نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي، قوله :" إن جماعة الإخوان المسلمين لعبت دورًا كبيرًا في الانقسام الأخير للحزب". وأضاف بكار، في تصريحاته المنشورة على الموقع الإلكتروني للصحيفة البريطانية: "لا أستطيع القول بأن الإخوان خططوا لهذا الانقسام ولكن كان لهم دور كبير في هذه العملية". وقلل من أهمية الاستقالات التي تقدمت بها قيادات ب"الحزب السلفي"، وأولها رئيس الحزب عماد عبد الغفور واتجاههم لتشكيل حزب جديد باسم "الوطن". وأشار بكار إلى أن عدد أعضاء حزب النور المسجلين 180 ألفًا وهو ما يجعله ثاني أكبر قوة سياسية بعد حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين مضيفًا أن عدد المستقيلين من الحزب لم يتجاوزوا 100 عضو، قائلاً "تخلصنا من العديد من المشكلات باستقالتهم". وحصل حزب النور على المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية التي بدأت أواخر 2011 بعد الحرية والعدالة ولكن البرلمان الناتج عنها حل بعد أقل من 5 شهور على انعقاده بحكم قضائي. لكن الخلافات عصفت ب"النور" في الشهور الأخيرة وأدت في النهاية لانقسامه وتأسيس حزب الوطن الذي أعلن تحالفه في الانتخابات البرلمانية المرتقبة مع الداعية السلفي ومرشح الرئاسة المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل. وتقول الفاينانشيال تايمز إن هذا الشرخ في المعسكر السلفي قد يضعف من قوته ويعطي فرصة للقوى الليبرالية والعلمانية لزيادة عدد مقاعدها في الانتخابات التي تجري خلال الشهرين المقبلين. ونقلت عن عماد شاهين، الخبير بالحركات الإسلامية بالجامعة الامريكية بالقاهرة، قوله:" إذا بقيت الأمور كذلك فقد نرى كتلة ليبرالية أكبر في البرلمان"، مشيرًا إلى أن التحالف الليبرالي يتوحد فيما يتفتت الإسلاميون. وتضيف الصحيفة البريطانية إن قيادات حزب الوطن تقول إنها "أكثر وسطية من حزب النور السلفي وهو أكثر تصلبًا وتطرفًا وعدم قابلية للدخول في تحالفات بحسب هذه القيادات"، وفقًا للصحيفة. وأوضح محمد نور، المتحدث باسم الوطن، أن حزبه الجديد سيضم أيدولوجيات مختلفة ولن يقتصر على السلفيين فقط ولكن سيضم منتمين للحركات الإسلامية المختلفة. ولكن قيادات النور نفت أن يكون حزب الوطن أكثر وسطية، مشيرة إلى أن النور رفض التحالف مع أبو إسماعيل أو دعمه في الترشح للرئاسة العام الماضي لكونه "شديد التطرف"، على حد ما جاء في الصحيفة. ودعم النور المرشح الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح وهو أكثر وسطية من أبو إسماعيل الذي استبعد بسبب حصول والدته على الجنسية الأمريكية. وأكد نادر بكار أن تحالف أبو إسماعيل مع حزب الوطن يضع النور في يمين الوسط بعد أن كان في أقصى اليمين، على حد قوله. وقال بيان للدعوة السلفية -وهي إحدى الهيئات الرئيسية للسلفيين في مصر- إن حزب النور الذي تأسس العام الماضي هو الذراع السياسية الوحيد لها ودعا البيان جميع أتباع "الدعوة السلفية" للانضمام لحزب النور مما قد يعزز فرصه في الحصول على أغلب أصوات السلفيين في الانتخابات. ولكن تحالف حزب الوطن بقيادة عماد عبد الغفور الذي يصفه عماد شاهين بالوسطية والبراجماتية مع أبو إسماعيل ذي الشعبية الواسعة بين السلفيين، وبينهم نشطاء في الشارع المصري قد يكون وصفة جيدة للفوز بالانتخابات على حد قوله.