"لا أقبل إهانة الناس للشباب، فهم من يموتون من أجل أوطانهم، بينما الأحزاب تتصارع من أجل السلطة والانتخابات" كانت هذه بعض الكلمات للشهيد محمد ميلاد( 33 سنة)، ابن مدينة كوم حمادة، والذي تحل ذكرى رحيله اليوم، بعد إصابته بطلق ناري في الرقبة خلال إحدى التظاهرات أمام القصر العيني. كما لو كان الشهيد "ميلاد" قداستشرف من وراء الغيوم المشاكل والهموم التي نعانيهاالآن، وقال كلمته وضحي بدمائه من أجل الوطن، ومن أجل ثورة لم يكتمل"ميلادها" بعد، ولايزال متعسرا. الشهيد محمد ميلاد حاصل علي مؤهل متوسط، وامتهن العمل في المقاولات لبعض الوقت، وهو الابن الثاني لأسرة مصرية بسيطة، فوالده مزارع وشقيقة الأكبر يعمل في السعودية، وشقيقه الثالث يدعى حسين ويمتلك محلا للبقالة. ومنذ اللحظة الأولي للثورة وهو متواجد بميدان التحرير، وظل معتصمًا به حتى رحل نظام المخلوع، كما كان من أكثر الشباب في كوم حمادة إيمانًا بالثورة وحبًا لمصر. يقول سيد، شقيق الشهيد ل"بوابة الأهرام"، كان شقيقي مهموما كغيره من الشباب بمشاكل الوطن، ويشعر بالأسي لما أصاب مصر من فساد في كافة القطاعات، ولاحتكار النظام البائد وحاشيته لكافة السلطات وخيرات البلد، ومصادرة حقوق الشعب، لهذا كان متحمسًا للغاية عندما اندلعت الثورة، وكان من أوائل من شاركوا فيها. وتابع: وقبل ساعات من قليلة من استشهاده كان يطلب مني وشقيقي"حسين" أن نسافر إليه في القاهرة لكي نتناول العشاء معا، وخلال مشاركته في إحدي التظاهرات بشارع القصر العيني وعقب أدائه صلاة العشاء،أصابته رصاصة الغدر في رقبته وسقط شهيدا. أما أيمن الأخ الأكبر للشهيد فقال، "كأنه معايا وقدامى لحظة بلحظة.. عاش رجلا ومات بطلا.. ونحتسبه عند الله من الشهداء وبرحمته". أما والدة الشهيد فلاتزال عيناها تفيض بالدموع على الشهيد الذي كان أكثر أبنائها حنانا عليها، لكنها تجد سلواها في أصدقائه، والذين يقومون بين الحين والآخر بزيارتها والاطمئنان عليها، لكن لسان حالها لم يفطر من قول"حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي قتلك يا ابني". من جانبهم قام أشقاء الشهيد وأصدقائه بإحياء ذكراه، بمنزل الأسرة، بتلاوة القرآن الكريم وختمه داعين الله أن يتغمده برحمته وأن يجعل ثواب ما قرأوا في ميزان حسناته.