الحكومة تبعث برسالة اطمئنان لجميع المستثمرين| مدبولى: إزالة أي تحديات تواجه مشروعات القطاع الخاص    حصاد الوزارات.. وزارة الصحة تكشف 7 طرق للحماية من الإصابة بضغط الدم    هذا هو مستقبل مصر المشرق    44 ألف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    "المتحدة" توقع عقد شراكة مع تريد فيرز لتنظيم معرضى Cairo ICT وCAISEC    جمعهما لقاء سابق.. عبد الرحيم علي: المدعي العام للمحكمة الجنائية رجل عنيد يبحث عن العدالة    الصحة العالمية: ثلثا مستشفيات غزة خارج الخدمة بسبب أوامر الإخلاء والحرب    خبراء أمريكيون: تراجع حملة بايدن لجمع التبرعات عن منافسه ترامب خلال أبريل الماضى    رئيس لجنة الحكام يحضر مباراة الترسانة وحرس الحدود فى دورة الترقى    سام مرسي يتوج بجائزة أفضل لاعب في «تشامبيونشيب»    النيابة بحادث ميكروباص أبو غالب: انتشال جثث 11 فتاة وفقد 5 ونجاة 7 وإصابة 2    6 يونيو المقبل الحكم بإعدام المتهمة بقتل طفلتيها التوأم بالغردقة    موعد وقفة عيد الأضحى وأول أيام العيد 2024    القبض على طالب دهس سيدة بسيارته فى منطقة مصر الجديدة    ضبط المتهمين باختطاف شخص بسبب خلاف مع والده فى منطقة المقطم    محمد صبحى: تقدم الجامعات المصرية بالتصنيفات الدولية بلورة لتوجيهات القيادة السياسية    الصحة تفتتح الدورة التدريبية بجلسة "الكبسولات الإدارية فى الإدارة المعاصرة"    إقبال السياح على مكتبة مصر العامة بالأقصر (صور)    وزير الرى: 70 % من استهلاك المياه في الزراعة وإنتاج الغذاء    تضامن الفيوم تنظم قوافل طبية تستهدف الأسر الفقيرة بالقرى والنجوع    وزير الصحة يفتتح الجلسة الأولى من تدريب "الكبسولات الإدارية في الإدارة المعاصرة"    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    السكة الحديد: تخفيض سرعة القطارات على معظم الخطوط بسبب ارتفاع الحرارة    مجلس الوزراء يبدأ اجتماعه الأسبوعي بالعاصمة الإدارية لبحث ملفات مهمة    «جولدمان ساكس»: تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمصر ستصل إلى 33 مليار دولار    مسابقة 18 ألف معلم 2025.. اعرف شروط وخطوات التقديم    أحمد أيوب ل"هذا الصباح": ثبات موقف مصر تجاه فلسطين أقوى رد على أكاذيب إسرائيل    مصدر رفيع المستوى: ممارسة مصر للوساطة جاء بعد إلحاح متواصل للقيام بهذا الدور    موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بورسعيد    كيفية الحفاظ على كفاءة التكييف في فصل الصيف    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    أبرزهم بسنت شوقي ومحمد فراج.. قصة حب في زمن الخمسينيات (صور)    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    عاجل..توني كروس أسطورة ريال مدريد يعلن اعتزاله بعد يورو 2024    "لحصد المزيد من البطولات".. ليفاندوفسكي يعلن البقاء في برشلونة الموسم القادم    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب و"الغردقة لسينما الشباب"    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    سفير الاتحاد الِأوروبى بالأردن: "حل الدولتين" السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    سيدة «المغربلين»    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    الرئيس الصيني: السياحة جسر مهم بين الشعبين الصيني والأمريكي للتواصل والتفاهم    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    5 نصائح غذائية للطلاب خلال فترة الامتحانات من استشارية التغذية    51 مباراة دون هزيمة.. ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ في موسم استثنائي    البيت الأبيض: إسرائيل وافقت على طلبات أمريكية لتسهيل إيصال المساعدات إلى غزة    طريقة صنع السينابون بالقرفة.. نكهة المحلَّات ولذَّة الطعم    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    اجتماع الخطيب مع جمال علام من أجل الاتفاق على تنظيم الأهلي لنهائي إفريقيا    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس "القومي للأورام" يرد على أسئلة قراء "بوابة الأهرام".. ويؤكد: مسببات السرطان تحيط بالمواطن المصرى
نشر في بوابة الأهرام يوم 26 - 03 - 2013

لمزيد من التواصل مع قراء "بوابة الأهرام" ومن خلال خدمتها الطبية "العيادة"، وكما وعدناكم، تمت استضافة الدكتور خالد أبو العينين، مدير المعهد القومي للأورام فى حوار حول الأمراض السرطانية فى مصر، والرد على أسئلة واستفسارات القراء.
يذكر أن فكرة إنشاء المعهد القومي للأورام، كانت في خمسينيات القرن العشرين، وتحولت إلى واقع على يد الدكتور لطفي أبو النصر، مؤسس المعهد وأول عميد له وقد خلفه في عمادة المعهد الدكتور إسماعيل السباعي، الذي أدخل الجراحات الجذرية، لعلاج الأورام السرطانية إلى المعهد، وقام بتدريب العديد من الجراحين المصريين على جراحات الأورام، وأثمرت جهوده عن اعتراف جامعة القاهرة بطب الأورام كتخصص مستقل.
وبني المعهد القومي للأورام في الستينيات، وبدأ عمله سنة 1969 بسعة 270 سريراً، وقد تكلف بناؤه وتجهيزه آنذاك مليون جنيه مصري فقط، وكانت نفقات تشغيله في السنة التي افتتح فيها 83 ألف جنيه فقط، وكان يعمل به عند إنشائه 40 طبيبًا و150 من التمريض والعاملين بالخدمات الطبية المعاونة، يعملون لخدمة 5700 مريض جديد، و8000 مريض متردد على العيادة الخارجية، حسب إحصائيات العام الأول بعد الافتتاح.
وقد دار الحوار مع د. خالد أبو العينين، مدير المعهد أيضًا، حول أسباب الأمراض السرطانية، والمواد الغذائية التى نتناولها يوميًا وتسببها، وأيضا مخاطر التعرض لأسلاك الضغط الكهربائي العالي والتواجد بقربها، والهاتف المحمول، والمخاطر التى يتعرض لها عمال مصانع البلاستيك والإكليريك، وغيرها من الأمور المتعلقة بهذا الأمراض.
والدكتور خالد أبو العينين، هو أستاذ أمراض الدم والتحاليل، وتخرج في كلية الطب جامعة قصر العيني ويعمل بالمعهد القومي للأورام منذ عام 1988، وتدرج فى عدة مناصب حتى أصبح مديرًا للمعهد منذ عام ونصف العام.
* ماهى أكثر الأمراض السرطانية انتشار فى مصر الآن؟
- كان من الشائع جدًا الإصابة بسرطان المثانة والمعروف أسبابه بالإصابة ب"البلهارسيا"، ولكن الآن السرطان الذى يحتل رأس القائمة السرطانية فى مصر، هو سرطان "الكبد"، حيث يعاني الآلاف من المصريين بفيروسات "سى وبى" والالتهاب الكبدي الوبائي والذى قد يتحول فى كثير من الحالات إلى سرطان.
* وكيف يكتشف مريض فيروس "سي" إصابته بسرطان الكبد؟
- من خلال متابعة المريض عند الطبيب المختص والفحص المستمر، وتحاليل دلالات الأورام والتى يشير عليه الطبيب به إذا ما لاحظ تغيرات فى حالته المرضية.
* ما هى الأمراض الأخرى التى يمكن أن تتحول إلى أمراض سرطانية؟
- ليس بالضرورة أن يتحول مرض ما إلى مرض سرطاني، فالأمر مختلف مع الإصابة بفيروس "سي" والذى يمكن أن يتحول فى بعض الحالات إلى سرطان، لأنه يعمل على خلايا الكبد ويمكن أن يتحور فيها إلى سرطان ولكن يمكن أن تتحول الأورام الحميدة إلى خبيثة فى بعض أنواع منها مثل سرطان الثدي مثلًا.
* ماهى معدلات الشفاء العالمية لأمراض السرطان، ومقارنتها بمثيلتها فى مصر؟
- لا نستطيع القول إن معدلات الشفاء من الأمراض السرطانية عامة، خصوصًا أن الأمراض السرطانية ليست مرضًا واحدًا كما هو شائع فى مصر، بل عشرات من الأمراض، فعلى سبيل المثال سرطان الثدى عند النساء ليس نوعًا واحدًا من الورم، بل أنواع عدة من الأورام مختلفة الأسباب والنتائج، منها أنواع انقسام الخلايا فيها أقل، ومنها أنواع أخرى سريعة الانتشار فى الجسم، فكل عضو من أعضاء الجسم يمكن أن تصيبه مجموعات من الأورام.
والشيء الآخر الذى يجعل من الصعب أن تكون هناك معدلات شفاء متساوية أومحددة، هو المرحلة التى تم تشخيص المرض السرطاني فيها، فتتوقف المعدلات هنا على سؤال مهم للغاية، وهو هل بدأ العلاج مع المريض فى بداية انتشار المرض فى جسده، أم كان فى حالة متأخرة صعب معها الشفاء من الأساس.
* لكن بالفعل معدلات الشفاء من الأمراض السرطانية أعلى فى الخارج.. ويحققون نتائج مذهلة؟
- د.خالد: فى الخارج لا يتفوقون علينا فى الناحية الطبية، ولكنهم يتفوقون علينا من الناحية الخدمية ورعاية المريض، بالإضافة إلى درجة وعى المريض بمرضه، وبعضهم يدخلون جلسات لتعلم تحدى المرض والتغلب عليه، أيضا مدى اهتمام الدولة فى الخارج بالمريض بشكل عام وتوفير كل النفقات الازمة له، وتوفير سرير ينام عليه بالمستشفى لتلقى العلاج، وهذا أضعف الإيمان الذى لا يحصل عليه الطبيب المصري، فتلك هى الأسباب التى تعطى فرقًا فى معدلات الشفاء من عدمها.
* معدلات الإصابة بأمراض السرطان بين المصريين أصبحت فى تزايد، تُرى هل هناك أسباب جديدة وراء المرض بخلاف المتعارف عليها؟
- هناك زيادة حقيقية وزيادة غير حقيقية، الزيادة غير الحقيقية ترجع إلى أنه أصبح الآن يتم تشخيص مريض السرطان فى النجوع والقرى، وأصبح أى طبيب قادر على اكتشاف المرض وتحويل المريض لمركز مختص، فى حين كان المرضى بالسرطانات فى الماضي، يعانون مع المرض ويموتون دون أن يُعرف مرضهم، وهناك أيضا زيادة حقيقية فأعداد المرضى فى تزايد، وأيضًا اختلفت المراحل العمرية للمرضى، فمن قبل كان عمر مريض السرطان يتعدى الستين، أما الآن فالمريض يمكن أن يكون طفلًا أو شابًا فى العشرينات، مثل سرطان "القولون" مثلًا كان يصاب به كبار السن، أما الآن فهو يصيب الشباب، والإصابة بهذا السرطان تحديدًا ترجع إلى عاداتنا الغذائية مثل الأكلات الحريفة و"المسبكة"،مضيفًا ناهينا عن الأسباب الحقيقية للإصابة بالسرطانات وهى التلوث الهوائى والمائي، والمبيدات المسرطنة، وحقن الدجاج بالهرمونات، وكذلك حقن الخضر والفاكهة، والمواد الحافظة فى الأغذية فالمواطن المصري محاصر بكل هذه الأسباب.
* كم مريض يستقبله المعهد القومي للأورام فى العام؟
- يستقبل المعهد 200 ألف حالة لمرضى السرطان سنويًا، والحالات الجديدة بين 20 ألفًا و25 ألفًا سنويًا(أى الحالات التى يظهر عليها المرض حديثًا)، وقد تم إخلاء المبنى القديم المكون من 13 طابقًا، و كانت طاقته 700 سرير، وانتقلنا إلى المبنى الشمالي المكون من 7 أدوار فقط عدد الأسرة به فقط 300 سرير، فى الوقت الذى يزداد فيه أعداد المرضى، وتم منحنا مستشفى التجمع الأول للمعهد القومي للأورام وهو بديل رائع، ولكنه للأسف بعيد على المرضى خصوصًا القادمين من المحافظات، ولكننا حوَّلناه إلى مركز لعلاج الثدي وهذا سيخفف بلا شك من حالة التكدس بالمعهد، وجهزناه بأجهزة حديثة وسيعمل بأول حالة قريبًا، وسيتم أيضا وضع حجر الأساس لمستشفى الشيخ زايد للأمراض السرطانية الخميس القادم بمدينة السادس من أكتوبر، وسندعو لحملة تبرعات لإقامته على غرار مستشفى سرطان الأطفال وستكون تكلفته 1.5 مليار جنيه.
* كم تنفق الدولة على المعهد وهل تكفى المرضى واحتياجاتهم؟
- الميزانية المخصصة للمعهد القومي للأورام لا تكفى 10% من نفقاته، ونعتمد على 90% من نفقاتنا على التبرعات ولا تكفى، خصوصًا أن 80% من مرضى المعهد يعالجون مجانًا، فقط يدفع عشرة جنيهات وهى قيمة رمزية لفتح ملف، ويتردد على المعهد 20 % من مرضاه يعالجون على نفقة الدولة والتأمين الصحي، مضيفًا حتى العلاج على نفقة الدولة، لا يغطى جميع نفقات مريض السرطان.
وننتقل من حوارنا مع الدكتور خالد أبوالعينين لعرض أسئلة القراء عليه والرد عليها، وأيضا تدخلت "بوابة الأهرام" فى الحوار للوقوف على تفاصيل رسائل القراء أكثر ومواجهة مدير المعهد بها، وإليكم التفاصيل:
* قال القارئ أحمد عبد الغني: إنه يقع الاختيار على أشخاص بعينهم فى قائمة العلاج على نفقة الدولة طبقًا للمحسوبية والوساطة، وأنه رغم حاجته المادية الملحة، إلا أنه لم يدرج فى هذه القائمة، وتساءل ماهو دور المعهد القومي للأورام فى ذلك؟
- أجاب عن شكواه د.خالد قائلًا: يوجد إدارة العلاج بأجر بالمعهد تابع لها إدارة العلاج على نفقة الدولة، ويكون عملها مختصرًا فى ملء استمارة للمريض، وإرسالها إلى وزارة الصحة لعمل اللازم والموافقة عليها، مضيفًا أن كل الإجراءات تتم دون تدخل المريض أو تكلفته أى أموال، مضيفًا، هناك بعض الخدمات بين هذه الإدارة وبين وزارة الصحة هى المسموح فيها بالعلاج على نفقة الدولة، كالأدوية باهظة التكاليف فإننا نطلب وزارة الصحة بخطاب رسمي أن يكون دواء هذا المريض على نفقة الدولة وأن يصرف له فى أوقات محددة.
* القارئ محمد عبد السلام، يقول إنه لا يحصل على دوائه المدون على نفقة الدولة، وأنه يضطر لشرائه على حسابه الخاص رغم أنه باهظ التكاليف، علمًا بأن حالته المادية متعثرة ؟
- أجاب د.خالد: الإجراءات تستغرق عدة أيام ما بين المعهد ووزارة الصحة، لكن فى بعض الأحيان هناك أدوية تكون غير موجودة وهذا شيء خارج عن إرادتي، مضيفًا أن شركات الدواء التى نتعاقد معها على الأدوية نظرًا لظروف البلد فإنها تستغرق وقتًا فى الإفراج الجمركي عن الأدوية التى تستوردها من الخارج، أو نتيجة لارتفاع سعر الدولار، ففى هذه الحالة على المريض أن ينتظر حتى يتم صرف العلاج له.
* فى هذه الحالة يضطر المريض لشراء الدواء الذى لا يقدر فى الغالب على شرائه أو يموت؟
- ولا يوجد مريض فى معهد الأورام يشترى دواءً على حسابه، وعندما لا يتوفر الدواء فى وزارة الصحة أو فى المعهد فإن جمعية أصدقاء المعهد القومي للسرطان يبحثون عنه فى كل مكان حتى يوفروه للمريض.
* لكنك قلت إن بعض أنواع الدواء تتأخر بالفعل، فماذا يفعل مريض السرطان فى هذه الحالة؟!
- وماذا أفعل كمعهد قومي، كيف أوفر دواء ليس عندي.
* أما القارئ عمرو عبد الغفور، فذكر أنه جاء بوالدته البالغة من العمر اثنتين وستين عامًا من محافظة كفر الشيخ، وكانت مصابة بسرطان الثدى، وتم تحويلها من الطبيب المعالج لها للعلاج بالمعهد القومي للأورام وعمل عملية "بتر" فورًا لها..ولكنه فوجئ برفض استقبال والدته من قبل إدارة المعهد، بدعوى عدم وجود سرير لها.. وختم القارئ رسالته قائلًا: وقد توفيت والدتي؟.
- فأجاب د.خالد: كما ذكرت سابقًا المبنى لا يوجد به سوى 300 سرير فى الوقت الذى يتردد على المعهد من 20-25 ألف حالة جديدة لمرضى السرطان سنويًا، والمعهد هو المركز الوحيد فى مصرويعالج بالمجان، لذلك يلجأ إليه الآلاف من المرضى، ومن الطبيعي أننى لا أستطيع استضافة الحالة المذكورة، وخصوصًا لو كانت حالتها متأخرة، فالأسرة ال300 أما ينام عليها مريض خضع لعملية جراحية، أو مريض سيتم خضوعه بعد يوم أو أكثر لعملية جراحية، ونرفض حالات بالفعل كثيرة لعدم وجود مكان لها أو ليس لها علاج لأنها فى مرحلة متأخرة من المرض أو أن المريضة سنها كبير والعلاج الكيماوي سيقتلها.
* ومن يبت فى حالة المريض الداخل إلى المعهد ، من يقول إذا كانت حالته لا تصلح من الأساس؟
- المريض عندما يحضر إلى المعهد، يلتقى موظفًا يحرر له ملفًا ويحوله إلى عيادة الاستقبال، وفى هذه العيادة أطباء يطلعون على التحاليل والأشعة لحالته، أو يحولونه لعمل التحاليل والأشعة المطلوبة، ومن ثم يتم البت فى حالته إذا كانت تستدعى إجراء عملية جراحية أم لا، أو حجزه بالمستشفى أم لا، وإذا لم يكن غير موجود له سرير أخبر المريض بأننا سنضعه على قائمة انتظار الأسرة وأنه عليه أن يمر علينا بعد أسبوع مثلًا، وبعد أن يأتى من الممكن ألا يجد سريرًا، فيتم التأجيل مرة أخرى.
ويستطرد قائلًا: هناك مريض يأتى من محافظة بعيدة ويتردد على المعهد كل 3 أسابيع ولا يجد سرير ويشتكى لى أكثر من مرة وأنا لا أملك حلًا لمشكلته، مضيفًا أنه على وزارة الصحة ومراكز السرطان التابعة لها أن تحل مشكلة هؤلاء المرضى فالمعهد القومي بمفرده لن يستطيع.
* إذن بين قوائم انتظار الأسرة، وقوائم انتظار العمليات الجراحية، يقع مرضى السرطان صرعى قبل أن يناله الدور؟
- المعهد القومي للأورام ليس مختصًا بعلاج جميع مرضى السرطان فى مصر، فهو غير قادربإمكاناته على علاج سوى 20% من مرضى السرطان فى مصر، وهناك العديد من مراكز الأورام الكبيرة، مثل معهد ناصر، و9 مراكز لعلاج الأورام تابعة لوزارة الصحة، غير أن هناك مراكز أخرى بالمحافظات، متسائلًا فلماذا إذن يتحمل المعهد القومي المسئولية وحده، مضيفًا أن المعهد القومي حين أنشأ فى الستينيات كان بهدف تدريب الكوادر وتوحيد البروتوكيلات بيننا وبين الدول الأخرى ولكنه مع الوقت أصبح أيضًا مركزًا لعلاج الأورام لكن دون إمكانات كافية.
وإلى استفسارات القراء الواردة:
* القارئة هدى أحمد، قالت عن مشكلتها إنها تخضع للتأمين الصحي وتتردد على المعهد للعلاج من سرطان الثدي، ولكنها لا تحصل على كل الأدوية؟
- د.خالد: هناك مخاطبات بين المعهد وبين التأمين الصحي فى احتياجات مريض التأمين الصحي، فمثلا أطالب التأمين بصرف دواء أو عمل أشعة للمريض وهكذا.
* القارئ رامي جورج، يقول إنه يعمل بمصنع لصناعة مادة "الأكليريك" حيث يتعرض لاستنشاقها بحكم عمله.. وقال له البعض إنها تسبب الأمراض السرطانية.. فهل هذا صحيح؟
- أجاب د.خالد: هناك العديد من الصناعات الضارة مثل البتروكيماويات، والبلاستيك، وغيرها والتى يمكن أن تسبب بالفعل الإصابة بمرض السرطان، ومن المفترض أن تكون بهذه المصانع وحدة أمن وأمان من أجل سلامة العمال بها، وذلك بتوفير ملابس خاصة لحمايتهم من استنشاق أو التعرض لهذا المواد الضارة، ولكن للأسف لا تُفعَّل وسائل الحماية، ولا يوجد رقيب عليها.
* أما القارئ سمير محمد يقول إنه يعمل فني أشعة وسؤاله ماهى الإجراءات الاحتياطية التى يجب اتباعها حتى لا يصاب بالسرطان؟
- د.خالد الأشخاص الذين يتعرضون للأشعة معرضون للإصابة بالسرطان فى حال لم يرتدوا الملابس الوقائية المخصصة للحماية من الأشعة، لأنها تصنع من الرصاص وتكون ثقيلة والعامل لا يفضل ارتدائها وهذا يعرضه للخطر.
* تسأل القارئة مى عبد الحميد، عن أن أطفالها يحبون"الشعرية سريعة التحضير" جدًا.. وأنها قرأت عدة تحذيرات بخصوصها، وأنها تسبب الإصابة بالسرطان فهل هذا حقيقي؟
- د. خالد: المواد الغذائية المضاف إليها مواد حافظة بشكل عام يمكن أن تؤدي لخطر الإصابة بالسرطان، كذلك المقرمشات والبطاطس المحفوظة، والحلويات، فالمادة الحافظة من أخطر المواد على جسم الإنسان، وأنصح بعدم تناولها.
* أيضا القارئ مصطفى أبو العينين، يقول إنه يعمل "فني" فى محطة كهرباء، ويتعامل مع أسلاك الضغط العالي فهل هذا يعرضه للإصابة بمرض السرطان؟.
- د.خالد: بكل تأكيد خطوط الضغط العالي فى مصر كارثة كبرى على حياة الإنسان، فهى تزيد من نسب الإصابة بالسرطان فى الأطفال، وتحدث تغيرات فى النخاع تؤدي لسرطان، وأيضا تسبب "اللوكيميا"سرطان الدم، والحل أن تدفن تحت الأرض فهى فى هذه الحالة لن تسبب أى ضرر.
وحول سؤال عن أبراج المحمول، أجاب د.خالد: أبراج الهاتف المحمول لم يثبت حتى الآن أنها تسبب الإصابة بأمراض سرطانية بشكل علمي وهناك أبحاث تجرى عليها ولكن لم تثبت بعد خطورتها.
* والقارئة منال عبد اللطيف، تقول إنها تتحدث فى الهاتف المحمول لساعات طويلة فى اليوم، وأنها تشعر بدوخة وصداع.. وتسأل هل لهذا علاقة بالإصابة بسرطان المخ؟
- أجاب د. خالد: قرأت أن المحمول يسبب موجات كهربائية بالمخ، وأنها تؤثر على خلاياه ولكن حتى الآن لم تثبت دراسة علمية واحدة ذلك، فحتى الآن ليس شيئًا مؤكدًا.
* يسأل أحد القراء: هل هناك علاقة بين الإصابة بالقولون العصبي وسرطان القولون؟
-أجاب د.خالد: على الإطلاق ليس هناك أدنى علاقة بينهما، فعدد كبير من المصريين يصابون بالقولون العصبي نتيجة للاضطرابات النفسية، والتوتر، وأيضًا ثقافتنا فى الطعام، بالإضافة إلى الجزء الوراثي.
* القارئة عبير، تقول إنها تعرضت لإصابتين بأورام حميدة فى الثدى، وتسأل هل هى معرضة لإصابات أخرى، وهل يمكن أن تكون عرضة للنوع الخبيث؟.
- أجاب د. خالد: مثلها فى ذلك مثل أى سيدة يمكن أن تتعرض للإصابة مرة أخرى، وأيضًا من الممكن أن تتعرض للنوع الخبيث، والسيدات عليهن أن يتابعن ثديهن جيدًا، فإذا ظهرت أعراض مثل ظهور تكتلات قبل الدورة الشهرية ولم تختف بعدها، وزادت فى حجمها فعليها باللجوء لطبيب أورام فورًا، مضيفًا أن سرطان الثدي يصيب السيدات من جميع الأعمار، مشيرًا إلى أن المعهد لديه وحدة كشف مبكر، وتلجأ إليها العديد من السيدات للاطمئنان على أنفسهن، وتعليمهن كيفية الكشف على ثدييها بنفسها.
* هل حقيقي أن الرضاعة تحمي من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟.
-أكد د.خالد: هذا حقيقي، فالرضاعة تحمي خلايا الثدي وتجعلها مقاومة للخلايا السرطانية.
* القارئ محمود يوسف، يقول: إن والده تعرض للإصابة بسرطان الكبد، واكتشفوا المرض منذ أربعة أعوام، وأن الطبيب أشار عليه بعدم إخضاعه للعلاج الكيميائي، ويسأل هل يأخذ بقول الطبيب؟
- أجاب د.خالد: يخضع المريض للعلاج الكيميائي أو لايخضع طبقًا لحالته، وربما وجد الطبيب أن الحالة المذكورة فى مرحلة متأخرة من المرض، وأن عمره كبير لا يتحمل مشقة العلاج الكيميائي، وأنه يكتفى بعلاج بالمسكنات حتى يتوفى، مضيفًا أنه لا يوجد فى الأمراض السرطانية ما يسمى بأحد الاختيارين.
وقد أشار د.خالد إلى ما يسمي بالقتل الرحيم لتخليص المريض الميئوس من علاجه، فيقول: فى العالم كله يخضع ذلك لبروتوكول معين، وما نتحدث عنه فى أمراض السرطان لا يخضع لها، ففى بعض الحالات أجد أن مريض السرطان فى مرحلة من المرض لن يفيده فيها العلاج الكيميائي ولن يؤثر على الخلايا السرطانية بل سيضر بأجزاء أخرى من الجسد، هنا يتخذ الطبيب قراره بعدم إخضاع المريض للعلاج الكيميائي لعدم تعرضه لمشاكل أخرى، لأننى إذا أخضعت المريض للعلاج الكيميائي فى مرحلة متأخرة من المرض وكأنني أعطيه "سُم" يقتله، وعلى العكس فالحالة فى هذه لا أقتله ولكنني أرحمه.
* القارئ حسن عبدالعال، يقول إن ابنه مصاب ب "لوكيميا الدم" (سرطان الدم) وأنه يتردد على المعهد ولا يتوفر له مكونات الدم التى يحتاجها، ويشتريها من خارج المعهد؟.
- فأجاب د.خالد: المشكلة التى يتعرض لها مريض اللوكيميا أو الأمراض السرطانية التى تحتاج لصفائح دموية، هى أن هذه الصفائح لا يتم تخذينها أكثر من يومين على الأكثر، ويقل عدد المتبرعين بها، كما أن سعر الكيس منها يصل إلى 600 جنيه، وفى هذه الحالة أطلب من المريض إما أن يشتريها، أو يحضر أقارب له للتبرع، فللأسف هناك أقارب يرفضون التبرع، حيث إن عملية نقل الصفائح الدموية مرهقة، وتستغرق حوالي 3 ساعات.
* أرسل أحد القراء من موظفي المعهد القومي للأورام- رفض ذكر اسمه- إلى "بوابة الأهرام" برسالة قال فيها إنه يتم تعيين الموظفين فى المعهد طبقًا للوساطة والمحسوبية، علما بأن مدير المعهد يعلم ذلك، ووعد فى أول اجتماع بالعاملين بعد توليه المنصب بالقضاء على ذلك.
- أجاب د. خالد: بالفعل كان يتم ذلك خلال السنوات الماضية، حيث كان يتم تعيين أقارب الموظفين وأصدقائهم دون الرجوع إلى خبراتهم وكفاءتهم وأعلم ذلك وأتصدى له، و الإعلان عن الوظائف كان داخليًا، ولكن فى الفترة القادمة سيكون الإعلان خارجيًا وسيقع الاختيار على الموظف بعد مقابلة شخصية معه من خلال لجنة مختصة تضع معايير محددة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.