بعد مشاركتهم بأحداث ثورة 25 يناير ودورهم الفاعل فيها، وتأثيرهم على المواقف السياسية بعدها، بدأت الأنظار تتجه لمجموعات "الألتراس" وما يشكلونه من ثقل في المجتمع ومواقفهم السياسية، ودورهم في صنع بعض الأحداث. ولعل أول فبراير من عام الماضي 2012 الذي شهد أحداث مباراة المصري البورسعيدي والأهلي، ب"مجزرة بورسعيد"، نظرًا لدموية الحدث الذي راح ضحيته 72 قتيلًا من مجموعة ألتراس أهلاوي ، بداية ظهور الوزن الحقيقي للألتراس بمصر وتأثيرهم على مجريات الأمور والأحداث، حيث تم تأجيل الدوري أكثر من مرة بسبب تهديداتهم باقتحام الملاعب إذا تم استئناف النشاط الرياضي قبل القصاص من قتلة شهداء الألتراس. وترجع نشأة مجموعات الألتراس بمصر إلى عام 2007، حين قام مجموعة من الشباب المنتمين لروابط المشجعين للنادي الأهلي بالدعوة إلى بدء تكوين مجموعة تشجيعية تحمل اسم النادي "ألتراس أهلاوي"، وذلك لمؤازرة الفريق في مبارياته داخل وخارج مصر، متأثرين بما رأوه من تجارب مجموعات الألتراس بدول المغرب العربي، أثناء سفرهم مع فريق الأهلي لمساندته فى البطولات الإفريقية، خاصة بتونس، إلى جانب "ألتراس ديفيلز" التي أنشأها بعض مشجعي النادي الأهلي بالإسكندرية، لتكون الثانية من بين خمس روابط ألتراس محسوبة على النادي الأهلي. وفي منتصف نفس العام، بدأ بعض جمهور الزمالك في السير على خطى ألتراس أهلاوي، وتكوين ال "وايت نايتس"، ثم ظهرت بعد ذلك مجموعات الألتراس الداعمة للأندية والفرق، وأبرزها "يلو دراجونز"، الداعمة للنادى الإسماعيلى، و"جرين إيجلز"، للنادي المصري البورسعيدي، و"ألتراس جرين ماجيك"، التي كونها جماهير نادي الاتحاد السكندري. وشارك الألتراس في أحداث الثورة منذ يومها الأول، حسبما أعلنوا ذلك على صفحاتهم الرسمية على موقع الفيسبوك، حيث شاركوا في جمعة الغضب 28 يناير، وطوال ال18 يومًا التي سبقت سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك، كما شاركوا في المعارك التي حدثت بشوارع وسط البلد والمناطق المحيطة بميدان التحرير، حتى يوم جمعة الغضب، وشكلوا دروعًا بشرية بكثير من الأحيان. كانت مجموعات الألتراس -بعيداً عن انقسامهم الكروي- هي أفضل من تعامل مع قوات الأمن في أحداث ثورة 25 يناير، نظرًا لخبرتهم الطويلة في التعامل مع الشرطة في استادات الكرة. وفي هذا الجو السياسي البعيد عن ملاعب الرياضة، توحدت أغلب مجموعات الألتراس، في التحرير وميادين الثورة، حول أهداف واحدة خلال أيام الثورة وما تلاها من أحداث، وظهر هذا التوحد جليًا بعد مذبحة بورسعيد، وقتما امتلأت محطة مصر في تلك الليلة الحزينة لاستقبال العائدين من الاستاد مقر المجزرة، وكان من ضمن المنتظرين في محطة القطار عدد كبير جدًا من أعضاء ألتراس وايت نايتس "الزملكاوية" في استقبال نظرائهم "الأهلاوية".