندما يطلب منهم ذلك" فضلا عن قيام العديد من المسئولين بالمصانة بإهمال وسائل الحماية من الحرائق" حيث يتم إغلاق ممرات الهروب فى حالة الطوارىء بالبضائع، وعدم متابعة أجراس الإنذار التى غالبا ما تكون معطلة، وكذلك عدم الاهتمام بصيانة حنفيات الحريق التى غالبا ما تكون فارغة، مطالبا إياهم بضرورة الالتزام بتعليمات الحماية المدنية والمحافظة علي معدات الحريق الموجودة بالمصانع. وحول أخطر البلاغات التي تعامل معها رجال الحماية المدنية مؤخرًا، قال اللواء عبدالعزيز توفيق مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، إن حريق محكمة باب الخلق، والنادى العام لضباط الشرطة بالجزيرة، واتحاد كرة القدم، ومصنع الكرتون بأكتوبر، وعقار الإسكندرية المنهار الذي راح ضحيته العشرات، وحادث قطار البدرشين كانوا من أخطر البلاغات التي تعامل معها رجال الحماية المدنية مؤخرًا وذلك نظرا لأن حريق نادى الشرطة واتحاد الكرة كان ضمن مظاهرات حاشدة بمنطقة الحريق أعاقت رجال الإطفاء من الوصول الى مكانى الحريق لفترة طويلة، وهو ما ساهم فى امتداد النيران. وأضاف أن حريق محكمة باب الخلق تمثلت خطورته في مادة "البلاك" الكيماوية التى يتم وضعها للعزل بالأسقف حيث ساعدت تلك المادة علي اشتعال النيران لفترة طويلة، وكلما كان رجال الاطفاء يسيطرون علي النيران كانت تتجدد مرة أخري بسبب تلك المادة الكيماوية، مشيرا الى أن الحريق بدأ في خمسة مكاتب إدارية فقط، وتم الدفع ب 12 سيارة إطفاء و3 سلالم هيدروليكية كبيرة وسلم متوسط من الحماية المدنية بالقاهرة، و3 سيارات إضافية من الحماية المدنية بالجيزة للمساعدة، الا أن النيران امتدت الى بقية المكاتب الموجودة بالطابق الثالث، نظرا لامتلاء سطح المحكمة بكمية كبيرة من الأخشاب التى تساعد علي اشتعال النيران، وكذلك احتواء المكاتب على كمية كبيرة من الأوراق. وفيما يتعلق بطبيعة عمل إدارة الحماية المدنية والبلاغات المختصة بها، قال اللواء توفيق إن الإدارة العامة للحماية المدنية مختصة بالتعامل مع بلاغات الحرائق، وانهيار العقارات، والكشف عن المفرقعات والتعامل معها، حيث إن الإدارة تمتلك أحدث الأجهزة والمعدات على مستوى العالم فى الكشف عن المفرقعات مثل أجهزة أشعة إكس والانسان الآلى للتعامل مع بلاغات المفرقعات، بالإضافة الى تأمين المباريات والاحتفالات العامة والمعارض الكبيرة، بالإضافة الى المرور علي المحاجر، وشركات البترول للكشف عن قانونية حيازتهم للمفرقعات. وأضاف أن الإدارة تضم أيضًا قسم الانقاذ النهرى وتعمل علي تأمين البواخر السياحية من الأقصر الي أسوان والعكس والتعامل مع بلاغات الغرق، وقسم المنشآت السياحية التي تمنح تراخيص العائمات السياحية للتأكد من اشتراطات الحماية المدنية، وقسم الأمن الصناعي لمسئول عن اصدار التراخيص للمصانع والمنشآت ومتابعتهم ومدي التزامهم بتوفير اشتراطات الحماية المدنية، بالإضافة الى معهد تدريب يعمل علي تنظيم دورات تدريبية للضباط والافراد والمدنيين والعاملين في المصانع والشركات والمنشآت في كافة المجالات على كيفية التعامل مع الحرائق ومواجهة الكوارث. وأكد اللواء توفيق أن الإدارة العامة للحماية المدنية تتعاون مع العديد من الجهات خلال تأدية عملها، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا كاملاً مع رجال القوات المسلحة البواسل في بلاغات الحرائق الضخمة وانهيار العقارات، بالإضافة إلى التنسيق مع الهئية العامة للأرصاد الجوية لتوفير النشرة الجوية بصفة يومية لاتخاذ الإجراءات الاحترازية، وكذلك التعاون مع وزارة السياحة في مجال تأمين المنشآت السياحية.