دباديب حمراء، يحيطها الورد وفترينات ازدانت بالعطور والهدايا من كل شكل ولون.. إنها طقوس عيد الحب أو "الفالنتين"، الذي يواكب اليوم 14 فبراير، لكنه يأتي هذا العام في مصر وسط صخب وضجيج وأوضاع اقتصادية متردية أفقدته فرحته ورونقه وبريقه. "بوابة الأهرام" رصدت الاحتفالات بعيد الحب، عبر جولة شملت بعض محلات الهدايا في القاهرة، وكان من اللافت أن أصحاب المحلات جلسوا على أمل أن يطرق الزبائن بابهم ولسان حالهم يقول "يا ورد مين يشتريك". وأشار بعض أصحاب محلات الهدايا وبيع الزهور إلى أن السوق المصرية تشهد ركودًا واضحًا منذ ثورة 25 يناير 2011، مؤكدين أن الأحوال الاقتصادية هي السبب الرئيسى في حالة التراجع تلك، إلى جانب الأحوال الأمنية غير المستقرة، التى تجعل المشترين يحجمون عن الخروج للتسوق على عكس الأوضاع ما قبل الثورة، حيث كانت الأسواق ممتلئة حتى منتصف الليل أو بعد ذلك. وأضاف أصحاب المحلات أنه قبل الثورة كان السياح العرب والأجانب يتوافدون على شراء الهدايا، ولكن ذلك تراجع بشكل حاد بعد الثورة، مؤكدين أن أسعار الهدايا لم تتغير، ولم تشهد ارتفاعًا نظرًا للأحوال الاقتصادية السيئة، ولكن فى الوقت نفسه لم يستطيعوا تخفيضها فى ظل ارتباطهم بتحمل التكاليف المختلفة، من فواتير الكهرباء وأجور العمالة وغيرها. وكان اللافت أن مظاهر الاحتفال بعيد الحب تغيرت العام الحالي، فبعد أن كانت الدباديب والورد الأحمر والعطور، أبرز مظاهر الاحتفال أصبح الإقبال على محلات الملابس التى تقدم تخفيضات وصلت إلى نحو 90% هو الأبرز وعادت محلات الهدايا خلف المشهد. ولعب موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" دورًا فى ركود سوق هدايا "الفالنتين"، حيث قامت بعض "الجروبات" بعرض تخفيضات على منتجات خاصة بهذه المناسبة، استطاعت اجتذاب الشباب بحكم ارتباطهم ب"فيسبوك" ولأن سعرها فى متناول الأيدى، مثل العطور والملابس. كما رصدت "بوابة الأهرام" كيفية استقبال الشباب لعيد الحب واستعدادهم له، حيث أكدت الأغلبية أن عيد الحب لا معنى له فى ظل الأحداث الراهنة، كما عبّر بعض الشباب عن ذلك بالقول "الناس ملهاش نفس". وأضاف أحد الشباب "اللى بيحتفل بالفالنتين مش حاسس باللى بيحصل فى البلد" و قال آخر "الأكل والشرب أهم حاجة دلوقتى، الناس مش لاقية تاكل عشان تجيب هدايا" وأكد بعض الشباب أنهم-رغم كل شيء- سيحتفلون بالفالنتين بكل مظاهره وسيرتدون اللون الأحمر وسيحتفلون بالحب فى عيده وكان من الواضح أن الجنس الناعم أكثر حرصًا على الاحتفال بعيد الحب، وقالت فتاة إنها اشترت هدية لخطيبها مشيرة إلى أن هذا العام هو الأول لها على خطبتهما، وأضافت "مينفعش ماجيبش هدية".